جامعة الشارقة تجهّز كوادر خط الدفاع الأول للكوارث
شهدت جامعة الشارقة مؤخراً افتتاح المرحلة التجريبية لمركز الشارقة لطب الكوارث، بمبادرة مشتركة مع برنامج الإمارات للجاهزية الطبية «جاهزية»، وأكد محاضرون أن هذا المركز سيساهم في تطوير العمل في هذا المجال، فضلًا عن أنه سيلبي توجيهات حكومة الإمارات في تعزيز منظومة التعليم والتدريب الطبي التخصصي في طب الكوارث.
دورات تخصصية
يضم مركز الشارقة لطب الكوارث مستشفى تدريبياً ميدانياً مجهزاً بأحدث المعدات الطبية للتدريب التخصصي في طب الكوارث والطوارئ، كما يحصل المشاركون في الدورات على مجموعة من التدريبات التطبيقية وعلى ورش ودورات عملية بإشراف طبي وأكاديمي متخصص.
هذا ما أكده الدكتور نهار صدقي غرايبة مدير قسم الطوارئ بمستشفى الجليلة للأطفال بدبي، مشيراً إلى أهمية هذه الدورات المتخصصة التي تساهم في رفد المجتمع بكوادر طبية مجهزة للتعامل مع جميع أنواع الكوارث كالحروب، والزلازل، والأمراض المعدية، أو أي تحديات أخرى طارئة ممكن أن تواجه المجتمع.
أما الدكتور الضي محمد الناير استشاري العناية المركزة للأطفال بمستشفى القاسمي للنساء والولادة والأطفال فقد أكد ضرورة هذه الدورة التي تُعد من الدورات الأساسية والمهمة في إدارة الكوارث والأزمات بحيث يكون لدينا كادر طبي مجهز للمواجهة والاستجابة لجميع الأحداث بشكل عاجل.
وأضاف أن هناك تعاوناً بين الأساتذة والمنسقين خلال الورش التدريبية من خلال تقديم الاستشارات والمعلومات وفق أعلى معايير الجودة والكفاءة والتي تعزز من مهارات ومعارف العاملين في المجال الصحي.
إكساب المهارات
قالت حفيظة قاسم المسلمي، التي تعمل تقني أشعة تصويرية ورئيس قسم استمرارية الأعمال والمخاطر في مركز عمليات الطوارئ والأزمات بمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية إن هذا البرنامج يعمل على صقل وإكساب المهارات الجديدة في كيفية الاستجابة لمختلف حالات الطوارئ على حسب مراحلها وأنواعها منها الإشعاعية والبيولوجية والنووية، لافتة إلى وجود تنسيق جيد من ناحية تجهيز القاعات التعليمية واللوحات الإرشادية.
وأشاد المشاركون في البرنامج التدريبي بجهود جامعة الشارقة ومجمع الكليات الطبية، والتي تمت بالتعاون مع برنامج الإمارات للجاهزية والاستجابة الطبية، في تنظيم وتوفير كافة الخدمات اللوجستية والمساهمة في تطوير مخرجات العمل المشترك.
ولفتت الطالبتان نورة ناصر الزعابي، وآمنة صياح الحمادي، تخصص الطب والجراحة بكلية الطب في جامعة الشارقة، إلى الاستفادة التي حققتها هذه الدورة، وتعلّم طريقة الإسعافات الأولية وإدارة الكوارث، والتدريب الميداني على مختلف الحالات في موقع الحدث، وكيفية رعاية عدد كبير من المرضى وإسعافهم ميدانياً قبل الوصول إلى المستشفى، وكيف يتم تعقيم الموقع والمعدات الطبية المستخدمة.
خدمات لوجستية
قالت الطالبة ريم صادق السريحي تخصص الطب والجراحة بكلية الطب في جامعة الشارقة، إن الجامعة تحرص على تنمية قدرات الطلبة خلال مسيرتهم الدراسية، وتأهيلهم للانضمام في خط الدفاع الأول لبناء مستقبل مهني في مجال الطب.
بينما أكدت الطالبة آمنة صياح الحمادي أن مجمع الكليات الطبية يعد بيئة مناسبة للدراسة والتدريب الإكلينيكي، حيث إنه مجهز بكافة الإمكانيات المتقدمة والمختبرات الحديثة للتدريب التخصصي في طب الكوارث والطوارئ.
تطوير الإمكانيات
يساعد هذا البرنامج في تأهيل الكادر الطبي على سرعة الاستجابة والتعامل مع الحدث وجميع الحالات، وتخفيف الضغط على الفريق الطبي الذي يكون متفرغاً لمعالجة الحالات الطبية الصعبة، وبناء القدرات الوطنية، وتثقيفهم بأساسيات التعامل مع الكوارث، والتدخل في الوقت المناسب، ومساعدة الدولة في مواجهة الأزمات والطوارئ.
كما يعمل البرنامج على تأهيل المشتركين للالتحاق بالوظائف المستقبلية داخل الدولة أو خارجها بعد الخبرات التي يكتسبونها من هذا البرنامج، حيث تؤكد الدكتورة قمر حسام طبيب معتمد من «جاهزية» أنه يتم تدريب الملتحقين في البرنامج على نظام الاستجابة للطوارئ والمخاطر للخروج من الأزمات بأقل خسائر ممكنة، وتشجيعهم على المشاركة في نشر المادة العلمية والمساهمة في التدريب كمدربين معتمدين.
وأشارت إلى أنه تم استقبال طلبات المشاركين للتطوع في برنامج استجابة من جميع الكوادر الطبية؛ منهم أخصائيون، واستشاريون، وطلبة.
أما الدكتور مصطفى إبراهيم طبيب عام ومسؤول تدريب بمركز الشارقة لطب الكوارث فقد قال إن البرنامج يأتي بهدف تأسيس مراكز لطب الكوارث على مستوى الدولة، بحيث يكون مركز الشارقة أحد هذه المراكز التي تعمل على تسهيل الالتحاق بالدورات التي تقدمها «جاهزية»، موضحاً أهمية نشر الوعي بالبرنامج للوصول إلى أكبر عدد من الملتحقين، والذي سيعود بالنفع على المؤسسات الطبية في مختلف الإمارات.
التعليقات مغلقة.