التباعد الاجتماعي ووفوراته يغري شركات بمواصلة العمل من المنزل بعد الحظر
أكدت شركات عاملة في دبي في قطاعات مختلفة أن نظام العمل عن بعد أثبت فاعلية كبيرة بعد تطبيقه احترازاً من تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وأوضح مديرو شركات أن النظام الجديد، خفض المصروفات التشغيلية بصورة كبيرة، وفي الوقت ذاته ساهم في تقليل الضغط النفسي على الموظف الناتج عن الازدحام في الشوارع عند الذهاب للعمل.
وقال مدير تنفيذي أول في مجموعة إجادة، طارق نظام الدين، إن نظام العمل عن بعد لم يؤثر سلباً على عمل المجموعة بل على العكس من ذلك «سجلنا أداء كبيراً في الأقسام والإدارات التي لا تتطلب حضور موظفيها إلى المكتب».
وأضاف نظام الدين، الحضور إلى المكتب كان يتطلب الاستيقاظ الباكر والدخول في زحمة شوارع دبي، التي تخلق نوعاً من القلق والاضطراب النفسي لدى جميع الموظفين، فضلاً عن أن الموظف سيؤدي نفس العمل، وربما كانت النتائج في السابق أقل بسبب التوتر.
وأوضح نظام الدين أن «تجربة الحجر الصحي علمتنا تجربة جديدة، وهي العمل عن بعد للقطاعات التي لا تتطلب الحضور إلى المكتب، وأثبتت التجربة بعد تطبيقها في المجموعة عدة نتائج إيجابية أبرزها تخفيض المصاريف التشغيلية للشركة».
وتابع «النتائج لم تقتصر على الجانب المادي فقط بل تعدته إلى الجانب النفسي وجانب كفاءة العمل، حيث سجلنا تطوراً في الأداء من حيث السرعة والالتزام بساعات العمل».
وقال نائب الرئيس وعضو مجلس إدارة شركة «إيه جي سي» عبدالعزيز الشعفار إنه يؤيد نظام العمل عن بعد عقب تجربته في الشركة بعد ظهور فيروس كورونا لسبب واحد فقط وهو أن الموظفين الذين لا يتطلب عملهم الحضور للمكتب لا داعي لحضورهم الشخصي بل يكفي أن يعلموا من بيوتهم، توفيراً على الشركة وعليهم.
وأضاف الشعفار «التجربة أثبتت أننا يمكن أن نسيّر أعمال الشركات ونقلل التكاليف مع تحقيق نتائج أفضل».
وأشار الشعفار إلى أن الحضور الشخصي للمكتب يرهق الموظف قبل أن يبدأ بسبب الازدحام في الشارع، لذلك فالعمل عن بعد يساعد الموظف في الإبداع والابتكار وأداء ما عليه بجودة أكبر قياساً بالعمل من المكتب.
وعدّد الشعفار مكاسب الشركات والدوائر من دوام الموظف عن بعدن كتوفير في مصاريف النقل، فهي مكلفة جداً للشركات التي لديها أعداد كبيرة من الموظفين، إضافة لمصاريف المرافق والمشروبات.
وأكد الشعفار أن الشركة قررت الاستمرار بنظام العمل عن بد لفترة ما بعد الفيروس للقطاعات التي لا يتطلب عملها الحضور بشكل يومي، على الأقل حضور الموظف لنصف يوم أو يوم واحد في الأسبوع.
وقال المدير التجاري في شركة الخليج للسحب حسام محمود إن الشركة تفكر فعلياً في الاستمرار بنظام الدوام عن بعد عقب الخروج من محنة الفيروس بعد النتائج الإيجابية التي تم تحقيقها.
وأضاف محمود، «أثبت الإدارات التابعة لنا مرونة كبيرة في الأداء في ظل البنية التحتية القوية في الدولة»، مضيفاً أن «إيجابيات العمل عن بعد كانت في تخفيض التكاليف الخاصة بمصاريف النقل، حيث كنا نؤجر العديد من الوسائل النقل لجلب الموظفين ومصاريف الكهرباء بالنسبة للمكاتب والتنظيف وغيرها».
وأكد الخبير الاقتصادي عبدو الكيالي أن إيجابية العمل عند بعد لم تعد تقتصر على دوام الموظفين فقط بل تعداه إلى أن الشركات أصبحت تعقد اجتماعاتها مع شركائها في كافة أنحاء المعمورة دون الحاجة إلى التنقل عن طريف الفيديو كونفرنس.
وقال الكيالي إن الاجتماعات عن بعد توفر نحو 20% من تكاليف الشركات الكبيرة التي لها أعمال متعددة في الخارج، حيث لا يتطلب الأمر السفر كثيراً، فتجربة كورونا أثبتت أن عقد الاجتماعات عن بعد أفضل من حيث الوقت وتوفير مصاريف الفندق والطائرات التي في الغالب على متن الدرجات الأولى أو رجال الأعمال وحتى استئجار طائرات خاصة، وكذلك بدلات السفر.
وأشار الكيالي إلى أن منظومة الإمارات الذكية متطورة جداً ويجب الاستفادة منها في الأعمال، خاصة في الفترة الحالية التي تشهد بعض التراجع في عدد من القطاعات وبتالي فالنظام الجديد يساعد الشركات على التوفير.
ورشح الكيالي عدداً من القطاعات التي لا تحتاج إلى الذهاب للمكتب مثل الموارد البشرية والتسويق والوظائف القانونية والإدارية البحتة.
التعليقات مغلقة.