معرض أبوظبي الدولي للكتاب.. دورة استثنائية تحتفي بالاستدامة
تنطلق غداً الاثنين، فعاليات الدورة الـ32 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب بحضور نخبة من كبار الأدباء والمفكرين وبمشاركة 90 دولة. ويشهد المعرض الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة خلال الفترة من 22 إلى 28 مايو في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، أكثر من 2000 فعالية متنوعة. وأسهم توالي الدورات الناجحة لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب في ترسيخ مكانته لدى أقطاب صناعة النشر على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وتنامت مُقوّمات جَذبه لصانعي المحتوى والمبدعين ومحبي القراءة عبر مختلف وسائط النشر التقليدية والرقمية. وحقق أبوظبي الدولي للكتاب نمواً كبيراً منذ النسخة الأولى من المعرض التي عقدت في عام 1981 بمشاركة 50 ناشراً إضافة إلى المكتبات ودور النّشر المحلية، فيما استقطبت الدورة الماضية مشاركة ما يزيد على 1000 ناشر من أكثر من 80 دولة. وانطلق معرض أبوظبي الدولي للكتاب خلال دورته الأولى تحت اسم «معرض الكتاب الإسلامي» في عام 1981 تحقيقاً لرؤية المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث أمر آنذاك بشراء ما تبقى من كتب وتوزيعها على الجهات والمكتبات العامة والمؤسسات ذات الصّلة، وكانت هذه المبادرة نواة لتأسيس «دار الكتب الوطنية» في الدّولة.
تؤكد انطلاقة المعرض أن التعليم والثقافة هما الدعامتان الأساسيتان لبناء دولة قوية متطورة، بجانب تطوير علاقات دولية ومَد جسور التواصل بين مختلف دول العالم، حيث شكَل المعرض حافزاً لتأسيس نقطة التقاء وسوق لدور النشر في العالم العربي. تضمن برنامج المعرض في دورته الماضية أكثر من 450 فعالية متنوعة تلبي تطلعات الجمهور، من ضمنها الجلسات الحوارية، والندوات، والأمسيات الأدبية والثقافية والفكرية، إلى جانب مجموعة كبيرة من الفعاليات التعليمية، وأنشطة البرنامج المهني للناشرين، وفعاليات الطفل التي قدمتها نخبة من الأكاديميين والمتخصصين. ويشهد المعرض في دورته الحالية تنظيم عدد من الفعاليات الهادفة لتسليط الضوء على طرق الاستدامة وأفضل الممارسات العالمية في هذا المجال. ويستضيف المعرض ضمن الفعاليات والندوات والجلسات الحوارية التي سيخصصها للحديث عن الاستدامة بمفهومها الشامل وسبل تفعيلها في شتى المجالات مثل المناخ والأمن الغذائي ثلة من أهم النشطاء الدوليين في هذا المجال. ولعل أحد أبرزهم الفنان العالمي «فيليكس سمبر» المتخصص في استخدام المواد الورقية والمواد الصديقة للبيئة بصورة لافتة، والذي اشتهر بمنحوتاته الورقية المطاطية التي تحاكي العقل، وشغفه الدائم في البحث عن طرق جديدة لدمج مواد الحياة اليومية في أعماله. ويُقدم المعرض هذا العام فرصا لا حصر لها للإلهام والمعرفة والمتعة تحت عنوان «قصص لا تنتهي» تستكشف تجارب فريدة وبرامج غَنيَة بالتفاصيل.
ضيف الشرف
ويرحب «معرض أبوظبي الدولي للكتاب» بالجمهورية التركية ضيف شرف دورته الـ32 ببرامج وفعاليات وندوات تبحث التبادل الثقافي بين تركيا والعالم العربي وسبل تعزيز الحوار بينهما. ويتناول البرنامج تاريخ الأدب التركي والشعر العربي والتركي والترجمات الأدبية بين اللغتين ويمنح الزوار فرصة المشاركة في الحوارات والندوات حول موضوعات عدة منها «النساء تغيّر قواعد اللعبة» و«الفلسفة للأطفال» و«ثقافة الطهي التركية»، والاستماع إلى مؤلّفين مشهورين مثل بشير أيفاز أوغلو، ومحمد حقي صوتشين. ويضم الجناح التركي الخاص عدداً من أبرز الناشرين والشركاء، من بينهم وزارة الثقافة والسياحة التركية وغرفة تجارة إسطنبول. ويحتفي المعرض بإنجازات الفيلسوف العربي من القرن الرابع عشر ابن خلدون مؤسّس علم الاجتماع باعتباره «الشخصية المحورية» لهذه الدورة من خلال مناقشات تاريخية وفلسفية وأدبية تركّز على أعماله وتراثه. وتضم قائمة المتحدثين نخبة من النقّاد والأساتذة والمؤرّخين مثل المؤرخ وعالم الآثار التونسي د. إبراهيم شبوح الذي عُرف باهتمامه بتحقيق أعمال ابن خلدون، والفيلسوف والمفكر د. أحمد برقاوي، والكاتب البريطاني أنتوني ساتين. ويحتفل الحدث أيضاً بجوائز الأدب العربي ومنح الترجمة وهو ما يتيح المجال أمام الجمهور للقاء الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب 2023 في إطار الجلسات الحوارية إلى جانب فعاليات توقيع كتبهم وبرنامج الندوات المُصاحب على مدار الأسبوع، علاوة على ذلك يتخلل المعرض الإعلان عن الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية وتكريم المرشحين في قائمتها القصيرة بالتزامن مع الاحتفال بمرور 15 عاما على احتضان أبوظبي للجائزة.
مفكرون وأدباء
سيتمكن زوار المعرض من الاستماع إلى عدد من المفكرين والأدباء والفنانين العالميين بمن فيهم مات ريدلي مؤلّف كتاب «المتفائل العقلاني» وكتاب «كيف يعمل الابتكار» وخبيرة أخلاقيات التكنولوجيا د. كاريسا فيليز التي تتناول في محاضرتها كيف نحافظ على خصوصياتنا في عالم التكنولوجيا، والمخرج علي تبريزي، الذي يتحدّث عن فيلمه الوثائقي «مؤامرة على البحار»، المُصنف ضمن أكثر 10 أفلام وثائقية مشاهدة على شبكة نتفليكس في 2021. ويعود البرنامج المهني مجدداً إلى المعرض عبر أكثر من 40 فعالية من بينها جلسات حوارية تتناول التسويق والترجمة والشراكات وتطوير المحتوى والنشر، بمشاركة خبراء من مختلف مجالات النشر ومنصات التواصل الاجتماعي والتسويق والذين يبحثون موضوعات الاستدامة في صناعة النشر والذكاء الاصطناعي والنشر الإلكتروني والنشر الذاتي. وتتميز هذه الدورة بالحضور الكبير للشباب في كافة الفعاليات بما في ذلك البرنامج الثقافي والمهني والبرامج الإبداعية. ويُولي المعرض أهمية خاصة لبرامج الأطفال والناشئة التي تشغل مساحتها الأكبر في تاريخ الحدث مع تقديم قائمة رائعة من الأنشطة والعروض على مدار اليوم من الجلسات القرائية وورش عمل لمؤلّفين ورسّامين للأطفال إلى عروض مسرح العلوم وغيرها.
الدولي للنشر
من جهة أخرى، يعقد «المؤتمر الدولي للنشر العربي والصناعات الإبداعية» فعاليات دورته الثانية يومي 21 و22 مايو في مركز أبوظبي الوطني للمعارض بالتزامن مع «معرض أبوظبي الدولي للكتاب» مسلطاً الضوء على أحدث التوجهات في قطاع النشر وتطوير المحتوى العربي والصناعات الثقافية والإبداعية، عبر سلسلة من العروض التقديمية وحلقات النقاش وفعّاليات التواصل وورش العمل، مع التركيز على موضوع «تطويع السرد القصصي». ويبحث المؤتمر أدب الخيال العلمي العربي والتعليم الترفيهي والتقنيات الناشئة، ويرحب بنخبة من المتحدّثين في مجال المعرض أبوظبي الدولي للكتاب.. دورة استثنائية تحتفي بالاستدامة، قصص المصوّرة والذكاء الاصطناعي. وباعتباره الحدث الأدبي الرائد في العالم العربي يوفر المعرض منصة حيوية للحوار العالمي تضم محادثات متنوعة لمتحدثين عرب ودوليين بارزين، من أدباء وناشرين وصناع محتوى، يقدّمون جدولاً متكاملاً من الفعاليات المتنوِّعة التي تُلبي تطلعات الجمهور من مهنيين ومستهلكين وعائلات ويشمل هذا البرنامج خمسة محاور أساسية وهي برامج الثقافة والفنون الإبداعية والأطفال والناشئة والبرامج المهنية المتخصِّصة إضافة إلى برامج الشركاء. ويمكن للزوار على مدار الأسبوع المشاركة في الجلسات الثقافية من حلقات النقاش والندوات والأمسيات الشعرية التي تقدم شخصيات مشهورة من عالم الفكر والأدب والإعلام وستتاح للزوار أيضاً فرصة مقابلة مؤلفيهم المفضلين والحصول على كتبهم المُوقّعة.
جولة إعلامية في المعرض
نظم مركز أبوظبي للغة العربية، صباح أمس السبت، جولة إعلامية للوقوف على آخر الاستعدادات لانطلاق أبوظبي الدولي للكتاب غداً الاثنين، وقامت عائشة عيد المزروعي، مدير إدارة الفعاليات ومعارض الكتاب بمركز أبوظبي للغة العربية، خلال الجولة، بالرد على استفسارات الإعلاميين المتعلقة ببرامج المعرض التسعة الثقافي والتعليمي والمهني وبرامج الفنون وبودكاست أبوظبي والموسيقى وأنماط الحياة وأطباق وثقافات وسينما الصندوق الأسود، وبرنامج ضيف الشرف وما يتعلق بالشخصية والفكرة المحورية لهذا العام، كما قدمت شرحاً لأروقة المعرض خلال الجولة، مؤكدة تمام الاستعداد لتقديم نسخة استثنائية مميزة لكل الفئات العمرية، مشيرة إلى أن طلاب المدارس سيحظون بأنشطة جاذبة من خلال الآليات المحفزة والورش والمسابقات اليومية الداعمة.
ومن المنتظر أن يشهد المعرض هذا العام تميزاً كبيراً نظراً لحجم الفعاليات الذي يتجاوز 2000 فعالية، إذا ما وضعنا في عين الاعتبار الأنشطة التي سيقيمها العارضون من دور النشر في أجنحتهم من تواقيع ومناقشات، والذين يتجاوز عددهم 1300 عارض، بالإضافة إلى عدد الضيوف المشاركين الذي يربو على 800 مشارك، ومشاركة أكثر من 85 دولة في هذه النسخة.
التعليقات مغلقة.