ليبيا … السودان … النيجر … أفريقيا ناراً تستعر !!
استطلاع اراء خبراء أجرته : مجلة استثمارات الاماراتية
إعداد / رباب سعيد – مراسلة مجلة استثمارات الإماراتية للشؤون الإفريقية
أجمع المراقبون وخبراء الاقتصاد أن إفريقيا ستكون مسرحا للحروب القادمة بين القوى المتصارعة”حيث يرى البعض ان ما يحدث الآن في أفريقيا سيسهم بخلق الكثير من المخاوف بخصوص مستقبل هذه القارة، التي كانت وما زالت هدفا أطماع الكثيرين، ويؤكد هذه المخاوف زيادة الوجود الأجنبي والنزاعات والحروب الأهلية التي تعصف بالقارة السمراء.ط
وتحتل إفريقيا اليوم مركز الصدارة في اهتمامات العديد من الدول العظمى، لما تتمتع به القارة من سوق استهلاكي كبير جدا، هذا بالإضافة الى موقعها الاستراتيجي ووفرة الموارد والثروات والكنوز المختلفة ومنها تأمين البترول الذي يعتبر اكبر هاجس للدول الكبرى. ….ويرى الكثيرون من المحللين الاستراتيجيين أن الحروب العالمية في شتى المجالات تتجه نحو القارة الإفريقية في المستقبل، أينما تتواجد الثروات تتواجد الأزمات والصراعات سواء كانت سياسية، اقتصادية، اجتماعية.
خارطة الموارد الاقتصادية
وفى هذا السياق أوضح المهندس أسامة كمال وزير البترول والطاقة المعدنية السابق… أهمية التعرف على خارطة الموارد الاقتصادية بعد تزايد صراعات القارة الأفريقية … حيث تشكل خزان العالم من الموارد الأولية التي يشتد الطلب عليها في ظل التنافس العالمي الشديد بين الدول الكبرى المستهلكة لهذه الموارد، وتقليص نسبة الاحتياطيات العالمية منها، ومعدلات الإنتاج المتزايدة عالميا، وهو ما يمثل أحد أهم المحفزات لهذا التدافع الدولي المحموم على القارة الغنية، حيث تمتلك أفريقيا …ثلث ثروات العالم المعدنية، و 65% من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم، وتمثل الثروات المعدنية بالإضافة إلى النفط والغاز الجائزة الكبرى في هذا السباق.
وعلى سبيل المثال لا الحصر يؤكد المهندس أسامة كمال، أن قارة أفريقيا تمتلك نحو 30% من احتياطيات العالم من اليورانيوم وتساهم بنحو 15% من الإنتاج العالمي منه، تستأثر بنحو 70% من الإنتاج العالمي للذهب، ويكمن في جوفها نحو 40% من احتياطيات العالم من المعدن الأصفر، وبها نحو 90% من احتياطيات البلاتين العالمية وتنتج نحو 75% منه، أما الكوبالت فهي تحوي نحو 30% من احتياطيات العالم، وتعطي نحو 76% من الإنتاج العالمي من هذا المعدن الهام، كما يشير إلى معدن النحاس الذي يشكل فى أفريقيا نحو 40% من احتياطي العالم، ونحو 33% من الإنتاج العالمي، و الألماس حيث تتربع القارة على 95% من احتياطيات العالم من هذا المعدن النفيس، وتساهم بنحو 50% من الإنتاج العالمي، وتمتلك القارة نحو 15% من احتياطيات العالم من الحديد، ونحو 9% من الإنتاج العالمي منه، وتحتوي على نحو 12% من احتياطيات العالم من النفط، ونحو 10% من الاحتياطيات العالمية من الغاز… هذا من فيض تلك الثروات المعروفة التي تزخر بها هذه القارة البكر ..
تحولات استراتيجية
واردف المهندس أسامة كمال وزير البترول والثروة المعدنية السابق أن ما يجري في أفريقيا اليوم من أحداث وتحولات استراتيجية، لا غرابة فيها إن كانت القوى الاستعمارية تتسابق تتصارع على هذه الكنوز؛ حيث اتضح جليا قوة هذا التزاحم في أواخر القرن التاسع عشر حين قامت الدول الأوروبية بحملة كبرى، واحتلت معظم القارة ….وتتمتع إفريقيا بمميزات تنافسية كبيرة في مجال الموارد الطبيعية؛ فهي منتج رئيسي لأكثر من 70 بالمئة من المعادن المهمة للصناعات العالمية، مثل اليورانيوم المستخدم في إنتاج الطاقة النووية والبلاتين المستخدم في المجوهرات والتطبيقات الصناعية النيكل المستخدم في الفولاذ المقاوم للصدأ المغناطيسي والعملات المعدنية والبطاريات القابلة لإعادة الشحن وخام الألمنيوم والكوبالت المستخدم في أصباغ الألوان. كما تستحوذ “القارة السمراء” على نحو ربع إنتاج العالم من الذهب والأحجار الكريمة العالية القيمة مثل الألماس، إضافة إلى النفط والغاز
العائد من المواد الطبيعية زهيد…
وفى السياق ذاته يؤكد الدكتور إيهاب الدسوقي رئيس قسم الاقتصاد بأكاديمية السادات للعلوم الإدارية أن إفريقيا تمتلك ثروة من الموارد الطبيعية الثمينة على عكس القارات الأخرى، ومعظم هذه السلع مطلوبة للغاية في جميع أنحاء العالم. وعلى الرغم من أن جميع تك السلع موجودة بشكل طبيعي في القارة، فإن معظم الدول الإفريقية تحصل على فوائد ضئيلة للغاية من تلك الموارد. والسبب الرئيسي هو انعدام السياسات المتعلقة بإدارة الثروات. كما أن ضعف تخصيص الموارد واستغلالها وعدم الاستقرار السياسي هي بعض العوامل التي تؤثر على القارة. فيجب معالجة هذه المشاكل لتمكين الدول الإفريقية من الاستفادة من الموارد الوفيرة في أيديها.
كما يشير الدكتور إيهاب الدسوقي رئيس قسم الاقتصاد إلى أن 12 ٪ من النفط المنتج في العالم يأتي من أفريقيا. وقد تم تشكيل النفط على مدى أكثر من مليون سنة عندما تحللت الحفريات. والبلدان التي تقود إنتاج النفط في أفريقيا هي نيجيريا وليبيا انجولا والجزائر ومصر. ولقد استحوذت هذه الدول على أكثر من 8.7 مليون برميل من النفط المنتج يومياً وفقا لأحدث إحصائية صدرت عام 2017، كما يتم تصدير معظم النفط المنتج في أفريقيا إلى أوروبا والولايات المتحدة حيث يتم تنقيته واستهلاكه.
مؤشرات خطيرة
وشدد الدكتور إيهاب الدسوقي على خطورة البيانات الصادرة عن البنك الدولى حول الفقر فى أفريقيا والتى تتوقع أن تكون القارة مأوى لنحو 90 فى المائة من فقراء العالم بحلول العام 2030 تبدو أهمية الاتجاه إلى تعدين المواد النادرة لتعظيم المردود الاقتصادى للأفارقة وتوجيه الإيرادات الناشئة عن هذا النشاط صوب مسارات تنمية محددة”.
موازنة استثمارية جديدة
استغلال الموارد المعدنية ومن جانبها أوضحت السفيرة ماجدة شاهين مساعد وزير الخارجية المصري للعلاقات الدولية سابقاً في تصريحها لمجلة استثمارات الإماراتية إن الوصول إلى استغلال أمثل للموارد الطبيعية في القارة يحتاج إلى موازنة استثمارية جديدة تقوم على تحقيق الأولويات الأساسية التي تقود إلى عائدات تنعكس بشكل مباشر على التنمية البشرية. حيث تحتاج بلدان القارة إلى استثمارات أكبر في مجال التعليم والتكنولوجيا وتقنيات آمنة لاستخراج المعادن وتجديد الغابات الخشبية؛ إلا أن الاستثمار في البنية التحتية يعتبر أمرا جوهريا.
بإضافة إلى معاناة بلدان القارة الإفريقية من نقص كبير في مجال البنيات التحتية، وهو أمر يعيق أي خطط استثمارية لاستغلال الموارد الطبيعية.وبسبب نقص البنية التحتية، أصبح نقل البضائع من غرب إفريقيا إلى الصين أرخص من نقلها إلى بلدان شرق القارة. وتقدر تقارير الاستثمارات المطلوبة في مجال البنيات التحتية في دول القارة مجتمعة بأكثر من 500 مليار دولار.
تداعيات الأزمة الإقتصادية على النيجر
تتمتع القارة السمراء بأهمية كبرى في اقتصادات العالم كله؛ لكونها تمتلك الكثير من الثروات والموارد المتنوعة التي كانت ولا تزال مطمع الاقتصادات المتقدمة؛ إذ تتسابق القوى العظمى للظفر بتلك الثروات الهائلة، لأنها حجر أساس في استمرار تقدم الاقتصادات المتقدمة. ولذا فإن اضطرابات القارة السمراء تؤثر على تلك الاقتصادات، وآخرها الانقلاب العسكري في النيجر التي تعد من الدول المهمة الاقتصادات المتقدمة، فكيف يؤثر الاضطراب الداخلي النيجر على هذه الدول
وفى السياق ذاته أوضح خبير الشؤون الأفريقية رمضان قرنى في تصريحه لمجلة استثمارات الإماراتية إلى ربط الكثير من التحليلات بين أزمة. اليورانيوم على وجه التحديد … و المعطيات التي تشير أن النيجر يمد المفاعلات النووية في فرنسا قرابة ٢٥الى٣٠٪ من اليورانيوم ويمد الإتحاد الأوروبي بقرابة من ٣٠الى ٣٥٪ من إمدادات اليورانيوم ومن ثما التأكيد كان بدرجة كبيرة على موضع اليورانيوم في الأزمة الراهنة بطبيعة الحال
ويوضح خبير الشؤون الأفريقية رمضان قرنى أن اليورانيوم يحتل أهمية خاصة في أوروبا وشدد رمضان قرنى على الأهمية الجو استراتيجية لا تقل عن البعد الاقتصادي حيث خرجت التصريحات الفرنسية… عل أنهم قادرون على تعويض اليورانيوم من النيجر والاتحاد الأوروبي رغم حاجته إلى اليورانيوم قام بتوقيع عقوبات اقتصادية على النيجر عن طريق وقف المساعدات التنموية
أهمية جيوستراتيجية
ويشير خبير الشؤون الأفريقية رمضان قرنى في تصريحه لمجلة استثمارات الإماراتية، أن الأهمية الجو استراتيجية والسياسية غلبت الأهمية الاقتصادية لدولة النيجر مشيراً إلى المساعدات التنموية التى كانت تقدم من قبل الاتحاد الأوروبي وكندا والولايات المتحدة الأمريكية. …قادة النيجر ضربت بها عرض الحائط وبالتالي إستمرت التفاعلات السياسية للأزمة بدرجة كبيرة واستمر قادة الانقلاب في الموقف المتشدد تجاه المطالب الغربية
البعد الاقتصادي لأزمة النيجر
أصبح موقع القارة الأفريقية فى التنافس الدولى وخاصة الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية فرنسا من جانب وروسيا والصين من جانب آخر أصبح البعد الاقتصادي والسياسي يحتل أهمية خاصة في التنافس بين هذين المعسكرين ومن هنا وجدنا تنافسا وصراع فى أكثر من موضع داخل القارة ربما حالة النيجر كانت كاشفة لدرجة كبيرة لتطورات السياسية المتسارعة للأطراف المختلفة داخل الأزمة حتى الموقف الأمريكي انطلاقا من مصالحة الأمنية والعسكرية في النيجر..يرفض حتى هذه اللحظة توصيف ماحدث أنه انقلاب ليحافظ على الروابط مع دولة النيجر أن مجلس. الشيوخ الأمريكي وافق على إرسال سفيره أمريكية جديدة ليؤكد أن المصلحة الاستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية فى النيجر تلعب دورا مهما في توجيه العلاقات مع هذه الدولة وايضا الموقف الفرنسي ليس بعيدا خاصة أن خسارة فرنسا لنيجر خسارة استراتيجية كبرى بالتالي هناك ادوات كبيرة لحلحلة الأزمة اعتقد أن الجزء منها سيكون اقتصادي من خلال تشديد العقوبات الاقتصادية على قادة الإنقلاب لدفعهم لمزيد التوافقات السياسية
التعليقات مغلقة.