الذكاء الاصطناعي هل تداعياته إيجابية على الألعاب الجماعية استطلاع خاص لمجلة استثمارات الإماراتية

كتبت :  رباب سعيد – مراسلة مجلة استثمارات الإماراتية شؤون مصر وشمال إفريقيا

يومًا بعد يوم تزداد قدرات الذكاء الاصطناعي، وينقسم الناس في آرائهم توقعاتهم ما بين أراء سلبية، ترى أن الذكاء الاصطناعي يهدد باختفاء العديد من الوظائف، وبين آراء إيجابية ترى أنه يمكن تحقيق المزيد من المكاسب المادية في المستقبل باستخدام الذكاء الاصطناعي

في كرة القدم، هناك ناديان يستخدمان الذكاء الاصطناعي أحدهما في إنجلترا والآخر في إسبانيا وتشكل كل تجربة منهما توجهاً يراه البعض سلبياً والآخر إيجابياً

تجربة إنجليزية جديدة وفريدة

في إنجلترا، شهدت كرة القدم  تجربة فريدة من نوعها، قام بها مسؤولون في نادي “برايتون آند هوف ألبيون”، باستخدام برنامج “شات جي بي تي” لاختيار أفضل تشكيل للفريق على مدار تاريخه. المفاجأة أن التطبيق الذي بات حديث العالم، اختار بالفعل أفضل تشكيلة للفريق كما نصح بضرورة أن يلعب الفريق بخطة 4-3-3 التي تناسب كل اللاعبين الذين تم اختيارهم في التشكيل موقع “ساسيكس وورلد” وصف النتيجة بأنها رسالة واضحة جداً، مفادها أن الذكاء الاصطناعي دخل حياتنا إما لإيذائنا أو إغوائنا”، في إشارة إلى تأثر مهنة التدريب بالسلب في المستقبل

 نقاط القوة والضعف

أكد  الدكتور مجدى ابو فريحة رئيس مجلس إدارة  الإتحاد  المصري لكرة السلة  لمجلة استثمارات الإماراتية على أهمية هذا المجال  خاصة في الألعاب الجماعية من أجل معرفة نقاط القوة والضعف عند الاعب ووضع خطة  للارتقاء بالمستوى …  بالإضافة انه  لا يمكن الحكم مبكرا على ما قد يحدثه التطور المتلاحق في عالم الذكاء الاصطناعي على الألعاب الجماعية مثل كرة القدم كرة اليد  كرة السلة الطائرة وغيرها من الرياضات الجماعيه المفضلة، وتحديداً في مجال التدريب، موضحا أن جميع الأندية الكبرى في أوروبا تستخدم منذ سنوات تقنيات متطورة في تحليل أداء اللاعبين داخل الملعب، لذا فإن أي مدرب يجلب معه محلل أداء في فريقه، لا يقتصر دوره على تحليل فريقه فقط، بل تحليل كل بيانات الفريق المنافس لوضع تصور كامل أمام المدرب ليقرر خطته داخل الملعب

كبار المحللين يلجؤون إلى البيانات

وعلى جانب آخر قال كابتن احمد العطار كابتن نادي الزمالك ومنتخب مصر السابق  لكرة اليد ومحلل قنوات On time أن  كرة اليد تختلف عن باقي الألعاب فى الفروق الفردية وهى مهمة جدا فمن الممكن أن يكون هناك لاعب أو اثنين أو ثلاثة هم محور الارتكاز بالخيرات والأداء لأن هى لعبة تراكمية وقد ينطبق هذا على لعبة الطائرة التي تسير على نفس المنوال لكن لامانع أن العنصر البشري هو الأساس

و تجربة نادي “برايتون آند هوف ألبيون” الإنجليزي مثيرة للاهتمام وجرس إنذار لكل المدربين حول العالم بأهمية تطوير أنفسهم والخضوع للمزيد من الدورات الخاصة بتحليل البيانات كما يفعل المدربين بالأندية العالمية وشدد كابتن منتخب مصر على ضرورة أن تهتم الاتحادات المحلية في الدول العربية اللحاق بهذا التطور الهائل من خلال إرسال المدربين لأوروبا للحصول على دورات في الأندية الأوروبية التي تستخدم الذكاء الاصطناعي

مكاسب مالية مستقبلية متوقعة

من جانب أخر يؤكد مدير عام الإدارة العامة للبحوث والمكتبة الرياضية بوزارة الشباب  ” الدكتور تامر عبد العظيم” في لقاءه مع مجلة استثمارات الإماراتية  أن الذكاء الاصطناعي والبيانات سيغيرون العالم وكرة القدم ليست بمنأى عن ذلك، مضيفاً أن العالم منذ خمس سنوات تقريباً لم يكن ليصدق ما يراه حالياً من تأثير الآلات المستخدمة في الذكاء الاصطناعي، ويعتبره نوع من الخيال، الآن وقد أصبح ذلك حقيقة، فإن كرة القدم ستتأثر بشكل إيجابي من هذه التقنيات الحديثة التي ستساعد أصحاب القرار في الأندية وفي الملعب على اتخاذ قرارات سليمة إلى حد كبير

وأكد أن الأصول الرئيسية للنادي يمكن تحويلها في المستقبل إلى دخل وفرص تجارية، حيث استعرض مصادر الدخل التقليدية لأي نادي وهي أربعة  مصادر: التذاكر وكل ما يحدث حول يوم المباراة من مبيعات، وحقوق البث التلفزيوني والرعاية، لكنه كشف أن النادي لديه الآن ثلاثة أصول أخرى للدخل المالي في المستقبل هي: المعرفة والبيانات والأصول الرقمية (الصور ومقاطع الفيديو).

وأوضح عبد العظيم  أن الأندية تمتلك حجم هائل من البيانات التي إذا تمت معالجتها بالذكاء الاصطناعي، فسيؤدي ذلك إلى إنتاج منتجات وخدمات جديدة مفيدة للأندية على المستوى المادي، مضيفا أن الذكاء الاصطناعي هو تطوير الخوارزميات وبرامج الكمبيوتر، واعتقد أن  كرة القدم ستستفيد من الذكاء الاصطناعي شأنها شأن باقي الألعاب الأخرى على عدة مستويات وأشار مدير عام الإدارة العامة للبحوث تامر عبد العظيم الى

الاعبين يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات اللاعب، وتحديد أهداف وطرق خطط الفرق المنافسة، بالإضافة إلى تقديم حلول وطرق لتحسين أداء الفريق.بالاضافة إلى الإصابات والوقاية منها: حيث يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في التنبؤ احتمالية الإصابة، وتقديم التوصيات للوقاية منها  جانب التحليل الخططي: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل خطط الفريق الخصم، وتقديم رؤى للمدرب حول كيفية صياغة استراتيجية اللعب التي تمنحه الفوز على المنافس ومساعدة الحكام: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في مساعدة الحكام في اتخاذ القرارات الصحيحة، مثل أزمات التسلل ركلات الجزاء وهي تقنية أعلى وأكثر تطوراً من تقنية الفيديو (VAR) المستخدمة حالياً

اختفاء بعض الوظائف الرياضية فى عالم الذكاء الاصطناعي

وعلى جانب آخر يرى الدكتور جمال محمد علي المدير الفني للإتحاد المصري لكرة القدم و رئيس إدارة المدربين

أن الحديث عن اختفاء بعض الوظائف في مجال الرياضة مستقبلا مثل المدربين، بسبب استخدام الأندية للذكاء الاصطناعي هو أمر غير صحيح، مضيفا أن العكس هو الصحيح، حيث سيتم خلق مزيد من الفرص الوظيفية الجديدة والمبتكرة، لأن أدوات الذكاء الاصطناعي هي عوامل مساعدة وليس عوامل بديلة بشكل كامل سواء في التحكيم أو التدريب