شركة «مصدر» تقود ائتلافاً لإنشاء محطة لطاقة الرياح في مصر
شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، أمس، بمقر مجلس الوزراء في القاهرة، مراسم توقيع اتفاقية بين وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة في مصر، وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» الإماراتية، وائتلاف شركائها «إنفينيتي باور»، وشركة «حسن علام للمرافق»، لإنشاء مشروع محطة لطاقة الرياح بقدرة إنتاجية تبلغ 10 جيجاوات، بتكلفة استثمارية تتجاوز 10 مليارات دولار، والذي سيشكل عند اكتماله أكبر محطات طاقة الرياح في العالم.
حضر مراسم توقيع الاتفاقية معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ومعالي الدكتور محمد شاكر المرقبي، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، ومحمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة «مصدر»، وناير فؤاد، الرئيس التنفيذي لشركة «إنفنيتي باور»، وحسن علام وعمرو علام، الرئيسان التنفيذيان لشركة حسن علام القابضة، ومسؤولو وزارة الكهرباء، وعدد كبير من المسؤولين الإماراتيين، ومسؤولي الشركات.
ووقع الاتفاقية محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة «مصدر»، والدكتور محمد الخياط، الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية واستخدام الطاقة الجديدة والمتجددة.
وسيتولى تطوير المشروع الائتلاف الذي تقوده «مصدر» مع شركائها و«إنفينيتي باور»، الشركة المشتركة بين «مصدر»، و«إنفينيتي» المصرية، وهي أكبر شركة للطاقة المتجددة في أفريقيا، وشركة «حسن علّام للمرافق» منصة استثمارية للبنية التحتية المستدامة، حيث سيتيح مشروع طاقة الرياح بقدرة 10 جيجاوات لمصر، توفير ما يقدر بنحو 5 مليارات دولار أميركي سنوياً من تكاليف الغاز الطبيعي.
ووفقاً للاتفاقية، يسهم المشروع في تفادي انبعاث 23.8 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، أي ما يعادل 9% تقريباً من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الحالية في مصر، كما يسهم في تحقيق هدف مصر بأن تشكل الطاقة المتجددة 42% من مزيج الطاقة بحلول عام 2035.
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، الرئيس المصري، شهدا مراسم توقيع الاتفاقية الأساسية لتطوير المحطة، وذلك على هامش مؤتمر الأطراف للمناخ COP27 في شرم الشيخ العام الماضي، حيث وقعت الاتفاق شركة «مصدر» وائتلاف شركائها «حسن علام للمرافق» وشركة «إنفينيتي باور»، إضافة إلى الشركة المصرية لنقل الكهرباء.
العلاقات التاريخية
وعقب التوقيع، أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، أن هذا المشروع يأتي امتداداً للعلاقات التاريخية بين الإمارات ومصر، ويعكس أواصر التعاون المثمر والبناء بين البلدين الشقيقين، مشيراً إلى أن الدولة المصرية، بقيادة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، تسعى بقوة نحو تعزيز الخطط الوطنية الخاصة بزيادة مقدار الطاقة المتجددة وتعظيم قيمتها، وذلك لتنويع مصادر إمدادات الطاقة لعملية التنمية الصناعية والزراعية والعمرانية في مصر، لمواكبة التطور العالمي بشأن قضية تغير المناخ والاتجاه نحو الاقتصاد الأخضر، وذلك بالشراكة مع القطاع الخاص وأعرق الخبرات العالمية في هذا المجال، في ضوء الاهتمام العالمي المتنامي بتنويع مصادر الطاقة.
خفض الانبعاثات
من جانبه، قال معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر: «تماشياً مع توجيهات القيادة بالعمل على تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة ونشر حلول الطاقة المتجددة، يسرنا إبرام هذه الاتفاقية التي ترسخ علاقات الشراكة والتعاون الوثيق في مجال الطاقة المتجددة بين دولة الإمارات وجمهورية مصر العربية الشقيقة».
وأشار معاليه إلى أن المشروع الاستراتيجي يكتسب أهمية كبيرة فهو يعد واحداً من أكبر المشروعات في هذا المجال على مستوى العالم والقارة الأفريقية، وسيسهم في توفير العديد من فرص العمل وخفض الانبعاثات وتوليد الطاقة الكهربائية النظيفة بتكلفة اقتصادية تنافسية.
وأشار معاليه إلى الدور المهم لمثل هذه المشروعات في دعم الجهود العالمية للحد من تداعيات التغير المناخي والمحافظة على هدف تفادي ارتفاع درجة حرارة الأرض، موضحاً أن دولة الإمارات ستركز خلال استضافة مؤتمر الأطراف COP28 على تحقيق نقلة نوعية في العمل المناخي، وتوحيد الجهود والتكاتف، وعقد الشراكات، وتكريس الاتفاق، وحث العالم على توفير التمويل اللازم للعمل المناخي من خلال تطوير أداء مؤسسات التمويل الدولية وتنفيذ الدول المانحة لتعهداتها المالية، والتركيز على تحقيق انتقال منطقي وواقعي وتدريجي وعادل في قطاع الطاقة، وأن نركز جهودنا على خفض الانبعاثات، وليس إبطاء معدلات النمو والتقدم.
الطاقة المتجددة
من جانبه، قال الدكتور محمد شاكر المرقبي، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، إن الدولة المصرية تبنت برنامجاً طموحاً للنهوض بقطاع الكهرباء المصري في شتي المجالات وعلى رأسها تعظيم استغلال موارد الطاقة الجديدة والمتجددة وتشجيع الاستثمار في هذا المجال.
ونوه إلى أن هذا المشروع من شأنه أن يسهم في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، مع مواصلة خفض الانبعاثات الكربونية، مما يتماشى ويتواكب مع استراتيجية الطاقة لمصر للوصول إلى نسبة مشاركة مصادر الطاقة المتجددة بمزيج الطاقة حتى 42% بحلول عام 2035، إضافة إلى تكاملها مع الاستراتيجية الوطنية للمناخ 2050، بما يضمن مواجهة تحديات تغير المناخ وتحقيق نمو اقتصادي مستدام.
وأضاف وزير الكهرباء، أن هذا المشروع يؤكد قدرة الطاقة المتجددة في مصر على جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، ويؤكد دور المؤسسات الوطنية المصرية في خلق مناخ استثماري يتمتع بمخاطر منخفضة وتفاعل إيجابي مع مؤسسات التمويل وشركاء التنمية، فضلاً عن المزايا النسبية لمصر من توافر الأراضي اللازمة لإنتاج حجم هائل من الكهرباء من الطاقات المتجددة، وكذا موقع مصر الجغرافي الذي يمكنها من تصدير الطاقة الخضراء إلى أوروبا، اعتماداً على ما قامت به الدولة المصرية من تدعيم ورفع كفاءة الشبكة القومية للكهرباء.
التغير المناخي
بدوره، قال محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة «مصدر»: «تفخر (مصدر) بالتعاون مع شركاء استراتيجيين على مستوى العالم، لتحقيق أكبر تأثير إيجابي ينعكس بشكل مباشر على مصر الشقيقة في كل المجالات التجارية والاقتصادية والاجتماعية، ويسهم في مواجهة تحديات التغير المناخي الملحة، ويدعم الجهود العالمية لتطوير حلول مستدامة لإنتاج الطاقة باستخدام أحدث التقنيات المتاحة وأقل التكاليف التنافسية».
وأضاف: يأتي هذا المشروع الضخم، الذي سيسهم في تحسين سبل الحياة والعيش، ليكون تتويجاً للعمل الجاد وثمرة للتفاني والشراكة الراسخة بين شركة «إنفينيتي باور» المشتركة بين «مصدر» و«إنفينيتي المصرية» وشركة «حسن علام للمرافق».
من جانبه، أعرب عمرو علام، الرئيس التنفيذي لشركة حسن علام القابضة، عن فخره بإطلاق مشروع لطاقة الرياح بقدرة 10 جيجاوات بالشراكة مع شركتي «مصدر» و«إنفينيتي باور»، مضيفاً بقوله: «تنبع أهمية هذا المشروع من كونه يلبي احتياجات مصر المتزايدة من الطاقة، إضافة إلى أنه يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة في مصر، ونحن على ثقة من أن هذا التعاون سيحقق أهدافه، مما يمهد الطريق نحو مستقبل أكثر استدامة وازدهارًا لمصر».
من جهته، قال ناير فؤاد، الرئيس التنفيذي لشركة إنفنيتي باور: «يُعد هذا المشروع إنجازاً كبيراً لإنفنيتي باور والتي تجسد الشراكة ما بين «مصدر» و«إنفنيتي باور» كمنصة استثمارية رائدة في مجال الطاقة المتجددة، مضيفاً أن مشروع مزرعة الرياح لا يرسّخ فقط مكانتنا الرائدة كواحدة من كبرى شركات الطاقة المتجددة في مصر والمنطقة، ولكنه يعزز أيضًا العلاقات الثنائية بين مصر والإمارات، وبالإضافة لكونها مصدرًا رئيسيًا للطاقة المتجددة، ستوفر محطة طاقة الرياح كذلك العديد من فرص العمل للمجتمعات المحلية».
تجدر الإشارة إلى أن مصر تعد من أكبر الدول من حيث الكثافة السكانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتتمتع بموارد وفيرة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وتنشط «مصدر» بشكل كبير في مصر من خلال محفظة مشروعات بدأت بتطويرها منذ عام 2015، وكمحطة انطلاق تستهدف القارة الإفريقية من خلال منصة «إنفنيتي باور».
وكانت «مصدر» أعلنت، خلال شهر مارس الماضي، عن إتمام «إنفينيتي باور»، الشركة المشتركة بين «مصدر»، و«إنفينيتي المصرية»، صفقة الاستحواذ على جميع أسهم شركة «ليكيلا باور» التي تقوم بتطوير العديد من مشاريع الطاقة المتجددة في أفريقيا، وهي الصفقة التي تجعل من إنفينيتي باور أكبر شركة للطاقة المتجددة في القارة الأفريقية.
كما أظهرت «مصدر» التزامها بالمساهمة بدعم قطاع الطاقة النظيفة في القارة من خلال توقيع اتفاقيات خلال شهر يناير الماضي، لتطوير مشروعات طاقة متجددة بقدرة إجمالية تصل إلى 5 جيجاوات في دول أنجولا وأوغندا وزامبيا.
التعليقات مغلقة.