بعد إجتماع قمة بريكس منذ أيام وبعد موافقتها على إنضمام قمم من الدول العربية
فقد طفت على الساحة الإقتصادية حالة من البروبوجندا والشو الإعلامى الغير مبرر
صحيح أن هذه المجموعةالتي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقياتمثل أكثر من 40% من سكان العالم، وأن دولاً أخرى في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية قد تنضم إليها.
وصحيح أيضا أن هذه المجموعة ترغب في تقديم نفسها على أنها كيان جيوسياسي غير غربي أو مناهض للغرب ويعد بديلاً عن الهيمنة الأميركيةلكنها ليست كذلك ولن تكون.
بداية، هناك دائما مبالغة عند إطلاق شيء ما – سياسة أو مؤسسة أو مجموعة أو نادٍ – لمجرد أن شخصاً أحرز هدف كان ينشده ويسعى إليه .
وهذه هي الرؤية الخلفية التي بدأت بها مجموعة بريك التي وسعت حتى أصبحت فيما بعد بريكس.
جدير بالذكر أن جيم أونيل قام بصياغة هذا المصطلح في عام 2001 أثناء عمله خبيراً اقتصادياً في مصرف الاستثمار العالمي غولدمان ساكس وكان بحاجة إلى تسمية سريعة ومختصرة لوصف العديد من الأسواق التي بدت واعدة للمستثمرين، ولكن بخلاف ذلك لم يكن هناك شيء واضح مشترك.
ولكن يبقى السؤال
كيف أصبحت بريكس مؤثرة ولماذا يريد الآخرون الانضمام إليها؟
تبنت دول بريكس التسمية لأنها تناسب مسارين:
أولهما إنتشار وشيوع صناعة الأسماء المختصرة، ولكن أيضاً صيحة ظهور التكتلات. أعتقد أن صيحة تشكيل التكتلات انبثقت من انتقال العالم من عالم ثنائي القطب إبان الحرب الباردة إلى لحظة القطب الأوحد في ظل الهيمنة الأميركية والعودة المفترضة إلى التعددية القطبية منذ ذلك الحين.
ثانيهما أن الاتحاد قوه وهى كلمة جاذبة
في هذا العالم شديد التعقيد تفترض الدول أنها يجب أن تنتمي إلى نوع من التحالف وربما عدة تحالفات.
ماذا يحدث اليوم على ساحة التغيير ؟
وجود عدد هائل اليوم من التجمعات المتنوعة تعطيهم حق الإختيار .
فعلى سبيل في أفريقيا، تحتوي القارة
على اتحاد المغرب العربي والسوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا (الكوميسا) وتجمع دول الساحل والصحراء ومجموعة شرق أفريقيا والمجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا
والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا ناهيك عن الاتحاد الأفريقي.
فكلمة إتحاد فى حد ذاتها لها ثقل لدى بستان بريكس
حقيقة لا أريد الإطالة
والآن يمكن القول بأن مجموعة بريكس لديها أقل القواسم المشتركة،باستثناء كراهية نفوذ الولايات المتحدة في التمويل والاقتصاد والجغرافيا السياسية عالمياً
ويرجح أن تواجه الصين والهند بعضهما البعض في حرب بقدر ما تتعاونان.
شيء واحد تتفوق فيه جميع الكتل والاتحادات والمنتديات هو كثرة استخدام الأوراق.
جدير بالذكر أن بريكس طرحت فكرة العملة المشتركة-الأفضل لإسقاط الدولار الأميركي المكروه من موقعه العالمي.
إن الفكرة القائلة إن دول بريكس ستوحد أموالها وبنوكها المركزية وسياستها المالية والنقدية، كما يقول أونيل، صاحب اختيار الاسم، فكرة غير منطقية
في الواقع، كل واحدة من دول “بريكس” الخمس متواجدة فيها لأسباب مختلفة.
الصين على سبيل المثال تريد إزاحة الولايات المتحدة كقوة مهيمنة وتواصل إقامة الكتل التي تعتقد أنها يمكن أن تهيمن عليها لهذا الغرض. تشمل هذه المحاولات، مبادرة الحزام والطريق، وهو برنامج البنية التحتية العابر للقارات، ومنظمة شنغهاي للتعاون، مجموعة أوروآسيوية، و(16 +1) (سابقا17 + 1)، وهي آلية تنسيق يتردد أن الصين تتعاون بموجبها مع بلدان وسط وشرق أوروبا. أدرك الأوروبيون في تلك الآلية أن “+1” ويقصد بها الصين، تريد حقا أن تقود 16 دولة.
وفى هذه الحالة وبالنظر إلى أهداف الصين في بريكس، لا يمكن أن تكون البرازيل أو روسيا أوالهند أو جنوب أفريقيا ولا البلدان الأخرى التي أعربت عن اهتمامها بالانضمام، مثل إندونيسيا، متحمسة حقاً لأن تصبح تابعة لبكين فقط لتلقين واشنطن درساً. وهذا الوضع هو أحد الأسباب التي تجعل المنتدى يكافح من أجل إبراز القوة الناعمة، ناهيك عن صعوبة ذلك.
أما زعيم الكرملين لن يحضر القمة
وما يدعوها إلى ذلك، السعي إلى الحفاظ على الشراكة. وهذا الوضع لا يساعد النادي أبداً عندما لا يتمكن أحد الأعضاء من الحضور لأن المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرة توقيف بحقه.
على صعيد آخر فإن
غولدمان ساكس: بريكس ستملك وزناً حقيقياً بضم السعودية والإمارات ومصر.
التعليقات مغلقة.