الذكاء الاصطناعي يثبت فعالية في كشف السرطان
تمكن أخصائي أشعة بدعم من الذكاء الاصطناعي من كشف حالات من سرطان الثدي في فحص التصوير الشعاعي أكثر من اثنين من أخصائيي الأشعة الذين يعملون معا، ما سيبسط إجراءات الكشف المبكر لهذا النوع من السرطان.
جاء ذلك في ورقة بحثية من معهد “كارولينسكا” في السويد نشرت في مجلة The Lancet Digital Health.
يقول الباحثون إن الذكاء الاصطناعي جاهز الآن ليتم إدخاله في فحص سرطان الثدي.
على مدى أكثر من 30 عاما، كان فحص التصوير الشعاعي للثدي مفتاحا مهما في تقليل معدلات وفيات سرطان الثدي. مع ذلك، تشمل التحديات نقص أخصائيي الأشعة وعدم اكتشاف جميع أنواع السرطان عن طريق هذا الفحص. وأظهرت العديد من الدراسات، بأثر رجعي، أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في معالجة هذه المشكلات.
تقول الكاتبة الأولى للدراسة كارين ديمبرور، الباحثة المنتسبة في قسم علم الأورام وعلم الأمراض في معهد كارولينسكا “ينظر الذكاء الاصطناعي والبشر إلى الصور بشكل مختلف قليلا، مما يخلق تآزرا يحسّن فرصنا في اكتشاف السرطان”.
تقليديا، يقرأ اثنان من أخصائيي الأشعة كل اختبار. في هذه الدراسة، تم تقييم الفحوص من قبل اثنين من أطباء الأشعة ومن قبل الذكاء الاصطناعي من أجل تحديد النساء اللواتي سيتم استدعاؤهن لمزيد من الفحوص. بناء على تشخيص النساء بسرطان الثدي في النهاية، يمكن للباحثين تحديد مدى دقة مقارنة مجموعات مختلفة من الذكاء الاصطناعي وأخصائيي الأشعة بالنهج التقليدي لأخصائي الأشعة.
تقول الدكتور ديمبرور “من خلال هذه الدراسة، أردنا فحص مدى أداء اثنين من أخصائيي الأشعة مقارنة بأخصائي أشعة واحد مدعوم بالذكاء الاصطناعي، والذكاء الاصطناعي وحده”.
أجريت الدراسة في مستشفى “كابيو سانت جي أمران” في العاصمة السويدية ستوكهولم بين أبريل 2021 ويونيو 2022. فُحص أكثر من 55500 امرأة تتراوح أعمارهن بين 40 و74 عاما.
اكتشف النهج التقليدي باستخدام اثنين من أطباء الأشعة 250 سرطانا. وجد الباحثون أن إضافة الذكاء الاصطناعي إلى اثنين من أخصائيي الأشعة أدت إلى اكتشاف معظم حالات السرطان (269). اكتشف أحد أخصائيي الأشعة بمؤازرة الذكاء الاصطناعي 261 في نفس المجموعة. بينما اكتشف الذكاء الاصطناعي وحده 246، وهو ما لم يكن إحصائيا أقل مما اكتشفه اثنان من أخصائيي الأشعة.
يقول الباحث الرئيسي في الدراسة فريدريك ستراند، أخصائي الأشعة والمُحاضر في قسم علم الأورام وعلم الأمراض بمعهد كارولينسكا “بالمقارنة مع المعيار الحالي لأخصائيي الأشعة، أدى التقييم، الذي أجراه أخصائي أشعة واحد مدعوم بالذكاء الاصطناعي إلى زيادة بنسبة أربعة بالمائة في اكتشاف سرطان الثدي وخفض وقت قراءة صورة أخصائيي الأشعة إلى النصف”.
ووجد الباحثون أيضا أنه بالمقارنة مع اثنين من أخصائيي الأشعة، أدى اختصاصي أشعة واحد يدعمه الذكاء الاصطناعي والذكاء الاصطناعي بمفرده وحدهما، على التوالي، إلى انخفاض بنسبة 6٪ و55٪ في الإيجابيات الخاطئة، وهو ما يعني معدل استدعاء النساء الأصحاء، وهو خطأ إجرائي يسبب معاناة وتكلفة غير ضرورية.
يضيف الدكتور ستراند “من الواضح لنا أنه بالنسبة لفحص التصوير الشعاعي للثدي، فإن أحد أخصائيي الأشعة المدعوم بالذكاء الاصطناعي هو بديل أفضل عن اثنين من أخصائيي الأشعة بدون الذكاء الاصطناعي. على عكس دراسة سابقة من جامعة لوند (السويدية)، تم التحقق من صحة هذا التحسن إحصائيا في الدراسة الحالية. حتى لو تولى الذكاء الاصطناعي الكثير من الفحص الأولي، هناك حاجة إلى أخصائي أشعة لإصدار الحكم قبل استدعاء أي مريض لمزيد من التحقيق. وإذا لزم الأمر، لأخذ خزعات من مناطق الثدي المشبوهة”.
ويتابع ستراند “تظهر دراستنا أن الذكاء الاصطناعي جاهز للتشغيل، الخاضع للرقابة، في فحص التصوير الشعاعي للثدي. على المدى الطويل، يتمتع الذكاء الاصطناعي بالقدرة على تولي غالبية تقييمات فحص التصوير الشعاعي للثدي” ما سيفتح المجال لكشف مبكر عن الإصابة بالسرطان.
التعليقات مغلقة.