دور حيوي لتقنيات الاستشعار من بعد في مراقبة معدلات تلوث الهواء
في حواره مع "مجلة استثمارات الإماراتية" :- الدكتور / عطية شاهين استاذ بالهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء
أجرت الحوار/ رباب سعيد – مراسلة مجلة استثمارات الإماراتية لشؤون مصر وشمال إفريقيا
تعد التغيرات المناخية واحدة من أهم القضايا العالمية الملحة في وقتنا الحالي، وطبقاً للتقارير العلمية المنشورة، فإن التغيرات المناخية تهدد كافة المناحى الحياتية ولرفع اللبس عن بعض الاختلافات العلمية التي أثيرت من كون هذه التغيرات هل تعود لأسباب طبيعية أم نتيجة للتدخلات البشرية؟ حيث كان لـ “مجلة استثمارات الإماراتية” حوار مع الاستاذ الدكتور عطية شاهين استاذ متفرغ بالهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء
وفي ذلك الصدد أكد الاستاذ الدكتور عطيه شاهين أن الهيئة بما تملكه من مقومات علمية وكوادر بشرية متخصصة وأجهزة علمية متطورة تساهم في خدمة التنمية المستدامة والتنبيه لمخاطر التغيرات المناخية والآثار المحتملة لها أو الحد منها ووضع المقترحات والحلول لتفادي تبعات تلك التغيرات والتكيف معها. وكشف عن دور تطبيقات الهيئة وصور الأقمار الصناعية في دراسة تأثيرات التغيرات المناخية على مصر في ستة مجالات أساسية هي صحة الهواء، المناطق الساحلية، السياحة، الموارد المائية، الزراعة والثروة الحيوانية ومصادر الغذاء، والمجتمعات السكنية. وأشار إلى المحطة المناخية التي تم تركيبها في يناير الماضي بالهيئة لاستقبال العديد من بيانات الأقمار الأوروبية المتخصصة في مراقبة التغيرات المناخية، والتي يمكنها تغطية جميع الأماكن في مصر والقارة الإفريقية، وتتيح خرائط لدرجات الحرارة في الهواء والأرض ومعدلات الرطوبة وسرعة واتجاه الرياح وارتفاع الأمواج والعديد من العوامل البيئية المناخية
دور تقنيات الاستشعار من بعد في مراقبة معدلات تلوث الهواء ….
كما أوضح الدكتور عطية شاهين الاستاذ المتفرغ بالهيئة القومية للاستشعار من بعد وعلوم الفضاء أنه باستخدام صور الأقمار الصناعية يتم إنشاء خرائط إنذار مبكر للمناطق الأكثر عرضة لتلوث الهواء حيث أن زيادة تركيزات الغازات الدفيئة مثل CO2 – SO2 – NO2 كنتيجة لحرق الوقود الأحفوري يؤدي إلى زيادة درجة حرارة الكوكب. وقال شاهين إنه باستخدام بيانات المحطات المناخية المختلفة مثل محطة الهيئة في مراقبة جودة الهواء ومن خلال معالجة تلك البيانات، يمكن تحديد المناطق الأكثر تعرضا لتلوث الهواء وتنبيه متخذي القرار لاتخاذ الإجراءات التي من شأنها الحد من تدهور الوضع البيئي جراء تلوث الهواء مما يساهم في الحد من فرص تكون الأمطار الحامضية وتفادي أضرارها المحتملة.
وأضاف أنه من خلال المعالجات الرقمية لبيانات الأقمار الصناعية الملتقطة في نطاق الأشعة تحت الحمراء الحرارية يمكن تحديد أكثر المواقع تعرضا للضوء مما يساهم في تحديد المناطق المناسبة لإقامة مسطحات أو محطات إنتاج الطاقة الشمسية.
الأضرار الناجمة عن الارتفاع الملحوظ للحرارة….
كما أكد في حواره مع مجلة استثمارات الإماراتية، أن ارتفاع درجات الحرارة سيؤدي كذلك إلى ابيضاض الشعب المرجانية وبالتالي التأثير السلبي على الألوان الطبيعية الجميلة والتي تعتبر ثروة طبيعية يتوافد عليها السائحون، كما أن تأثيرات زيادة الحرارة على المناطق الأثرية وزيادة الأتربة العالقة والرطوبة سيقلل من عدد السائحين ومدة زيارتهم وبالتالي انخفاض معدلات السياحة وزيادة معدلات البطالة.
وسلط شاهين الضوء على دور تقنيات الاستشعار من البعد في دراسة الحد من تأثير التغيرات المناخية على الموارد المائية التي تتأثر بارتفاع درجات الحرارة حيث يزداد البحر وتزداد الأمطار والسيول والفيضانات في أماكن وتقل في أماكن أخرى، إلى جانب زيادة الطلب على المياه نتيجة التوسع في العمليات الزراعية بالإضافة إلى زيادة الكثافة السكانية في الوقت الذي قد تقل فيه كميات المياه المتدفقة لنهر النيل.
كيفيه تقييم مخاطر السيول والمناطق الأكثر تعرضا للضرر…
كذلك أوضح الدكتور عطية شاهين أنه يتم تقييم مخاطر السيول والمناطق الأكثر تعرضا للضرر باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية وبيانات المناخ عن طريق متابعة مستويات مناسب المياه في نهر النيل من خلال نماذج الارتفاعات الرقمية والبيانات الطوبوغرافية بصفة دورية واقتراح أنسب المسارات التي يمكن توجيه مياه الفيضانات لها لتقليل مخاطرها على غرار مفيض توشكى المرتبط بنهر النيل من خلال بحيرة ناصر، وأضاف أنه يتم تقديم الحلول الاقتراحات ليس فقط لتفادي المخاطر وانما لتعظيم الاستفادة من هذا المورد الطبيعي وكميات المياه الهائلة، وذلك عن طريق اقتراح أماكن لإقامة سدود لحجز وتخزين مياه السيول للاستفادة بها فيما بعد لأهداف التنمية المستدامة.
التعليقات مغلقة.