دولة الإمارات.. جهود حثيثة لدعم ضحايا الإرهاب إقليمياً وعالمياً
لم يتوقف دور وجهود دولة الإمارات لمكافحة الإرهاب عند حد معين، بل تقدم الدعم لضحايا التطرف والإرهاب على مستوى العالم بغض النظر عن معتقداتهم وجنسياتهم وأعراقهم، ضمن استراتيجية الدولة في مكافحة التنظيمات المتطرفة.
وبمناسبة اليوم الدولي لدعم ضحايا الإرهاب، الذي يوافق 21 أغسطس من كل عام، ثمن خبراء، مساهمات الإمارات في الحد من تبعات العمليات الإرهابية بالوطن العربي والعالم، مطالبين الأمم المتحدة بأن تخصص وسام شرف تقديراً لجهود الدولة في المجال الإنساني، واستنساخ الاستراتيجية والتجربة الإماراتية لاستفادة منها دولياً.
وفي إطار المساهمات، قدمت الإمارات دعماً لفريق التحقيق «يونيتاد» التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم التي ارتكبها تنظيم «داعش» الإرهابي، بحق الإيزِيدِيين، بالتعاون مع هيئات خاصة لتقديم دعم نفسي للضحايا.
وشمل تقديم الدعم لضحايا الإرهاب، إعادة ترميم وبناء الإرث الثقافي العراقي الذي سعى «داعش» إلى تدميره، حيث طالت جرائمهم مواقع تاريخية ومقدسة مثل كنيستي «الطاهرة» و«الساعة»، وجامع النوري في الموصل، التي أسهمت الإمارات في إعادة بناء المعالم الثلاثة بالتعاون مع اليونسكو، بالإضافة إلى تقديم ملايين الدولارات لإصلاح ما أفسدته التنظيمات الإرهابية في سوريا.
وأسست الإمارات في عام 2012 مركز «هداية» بالشراكة مع المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، ومن ضمن أهدافه دعم ضحايا الإرهاب، ومكافحة التطرف. وقال عضو مجلس الشورى اليمني، ورئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان العربي علوي الباشا، نستذكر في هذا اليوم باعتزاز الدور المحوري الذي تضطلع به دولة الإمارات الشقيقة بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، «حفظه الله»، في مكافحة الإرهاب ومعالجة آثاره على الضحايا المتضررين والمجتمعات المستهدفة من هذا الخطر.
وعبر الباشا في تصريح عن الامتنان لما تقوم به الإمارات من مساهمات إنسانية لجبر ضرر ضحايا الارهاب والتطرف خاصة الأطفال والنساء وكبار السن، مشيدا بالدور الكبير الذي تقوم به الدولة إقليميا ودوليا للحد من مخاطر الإرهاب والعمل على عدم عودة انتشاره في بؤر جديدة.
ومن جانبه، أوضح الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي منير أديب، إن دولة الإمارات لديها استراتيجية مهمة في مواجهة خطر التنظيمات الإرهابية، ودمج وتأهيل كل الذين تخلوا عن الأفكار المتشددة والمتطرفة داخل المجتمعات العربية.
وقال أديب في تصريح إن الإمارات قامت بدعم المؤسسات المعنية بمواجهة خطر التنظيمات المتطرفة، وخاصة التعليمية والثقافية والفنون، التي من شأنها أن تقف أمام خطر التطرف، مؤكدا أن الإمارات تعتبر الدولة الأهم والأكبر إقليمياً وعربياً ودولياً في مواجهة تنظيمات العنف والتطرف، حيث نجحت في مواجهتها من جانب، ورعاية ضحاياها من جانب آخر، وتقديم دعم حقيقي على مستوى تفكيك أفكار التنظيمات، والتنسيق الأمني والمعلوماتي.
وفي السياق نفسه، أشار خبير مكافحة الإرهاب الدولي، اللواء رضا يعقوب في تصريح لـ«الاتحاد» الى أن الإمارات أنشأت عشرات المراكز البحثية التي تقوم بقراءة وتحليل أفكار التنظيمات قراءة دقيقة، منها مركز «هداية» بالشراكة مع المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، ومركز «صواب» لدعم التحالف الدولي لمكافحة التطرف والإرهاب. ولفت إلى أن دور الإمارات في مكافحة الإرهاب ورعاية ضحاياه والمتضررين منه، اتخذ عدة أوجه منها المواجهة المباشرة، والدعم المالي غير المسبوق على المستوى العالمي، والتعاون مع الدول والمنظمات المعنية. ونوه خبير مكافحة الإرهاب إلى أن الإمارات قدمت دعماً لمواجهة تنظيم «داعش» الإرهابي رغم أنه لا يتواجد على أراضيها، ولأنها ترى أنه يؤثر على أمن المنطقة ككلل ولذلك قدمت الدعم لمواجهة خطره، كما قدمت الدعم لمواجهة خطر جماعة «الإخوان» الإرهابية، والتنظيمات المتطرفة الموجودة في دول الساحل والصحراء وغرب أفريقيا.
وأشاد نائب رئيس المجلس المصري الأفريقي السفير الدكتور صلاح حليمة، بالدور الإنساني الحيوي للإمارات في مواجهة الأنشطة الإرهابية ومحاربة التطرف، ودعم المتضررين منه.
وأوضح حليمة لـ«الاتحاد» أن الإمارات من الدول المتميزة في دعم ضحايا العمليات الإرهابية، وتقديم كافة الجهود التي تلقى كل الاحترام والتقدير من الدول والمنظمات الدولية ذات الصلة.
وأشاد بجهود الدولة في مكافحة التنظيمات الإرهابية في أفريقيا من خلال الدعم والتنمية والمساعدات الإنسانية التي تقدمها للدول التي تعاني من الإرهاب، ومكافحة الفقر والأمراض، وزيادة فرص التعليم والوعي من خلال برامج تهتم بالجانب البشري.
وتسهم مساعدات الإمارات بشكل كبير في التطوير والتحديث والتنمية، وبالتالي القضاء على الفقر والجوع، ومن هنا فإن لاستضافة الإمارات لقمة المناخ «كوب 28» إسهاماً كبيراً في دفع عملية التنمية، وبالتالي مكافحة مسببات انتشار الإرهاب والتطرف، خاصة أن الأمن والتنمية وجهان لعملة واحدة، وتحقيق الأمن في حد ذاته مكافحة للإرهاب والتطرف.
التعليقات مغلقة.