الدور المحوري لشركات التطوير العقاري في تشييد مدن متصلة لتعزيز النمو والتوسّع الحضري

 

بقلم: ديانا نيليبوفسكايا، الرئيس التنفيذي لشركة ميريد

لا شك أن التطوير العقاري أكثر من مجرد ممارسات تركز على تشييد المباني، فهو يتمحور حول تصميم وإنشاء بيئات حيوية ترتقي بالمجتمعات والمدن وتعزز من صورتها ومكانتها العالمية. تدرك شركات التطوير العقاري الناجحة أن مشاريعها تؤثر بشكل كبير على الاقتصادات المحلية والبنية الاجتماعية ونوعية الحياة بشكل عام. ومع إطلاق مشروع عقاري جديد كل 18 ساعة، دعونا نستكشف أهمية تعامل شركات التطوير العقاري مع مشاريعها برؤية نافذة لتعزيز النمو والتوسع الحضري الفعال، وضرورة مواءمة استراتيجياتها مع الأهداف المجتمعية الأوسع.

 

أهمية الموقع في التطوير العقاري

يؤثر اختيار الموقع على القيمة الحالية والمستقبلية للعقار وعلى دوره في المساهمة بشكل إيجابي في المجتمع والبيئة المحيطة. ينبغي أن تعطي شركات التطوير العقاري الأولوية للمواقع التي توفر إمكانية التنقل السريع والوصول إلى الأماكن والجهات الأخرى، مع الأخذ بعين الاعتبار إمكانات النمو والتوسع ومراعاة الاستثمار في المواقع التي تتوافق مع خطط التنمية الحضرية لأنها تضمن مساهمة المشاريع في تحقيق الأهداف الأوسع المتمثلة في إنشاء مدن مستدامة ومتصلة.

الاتصال والمركزية

عند التخطيط الحضري، يؤدي اختيار مواقع تتمتع بالقرب من طرق النقل الرئيسية وإمكانية الوصول إلى المناطق الأخرى إلى تعزيز قيمة المشروع وجاذبيته بشكل كبير، مثلها مثل القرب من المداخل والمخارج الرئيسية والمرافق المهمة مثل المدارس والمستشفيات ومراكز التسوق. تضمن كل هذه العوامل أن المشروع ليس منعزلاً أو في منطقة نائية، بل مدمجاً في نسيج المدينة. تجسد مدينة دبي للإنترنت، حيث يقع برج آيكونيك الذي طورته شركة ميريد بالتعاون مع بينينفارينا، هذا النهج الاستراتيجي. يقع هذا البرج السكني الفاخر بالقرب من مجموعة متميزة من المرافق، بما في ذلك مرافق الرعاية الصحية ومنافذ البيع بالتجزئة، مما يوفر راحة مثالية للمقيمين وسهولة الوصول لهذه الوجهات. ينبغي أن تنظر شركات التطوير العقاري في الطرق التي تعزز بها مشاريعهم من الاتصال الحضري والمساهمة في إنشاء مدينة أكثر اتصالاً، على النحو المبين في خطة دبي الحضرية 2040، والتي تهدف إلى أن تصبح دبي “مدينة العشرين دقيقة”.

التكيف مع احتياجات مشتري المنازل لعام 2024

في عام 2024، يبحث المشترون بشكل متزايد عن المنازل التي تجمع بين وسائل الراحة الفاخرة والاستدامة وميزة المشاركة المجتمعية. يجب على شركات التطوير العقاري أن تتكيف مع هذه الاتجاهات من خلال توفير ميزات حصرية مثل تقنيات المنازل الذكية، التصاميم الموفرة للطاقة، والمرافق الصديقة للمجتمعات. تشهد المساكن الفاخرة المدعومة بماركات عالمية مشهورة إقبالاً كبيراً حيث يتطلع المشترون إلى دمج وسائل الراحة الراقية مع تجارب الضيافة المميزة في منازلهم الخاصة. تشير مصداقية وموثوقية هذه الماركات العالمية والموروث الثقافي الذي تجلبه العقارات المرتبطة بها إلى أن قيمتها ستتضاعف في السنوات الخمس المقبلة. يضمن فهم متطلبات السوق الحالية وتلبيتها أن تبقى مشاريع التطوير العقاري جذابة ومطلوبة لسنوات عديدة مع المحافظة على قيمة إعادة بيع عالية، مما يؤدي في النهاية إلى الارتقاء بقيمة المنطقة ككل.

 

مباني صديقة للبيئة

وفقاً لمجلس الإمارات للأبنية الخضراء، تهدف دولة الإمارات العربية المتحدة إلى أن تتلقى %25 من مبانيها اعتماد المباني الخضراء بحلول عام 2030، مما يشير إلى أن التنمية المستدامة أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى. تساهم التطويرات العقارية التي تستخدم مواد البناء الخضراء، والأنظمة الموفرة للطاقة، والممارسات المستدامة بتقليل التأثير البيئي وخفض تكاليف التشغيل،  كما أنها تجذب المشترين المهتمين بالبيئة وتتوافق مع أهداف الاستدامة في البلاد. ينبغي أن تعطي شركات التطوير العقاري الأولوية للاستدامة في مشاريعهم، والمساهمة في بيئة أكثر صحة مع الالتزام بالمعايير والتشريعات التنظيمية.

بناء مجتمعات مزدهرة

من المهم أن تعتمد شركات التطوير العقاري نهجاً شاملاً للتطوير العقاري، مع الأخذ في الاعتبار منظومة التطوير العقاري ككل، بما في ذلك البنية التحتية والمرافق والأماكن العامة. من خلال إنشاء مشاريع متعددة الاستخدامات تشمل مساحات سكنية وتجارية وترفيهية، تساهم شركات التطوير العقاري بتعزيز النمو الاقتصادي والارتقاء بمعدل التفاعل الاجتماعي عند تقديم مبانٍ مميزة تشكل جزءاً لا يتجزأ من المجتمع وتثري حياة السكان. من ناحية، يلعب التصميم الحضري الدقيق، بما في ذلك المساحات الخضراء والشوارع الصديقة للمشاة والمرافق المجتمعية، دوراً حاسماً في تحقيق هذا النهج الشامل. ومن ناحية أخرى، توفر هذه التطويرات العقارية فرص العمل، وتدعم الشركات المحلية، وتعزز من مستوى ونوعية الحياة بشكل عام، ناهيك أن المجتمعات المزدهرة تستقطب المزيد من السكان والمستثمرين، مما يضمن نجاح التطوير على المدى الطويل.

التكيف مع البنية التحتية الحالية والقادمة

يؤدي القرب من البنية التحتية الحالية والبنية التحتية قيد التخطيط، سواء كانت خطوط النقل العام الجديدة أو المطارات أو المراكز التجارية، إلى زيادة قيمة المشروع بشكل كبير. وافقت حكومة دبي مؤخراً على خطة بقيمة 128 مليار درهم إماراتي لتشييد مبنى المسافرين الجديد في مطار آل مكتوم الدولي مما يجعله المطار الأكبر في العالم. يجب أن تبقى شركات التطوير العقاري على اطلاع بخطط البنية التحتية وأن تختار المشاريع الاستراتيجية للاستفادة من هذه الخطط والتحسينات. في هذه الحالة، يضمن إعطاء الضوء الأخضر لمشاريع تطويرية قريبة من جنوب دبي أنها ستكون بموقع متميز يمكن الوصول إليه بسهولة في المستقبل.

يُعدّ التطوير العقاري فرصة كبيرة لتعزيز المجتمعات والمساهمة في التوسع والنمو الحضري. عند واءمة المشاريع مع الأهداف المجتمعية، تكون النتجية أحياء ومجتمعات مستدامة وحيوية ذات فوائد اقتصادية واجتماعية وبيئية، مما يضمن تطويرات عقارية ناجحة تترك تأثيراً إيجابياً دائماً على المدن وسكانها. ستجني شركات التطوير العقاري التي تتبنى هذه الرؤية ربحية مشاريعها وفرصة تعزيز مجتمعات مزدهرة وإنشاء مدن مرنة. في نهاية المطاف، يكمن مستقبل العقارات في تعزيز المجتمعات وتشييد مستقبل حضري مستدام.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد