قطر تصدر سندات خضراء بقيمة إجمالية بلغت 2.5 مليار دولار

تضع دولة قطر قضايا البيئة والاستدامة على قائمة الأولويات الرئيسية ضمن رؤيتها الوطنية 2030 وفي استراتيجياتها التنموية، للحفاظ على استخدام الموارد بطريقة تضمن وجودها للأجيال القادمة، ويتضمن ذلك استخدام مصادر الطاقة المتجددة، وتقليل استهلاك المياه والطاقة، وتحسين كفاءة الطاقة في العمليات الصناعية، والتركيز على تحقيق التوازن بين احتياجات البشر والحفاظ على البيئة، وهو ما يعزز توجهات الاقتصاد الأخضر.

ويعد إعلان وزارة المالية مؤخرا عن إصدار سندات خضراء بقيمة إجمالية بلغت 2.5 مليار دولار، في سابقة هي الأولى من نوعها في المنطقة، إيذانا بدخول دولة قطر مرحلة جديدة من تمويل المشاريع الصديقة للبيئة، والتي تهدف إلى مكافحة الآثار السلبية للتغير المناخي وحماية البيئة عن طريق التنمية المستدامة.

ووفقا لإحصاءات المجلس الوطني للتخطيط، ارتفع إجمالي عدد المشاريع الجديدة الخاضعة لتقييم تأثيرها على البيئة من 2428 مشروعا في العام 2021 إلى 2676 مشروعا في العام 2022، وهو ما يعكس تزايد الاهتمام بالبيئة بالتوازي مع حركة التطور التنموية.

وشملت المشاريع الخاضعة للتقييم خلال العام الماضي، 572 مشروعا كبيرا و1433 من المشاريع الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى 671 مشروعا صناعيا.

من جهة أخرى، تشير الإحصاءات إلى أن نسبة المياه العادمة التي تمت معالجتها في محطات المياه العادمة بلغت 99.8 بالمئة في العام 2022، كما بلغ استخدام المياه العادمة المعالجة في الري الزراعي العام الماضي 76.13 مليون متر مكعب في السنة، فيما بلغت المياه المعالجة المستخدمة في ري المسطحات الخضراء 113.34 مليون متر مكعب في السنة، وبلغت الكمية المستخدمة في حقن الخزانات الجوفية نحو 50.60 مليون متر مكعب في السنة.

وتشكل البيئة مسألة حيوية بالنسبة لتوجهات الدولة ونظرتها للنمو الاقتصادي، إذ تعنى الرؤية الوطنية لدولة قطر 2030 بتحقيق الاستدامة في مجالات البيئة والاقتصاد والمجتمع، ولذلك ركزت قطر خلال احتضانها إكسبو 2023 الدوحة على هذه الأبعاد الثلاثة من خلال شعاره المتضمن للاستثمار في التقنيات الزراعية المبتكرة كركيزة اقتصادية، وترسيخ الارتباط بين الإنسان والطبيعة لزيادة الوعي كركيزة اجتماعية، وتحويل الأراضي الجافة والقاحلة إلى مناطق زراعية وغابات كركيزة بيئية.

وتبرز المشاريع النموذجية والمدن المستدامة مثل مدينة لوسيل ومشيرب قلب الدوحة وجزيرة اللؤلؤة، جهود دولة قطر في هذا المجال، باعتبارها نموذجا للمدن المستدامة، حيث ضخت قطر استثمارات ضخمة في تلك المدن والمناطق لتوفير بنية تحتية خضراء، وتقنيات ذكية للتحكم في استهلاك الطاقة، وفي هذا السياق تدمج لوسيل التقنيات الذكية مع المباني الموفرة للطاقة وحلول النقل الذكية بسلاسة فائقة، بينما تدمج مشيرب قلب الدوحة البنية التحتية الذكية في نسيجها لإنشاء مراكز حضرية متفوقة في الاتصال وصديقة للبيئة.

 

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد