الشاعر أحمد المطروشي: قصيدة النثر الأنسب لهذا العصر
يعود المطروشي في هذه الأيام إلى قصائده المهملة التي تراكمت بكثرة بين أوراقه ومخطوطاته ليجد نفسه أمام ما يقرب من 80 قصيدة لم تنشر، ويسعى إلى جمعها في كتاب، بخاصة أنها تحمل رؤاه وأفكاره وواقع بيئته الثرية في إمارة عجمان التي لوّنت خياله بمشاهد جمالية، وأتاحت له أن يستغل ثيمة المكان لتنعكس على كلماته، فهو مسكون بزرقة البحر، ولون السماء وأشجار النخيل، ومنابع الطبيعة التي تدعوه للتأمل، فضلاً عن أن هذه القصائد التي يقلب فيها النظر حالياً قد كتبت في فترات مختلفة، وتنوعت بين النص المكثف والآخر الطويل، فهو يكتب ما بداخله على حد قوله، وقد اختار لها اسم «فم مذموم» فهي ترصد حالاته في الفرح والحزن؛ كونها عامرة بمفردات الألم والحنين.
وفي تجربة شعرية أخرى يعكف على كتابة العديد من القصائد لينشرها في ديوانه الجديد، الذي اختار له عنواناً ملائماً للحالات الشعرية التي يعيشها في هذه الأيام «تأويل الخيبة»؛ إذ كتب نحو 17 نصاً، ويسعى إلى الوصول لنحو 30، حتى يدفع به للمطبعة، فهو مستغرق في تشكيل واقعه في هذا الديوان، يسرد تفاصيل عن مواجعه الذاتية، وما تركته السنون في نفسه من ندبات، فقد حدق في قصائده طويلاً في الزمن محاولاً أن يجسد هذه الخيبات من منظوره، عبر تجارب حقيقية استخلصها من الخير والشر، من الخداع والمرواغة، محاولاً الانتصار لإنسانيته بشفافية وصدق، فهو يكتبها في قالب قصيدة النثر التي يراها هي الشكل الشعري الأنسب لهذا العصر، والمعبرة برؤى مفتوحة عن أحوال الإنسان في هذا الزمن.
وعن كتاباته المسرحية الجديدة فهو يسعى إلى نشر ثلاثة أعمال وضع فيها رؤى عصرية، يبلور خلالها الضغائن والأحقاد، ويستخلص مشاهد الألم، ويضعها في صورة معبرة ترصد أيضاً الصواب والخطأ، مستوحياً في فصولها أفكاراً من الإرث الإنساني، ويصل بها في النهاية إلى غايته الأخلاقية بمعايير الكتابة المسرحية الموحية التي تعرض السلوكيات وتفسرها بمنظور إبداعي، وقد حملت أسماء المسرحيات عناوين «روليت القبور، كرسي العدم، الموت يسير بساق واحدة».
التعليقات مغلقة.