الإمارات.. الأغنية الشعبية أهازيج فرح متوارث عبر الأجيال
الأغاني والأهازيج الشعبية في الإمارات، من الفنون التعبيرية التي صاحبت الإنسان منذ أن تعرف على مظاهر الكون المحيطة به مترجماً أحاسيسه وانفعالاته، وقد توارثها عبر الأجيال بحيث أضحى امتداداً لخصائص شعب دون حاجة لتدوين أو تعريف، فهي إبداع جماعي مشترك وتتداخل بمعانيها، وتنتشر ما بين البادية والساحل رغم الاختلاف ببعض المضامين ذات العلاقة بالطبيعة البيئية ونوعية المعيشة والحرفة.
تراث ملحمي
يؤكد الباحث في التراث جمعة بن ثالث أن الأغنية الشعبية في الإمارات تعبير عن مجتمع يتميز بمصداقية أفراده وبعفويتهم وعواطفهم الجياشة، وكأي مجتمع عربي اهتم أفراده بقرض القصائد مما جعل للشاعر مكانة علمية وأدبية، إلى جانب الاهتمام بالشعر النبطي الذي احتل مكانة مرموقة بحيث أضحى جزءاً من تراث الأمة العربية يحفل بالملاحم والسير الشعبية.
ويضيف بن ثالث: الأصول العربية الأولى تكمن بجوهرها في الأصول البدوية مع معطيات الحضر من سكان المدن وتأثيرات البيئة والموقع التابعة باتصال سكان المنطقة بثقافات وشعوب المناطق المجاورة، وذلك من خلال الإتجار وتبادل الثقافات التي منحت الأغنية الشعبية الإماراتية طابعاً مميزاً متجانساً باقياً مع مرور الزمن. أما أهم المعالم الحضارية الأولى للأغنية الشعبية في الإمارات العربية المتحدة فهي فن الحداء أو «ركض الجمال» أو «ركض الركاب» وهي الأغاني التي ترددها الجماعة على ظهور الجمال أثناء خط سير القافلة.
موقع استراتيجي
ويتطرق كتاب «الأغاني والرقصات الشعبية في الإمارات العربية المتحدة» الصادر عن بلدية دبي إدارة الشؤون الإدارية قسم الآثار والمتاحف إلى تأثير البيئة في تنوع الأغاني الشعبية، حيث تتميز منطقة الخليج بشواطئ صالحة للصيد والغوص، تليها مناطق داخلية رملية تكسبها صفة البداوة مع بعض الواحات التي تركزت فيها الخصوبة، هذه الصفة البيئية مع الموقع الاستراتيجي الممتاز على طريق التجارة أكسبها التنوع الذي انعكس على الألوان الفنية.
ومن هذا التنوع، يعد فن «النوبان» من الفنون الوافدة من بلاد النوبة «جنوب مصر» ويجمع بين الغناء والرقص مع مشاركة النساء وضاربو الطبول وعازف الطمبورة التي تعتبر الآلة الأساسية في «النوبان».
ومن جانب آخر، فقد وفد فن «الهبان» إلى المنطقة عن طريق القبائل العربية الأصل التي نزح بعضها للشواطئ العربية ناقلة معها فن «الهبان»، وتتشكل فرقة «الهبان» من أعداد متساوية من الرجال والنساء يتراوح عددهم ما بين 15 – 20، وأهم ما يميز هذه الرقصة استخدامها للقربة «الهبّان».
فنون نادرة
ومن الفنون التي تمارس بندرة في مناسبات الأعراس، يذكر كتاب «الأغاني والرقصات الشعبية في الإمارات العربية المتحدة» أن فن «الدان» فن عربي وفد من إقليم الباطنة في «عُمان» يجمع بين الغناء والرقص إلا أنه يمارس بندرة في الأعراس، وتتكون فرقة هذا الفن من صفين متقابلين كل صف منها يتكون من ثلاثة رجال وأربع نساء يقف بينهم العازفون، كما تعد رقصة «الأنديما» من الرقصات الأفريقية النازحة للشواطئ العربية الخليجية.
التعليقات مغلقة.