دولة الإمارات تعزز الاستثمار بالبنية التحتية اللازمة لتطوير الذكاء الاصطناعي
أكدت الدكتورة سناء الياسمي، الخبير في الذكاء الاصطناعي والأستاذ المشارك في «مدرسة 42 أبوظبي»، أن دولة الإمارات خصصت استثمارات كبيرة لتعزيز البنية التحتية اللازمة لدعم تطوير الذكاء الاصطناعي، ومن بينها «جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، ومراكز للتميز في مجال الذكاء الاصطناعي ومعاهد بحثية وحاضنات لدعم نمو منظومة الذكاء الاصطناعي»، مضيفة: كما استثمرت الدولة في مجال تطوير التقنيات المتقدمة، بما في ذلك الحوسبة السحابية وتحليلات البيانات الضخمة وإنترنت الأشياء، والتي تلعب دوراً حاسماً في تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ومن المتوقع أن تشهد السنوات القادمة المزيد من التغييرات الكبيرة، مع استمرار الذكاء الاصطناعي في التطور.
وقالت الياسمي، : إن الإمارات مؤهلة لمواصلة دعم عملية التحول الرقمي في الدولة وتعزيز الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال الاستثمار في المواهب المتخصصة في هذا المجال، وبناء منظومة ذكاء اصطناعي تجمع الباحثين والشركات الناشئة والمستثمرين وصنّاع السياسات، للتعاون وتطوير حلول الذكاء الاصطناعي المبتكرة، إلى جانب تعزيز التعاون بين الحكومة والقطاع والأوساط الأكاديمية، مما يضمن نشر تقنيات الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة، والاستفادة من البيانات الصادرة عن الشركات والمؤسسات والأفراد لتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تساهم في تحسين الكفاءة والإنتاجية وجودة الحياة. ولفتت إلى أنه تم استقبال 353 طالباً، بما في ذلك 100 طالب من مواطني دولة الإمارات، منذ افتتاح مدرسة 42 أبوظبي، كما تعاونت المدرسة الرائدة مع باقة من أهم المؤسسات والشركات من مختلف القطاعات لتوفير فرص النجاح والتطوير لطلابها، حيث أثمرت شبكة الشراكات الناجحة التي طورتها المدرسة منذ انطلاقتها في توفير 358 فرصة عمل وتدريب لطلابها، بما في ذلك 109 فرص لرعاية الطلاب الإماراتيين.
تطوير خوارزميات
وبينت الدكتورة سناء الياسمي أن الذكاء الاصطناعي يعد فرعاً من علوم الحاسوب، ويتضمن تطوير خوارزميات وأنظمة الحاسوب التي يمكنها أداء المهام التي تتطلب الذكاء البشري في العادة، بما في ذلك الإدراك البصري والتعرف على الكلام واتخاذ القرارات ومعالجة اللغة الطبيعية، ويستخدم الذكاء الاصطناعي تقنيات متقدمة، مثل تعلم الآلة والتعلم العميق ومعالجة اللغة الطبيعية والرؤية الحاسوبية لمعالجة وتحليل كميات كبيرة من البيانات، والتعلم من هذه البيانات، وحساب التوقعات أو اتخاذ القرارات المرتكزة على هذا التعلم. وقالت الدكتورة سناء الياسمي، الحاصلة على درجة الدكتوراه في الذكاء الاصطناعي: «إنه ينبغي على طالب اليوم تطوير المهارات اللازمة في مجال تعلم الآلة ومعالجة اللغة الطبيعية والرؤية الحاسوبية والروبوتات، لاكتساب فهم شامل للذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المحتملة، كما يجب عليهم أن يكونوا على دراية بالأخلاقيات، بما في ذلك التحيز والخصوصية والمساءلة، عند تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي، نظراً لأهمية الآثار الأخلاقية للذكاء الاصطناعي».
سريع التطور
ويمثل الذكاء الاصطناعي مجالاً سريع التطور، مما يتطلب الاطلاع المستمر على أحدث التوجهات والتطورات. ويمثل تطوير المهارات التقنية والشخصية الضرورية أمراً مهماً للراغبين بالعمل والنجاح في هذا المجال المثير للاهتمام، بما يضمن لهم القدرة المستمرة على المنافسة من خلال متابعة قادة القطاع وحضور المؤتمرات، والمشاركة في الفعاليات المجتمعية والنظر في الآثار الأخلاقية للذكاء الاصطناعي، ويمكن للذكاء الاصطناعي التأثير على المجتمع بشكل كبير وبطرق مختلفة، مما يجعل التفكير بتأثيراته الأخلاقية، والعمل على تطوير ذكاء اصطناعي مسؤول ومنصف حاجة ملحة.
توسيع النطاق
أشارت الدكتورة سناء الياسمي إلى تطور الذكاء الاصطناعي بشكل كبير على مدار السنين، مع التقدم الذي شهدته التكنولوجيا والحوسبة السحابية والبيانات الضخمة وتعلم الآلة والشبكات العصبية، وأدت هذه التطورات إلى توسيع نطاق وقدرات تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ويزداد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات، لا سيما أن هذه التقنية تحقق تطوراً بوتيرة ثابتة.
ومن المتوقع أن نشهد المزيد من النمو في تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي في المستقبل القريب، والتي تُقابل مهارة الإبداع لدى البشر، حيث تحوّل البيانات والمعلومات المتوافرة إلى محتوى جديد.
وتُعتبر تقنية جي بي تي- 3 (GPT-3) التي تشغّل برنامج شات جي بي تي (ChatGPT)، ودال- إي 2 (DALL-E 2 ) التي تُنشئ صوراً جديدة بناءً على وصف باللغة الطبيعية، أفضل نموذجين للذكاء الاصطناعي التوليدي في الوقت الحالي، وتشير التوقعات إلى ظهور المزيد من حلول الذكاء الاصطناعي التوليدي التي تتمتع بإمكانية تحويل النص إلى صيغ مختلفة.
وفيما يتعلق بالتطبيقات الرئيسية للذكاء الاصطناعي في عالم اليوم وكيف يغير الطريقة التي نعيش ونعمل بها، أفادت الدكتورة سناء الياسمي بوجود الكثير من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العالم اليوم، وهي تسهم في تغيير نمط حياتنا وعملنا بطرق عديدة، حيث يُستخدم الذكاء الاصطناعي في تطبيقات مثل التعرف على الوجه والمساعدين الصوتيين وتصنيف الصور تلقائياً، كما يستخدم في قطاع الرعاية الصحية لتنفيذ مهمات عديدة، مثل اكتشاف العقاقير والتصوير الطبي والتشخيص، وتُستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي في سيارات القيادة الذاتية للتعرف على الأجسام واتخاذ القرارات أثناء القيادة، كما يُستخدم الذكاء الاصطناعي للكشف عن الأنشطة الاحتيالية في المعاملات المالية والتسوق عبر الانترنت. ويستخدم التجار ومنصات البث الخوارزميات لتقديم توصيات مخصصة بناءً على سجل تصفّح المستخدم ومشاهداته. وتُستخدم روبوتات الدردشة والمساعدين الافتراضيين التي تعمل بالذكاء الاصطناعي في أقسام خدمة العملاء ودعمهم في مختلف القطاعات.
وبشكل عام، يتمتع الذكاء الاصطناعي بالقدرة على التأثير على نواح عديدة من حياتنا، بدءاً من نمط عملنا ووصولاً إلى طريقة تفاعلنا مع العالم من حولنا.
إعداد الطلاب
وقالت: تعمل مدرسة 42 أبوظبي على إعداد الطلاب للعمل في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال توفير المعارف الأساسية في الرياضيات والإحصاء وعلوم الحاسوب، إلى جانب مواضيع الذكاء الاصطناعي المتخصصة، بما في ذلك تعلم الآلة والروبوتات.
كما تركّز المدرسة على تنمية المهارات الشخصية للطلاب، بما في ذلك التواصل والتعاون وحل المشاكل والتفكير النقدي، إلى جانب المهارات التقنية. وتلعب هذه المهارات دوراً حاسماً في النجاح في مجال الذكاء الاصطناعي، نظراً لأنه يتطلب العمل ضمن فرق متعددة الاختصاصات والتواصل الفعال مع الجهات المعنية.
وحول تأثيرات الذكاء الاصطناعي على سوق العمل، ومدى تهديده لبعض الوظائف الموجودة، أكدت الياسمي أن الذكاء الاصطناعي يتمتع بالقدرة على إحداث تأثير كبير على سوق العمل من خلال أتمتة مهام معينة وتعزيز مهام أخرى، ويمكن أن يساهم في إيجاد وظائف وقطاعات جديدة، ولكنه يهدد أيضاً وجود وظائف أخرى. ومن المرجح أن تتم أتمتة الوظائف التي تنطوي على مهمات روتينية متكررة، بينما تُعتبر الوظائف التي تتطلب الإبداع والتفكير النقدي والتفاعل البشري أقل عرضةً للأتمتة.
التعليقات مغلقة.