مخاوف غربية من تمدد «داعش» و«القاعدة» في أفريقيا
وسط تخوف الأوساط الاستخباراتية الغربية، من تزايد المؤشرات التي تفيد باستعادة تنظيم «داعش» الإرهابي جانباً من قوته في معاقله السابقة في سوريا والعراق، حذرت دوائر تحليلية في عواصم عدة لصنع القرار على الساحة الدولية، من الاستهانة بالمخاطر، التي لا تزال تشكلها مثل هذه التنظيمات، على الأمن العالمي.
ويرصد فيه مراقبون معطيات، تشير إلى تنامي قوة هذا التنظيم الدموي في سوريا، عبر تمكنه من السيطرة، ولو مؤقتاً، على بعض المناطق، واتساع رقعة نفوذه لبقاع جديدة.
ويُضاف إلى ذلك، وجود عشرات الآلاف من إرهابيي «داعش» المُدربين في السجون السورية والعراقية معاً، بجانب احتجاز أعداد مماثلة من الأطفال مع أمهاتهم في معسكرات اعتقال، تديرها قوات سورية الديمقراطية «قسد».
وتقول مصادر عسكرية غربية، إن هؤلاء الصغار، قد يمثلون «الجيل القادم» لهذا التنظيم، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات، من شأنها نزع الأفكار المتطرفة من رؤوسهم.
وأكد الخبراء الغربيون، أن تجاهل التهديدات الإرهابية أو التقليل من أهميتها، لن يؤديا إلا إلى تفاقم خطرها، مُنتقدين ما قاله مسؤولون أمنيون أميركيون قبل أسابيع في الذكرى السنوية الـ 22 لهجمات سبتمبر، من أن تنظيمات كـ «القاعدة» قد أصبحت في أضعف مراحلها، وأنها ربما ستعجز عن استعادة قوتها مستقبلاً.
فبالرغم من أن تركيز بعض القوى الكبرى على المنافسة المحتدمة بينها على النفوذ، يشكل أمراً منطقياً من وجهة نظر المتخصصين في السياسة الدولية، فإن ذلك لا ينبغي أن يؤثر بالسلب على الحرب ضد الإرهاب، على ضوء أن صورة الوضع الأمني العالمي في الوقت الحاضر، تبدو مثيرة للقلق.
فوفقاً لهؤلاء الخبراء، يوجد في العالم الآن، عدد أكبر من الجماعات الإرهابية، التي تسيطر على مساحات أوسع من الأراضي مقارنة بذي قبل، خاصة في قارة مثل أفريقيا، تنشط التنظيمات المنبثقة عن «القاعدة» و«داعش»، في 28 على الأقل من دولها.
وفي تصريحات نشرتها مجلة «فورين بوليسي» الأميركية، حذر الخبراء من تزايد الخطر الذي يُحدق بمنطقة «الساحل الأفريقي» تحديداً، على ضوء سيطرة التنظيمات الإرهابية على مناطق واسعة من بُلدانها، وتصعيدها لهجماتها بشكل هائل خلال الصيف الماضي، إلى حد شمل فرضها الحصار على الكثير من المدن والبلدات.
التعليقات مغلقة.