“دبي” تعزز مكانتها كمركز عالمي للألعاب والرياضات الإلكترونية في الشرق الأوسط

بقلم/ ماريو بيريز الرئيس التنفيذي لشركة مينا تك للترفيه

يواصل مشهد الألعاب والرياضات الإلكترونية في التطور بسرعة كبيرة مما يجعله أحد قطاعات الأعمال المهمة في الشرق الأوسط. يمثل الإطلاق الأخير لكأس العالم للرياضات الإلكترونية في المملكة العربية السعودية لحظة حاسمة للمنطقة، حيث يمهد الطريق لسبعة أسابيع من المنافسة الشديدة والتي ستشهد 21 مباراة لتتويج أفضل اللاعبين في العالم. بالإضافة للارتقاء بقطاع الألعاب في المملكة العربية السعودية، يساهم هذا الحدث العالمي بتعزيز مشهد الألعاب الأوسع في الشرق الأوسط.

 

هناك آثار كبيرة لهذا الحدث، فمنطقة الشرق الأوسط موطن لأكثر من 377 مليون لاعب حالياً ويشهد قطاع الرياضات الإلكترونية فيها نمواً سنوياً في الإيرادات بنسبة 23.3%. يُنظر إلى كأس العالم للرياضات الإلكترونية على أنه كثر من مجرد منافسة، فهو حافز للابتكار التكنولوجي والتنمية الاقتصادية. من المتوقع أن يعزز هذا الحدث العالمي من السياحة، ويولد فرص عمل جديدة، ويدمج الرياضات الإلكترونية في النسيج الثقافي والاقتصادي للمنطقة.

 

تواصل دبي اتخاذ خطوات كبيرة لترسيخ مكانتها كمركز للألعاب في الشرق الأوسط. لقد عشتُ في دبي طوال السنوات الأربع الماضية بعد انتقالي من أمريكا الجنوبية ويطيب لي الإشادة بالسياسات المبتكرة والأحداث المحورية في مجال الألعاب الإلكترونية التي تدعمها وتطلقها دبي لاستقطاب أكبر الأسماء في في صناعة الألعاب الإلكترونية. حيث تنجذب هذه الشركات إلى بيئة الأعمال الحيوية في دبي، والسياسات الصديقة للاستثمار، والمشاركة الرقمية العالية.

 

إحدى المبادرات الرئيسية هي مركز الألعاب الذي أطلقه مركز دبي للسلع المتعددة، والذي يستضيف حالياً حوالي 100 شركة ألعاب. تعد المعارض والمؤتمرات المختلفة للألعاب في دبي من المحركات الرئيسية لنمو هذه الصناعة. من خلال هذه المبادرات، تهدف دبي إلى استحداث 30 ألف فرصة عمل في قطاع الألعاب والمساهمة بمليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2033، مما يعزز دورها كدولة رائدة في صناعة الألعاب في المنطقة.

 

على الرغم من النمو المتسارع الذي شهدته الألعاب الإلكترونية على مر السنين، يشير بعض محللي السوق إلى أن هذا النمو قد استقر الآن. ومع ذلك، مازلت متفائلاً حيث يُنظر إلى تعديلات السوق الحالية على أنها إجراء ضروري لتحقيق التوازن بعد فترة من النمو الهائل غير المستدام والاستثمارات الكبيرة.

من جهة أخرى، تُعتبر ألعاب الهواتف المحمولة أحد قطاعات الألعاب التي لا تظهر أي علامات على التباطؤ. وفقاً لدراسة أجرتها منصة data.ae المختصة ببيانات السوق، من المتوقع أن تظل ألعاب الهاتف المحمول هي القطاع الأكثر ربحاً في الصناعة وأن يصل الإنفاق المستهلكين عليها إلى حوالي 108 مليار دولار في عام 2023. يمثل انتشار الأجهزة المحمولة في كل مكان إمكانات هائلة لتحقيق الدخل حتى من اللاعبين العابرين.

 

بالنظر إلى المستقبل، من المرجح أن يشهد مستقبل الألعاب والرياضات الإلكترونية دمج ألعاب الهاتف المحمول مع الألعاب المعتمدة على وحدات التحكم، مدفوعاً بالتطور في مشهد اللعب عن بعد، والألعاب السحابية، واي فاي 7 (Wi-Fi 7)، وألعاب الجيل الخامس (G5). سيسمح هذا التكامل بتجارب ألعاب سلسة عبر مختلف الأجهزة، والتصدي لمشكلة التجزأ الحالية في منظومة الألعاب المحمولة. لتحقيق ذلك، ستحتاج ألعاب الهاتف المحمول إلى التطوير المستمر لتبسيط الوصول إليها على منصات موحدة وللارتقاء بجودتها كي تصبح بمثابة مرآة تعكس الألعاب القائمة على وحدات التحكم،.

وفي الختام، لا بد أن نذكر أن مبادرات دبي الاستراتيجية وسياساتها المستقبلية تضع دبي في طليعة صناعة الألعاب والرياضات الإلكترونية في الشرق الأوسط، معد بمستقبل مشرق ومزدهر للقطاع في المنطقة.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد