شركة «الياه سات»: الإمارات أكبر مركز للفضاء في المنطقة
تعمل الإمارات لتصبح أكبر مركز للفضاء في المنطقة، بما يشمل تصنيع الأقمار الصناعية وتطبيقاتها، فضلاً عن تقديم خدمات الفضاء مثل تمويل قطاع الأقمار الصناعية وخدمات شركات المحاماة ذات الصلة بالقطاع، وفق ورقة بحثية أعدتها شركة «الياه سات».
وأكدت الورقة البحثية التي اطلعت «الاتحاد» على نسخة منها أنه باعتبار «الياه سات» أكبر شركة تجارية للأقمار الصناعية في دولة الإمارات، فإنها تعد محور هذه الأنشطة، وتضطلع بالمساهمة في تطوير الفضاء المستقبلي للدولة.
وأوضحت أنه في الوقت الذي يتوقع فيه بنك الاستثمار الأميركي «مورغان ستانلي» أن يصل حجم اقتصاد الفضاء العالمي إلى تريليون دولار بحلول العام 2040 تتمتع «الياه سات» بوضع قوي للاستحواذ على حصة كبيرة من هذه السوق بفضل ما تملكه من تكنولوجيا الأقمار الصناعية المتقدمة والوصول الجغرافي ووحدات الأعمال ذات الرؤية الثاقبة، والتركيز على الأهداف الواضحة، والنظرة الثاقبة لفرص الأعمال المستقبلية.
وقال علي الهاشمي، الرئيس التنفيذي لمجموعة «الياه سات»، إن الشركة تفخر بتاريخها والدور الذي تلعبه في توفير احتياجات الاتصالات الفضائية لدولة الإمارات والمنطقة ككل.
وأكد أن الشركة تساهم أيضاً في رسم مستقبل أنشطة الفضاء والأقمار الصناعية في الدولة من خلال تطوير المواهب والخبرات ومرافق التصنيع والبحث ذات المستوى العالمي، ورعاية العديد من المبادرات التعليمية والتجارية لتأسيس قطاع فضاء مزدهر.
الأكبر إقليمياً
وأوضح التقرير أن «الياه سات» توفر خدمات اتصالات فضائية أكثر من أي مزود آخر في المنطقة، حيث لا يوجد مزود آخر في الشرق الأوسط يمكنه تزويد العملاء بخدمات Ka-bandg -Kug-Cg -L، بينما يركز مزودو الخدمات الآخرون في المنطقة إما على خدمات البث التلفزيوني أو الإنترنت الفضائي أو مزيج من الاثنين معاً.
وفضلاً عن ذلك، فإن «الياه سات» تقدم خدماتها في 5 قارات في العالم، بينما يركز مزودو الخدمات الإقليميون الآخرون علي المنطقة وأجزاء من أوروبا وأفريقيا وآسيا.
ولفت إلى أن «الياه سات» تشغل أسطولاً مكوناً من خمسة أقمار صناعية، وهي في طور الاستعداد لإطلاق قمر سادس في النصف الأول من العام 2024 والمقرر أن يبدأ الخدمة بحلول العام 2025.
وأوضح أنه يمكن لأقمار «الياه سات» أن تصل إلى 80% من سكان العالم، وتساعد في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية في العديد من البلدان، وذلك من خلال توفير خدمات الاتصالات الفضائية الأكثر تقدماً في المنطقة.
قيمة مضافة
وذكر التقرير أن «الياه سات» تقدم قيمة مضافة ليس لعملائها ومستثمريها فحسب، بل للدولة والمنطقة ككل من خلال دعمها لبناء برامج الفضاء والاقتصاد لعقود مقبلة اعتماداً على الابتكار والممارسات التجارية السليمة والإدارة الاستثنائية والنظرة المستقبلية.
وفي أبريل من العام 2011، تم إطلاق أول قمر صناعي لشركة «الياه سات»، وهو الياه -1، وتم إطلاق القمر الصناعي الثاني الياه-2 في أبريل 2012، فيما تم إطلاق القمر الصناعي الثالث الياه 3 في يناير من العام 2018.
وتقدم أقمار الثريا خدمات الاتصالات الفضائية المتنقلة بما في ذلك خدمات التواصل الصوتي ونقل البيانات ذات النطاقات الضيقة إلى منصات صغيرة، ويمكن أن تقدم أقمار «الياه سات» مختلف الخدمات بدءاً من خدمات الإنترنت الفضائي وخدمات البث التلفزيوني وحتى الاتصالات الآمنة للقطاعات الحكومية والدفاعية.
توسيع الخدمات
ولفت التقرير إلى أنه اعتباراً من 2025 سيتم توسيع مجموعة الخدمات التي تقدمها «الياه سات» من خلال تشغيل قمرها السادس من الجيل المقبل «الثريا NGS-4» والذي يمكن «الياه سات» من تقديم خدمات الاتصالات لقطاعات السوق المتنامية، بما في ذلك إنترنت الأشياء والخدمات الحكومية والخدمات البحرية.
وأضاف أن إطلاق القمر الصناعي الجديد سيمكن شركة «الياه سات» من التعامل مع الأسواق المتنامية التي تقدم خدمات الاتصال المباشر بين الأجهزة، وإنترنت الأشياء، وخدمات الاتصال للقطاعات البحرية والحكومية عبر نطاق تغطيتها الواسع. وتقنياً، لفت التقرير أن الأقمار الصناعية الخاصة بشركة الثريا المتخصصة في خدمات الاتصالات الفضائية المتنقلة تستخدم النطاق «L» المناسب للاتصالات الصوتية منخفضة التردد والبيانات البسيطة، سواء كانت محادثة هاتفية عبر الأقمار الصناعية أو شبكة إنترنت الأشياء التي تتعقب الأصول مثل السفن والمركبات أو البنى التحتية الحيوية كخطوط الأنابيب، كما تستخدم أقمار الثريا أيضاً النطاق «C» للاتصال بين بوابات الأقمار الصناعية والمحطة الأرضية وتستخدم أقمار «الياه سات» الصناعية النطاقات C وKU وKA. وأوضح أن النطاق «C» يستخدم بشكل أساسي في البث التلفزيوني عبر الأقمار الصناعية، بالإضافة إلى تبادل كميات ضخمة من البيانات، ويعتبر النطاق «C» مثالياً للاستخدام في المناطق المعرضة لهطول الأمطار الاستوائية مثل أفريقيا وأميركا الجنوبية وجنوب شرق آسيا، ويستخدم KU- band للبث المباشر، وكذلك اتصالات الإنترنت الفضائي.
تقنيات رئيسة
أكدت الورقة البحثية التي أعدتها «الياه سات» أن تاريخ الشركة لا يقتصر على كونها أول مشغل أقمار صناعية في دولة الإمارات وعلى نموها المؤسسي فحسب، بل يتجاوز ذلك، حيث إنها توفر التقنيات الرئيسة والاتصال لبناء القدرات في الدولة كجزء من التنوع الاقتصادي، بالإضافة إلى مساهماتها في الجهود الإماراتية المبذولة لتقليل انبعاثات الكربون.
وفي أغسطس 2022، انضمت «الياه سات» إلى تعهد الشركات المسؤولة الصديقة للمناخ في دولة الإمارات، والذي يعد جزءاً من مبادرة الإمارات الاستراتيجية للسعي لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050.
وأكدت أنه في مجال التنوع الاقتصادي، تلعب «الياه سات» دوراً محورياً في دعم جهود وكالة الإمارات للفضاء من خلال مركز تكنولوجيا الفضاء، والذي يطور مبادرات فضائية وأبحاثاً لحلول التقنيات والتطبيقات الاستراتيجية للفضاء، وتمويل برامج صغيرة لأبحاث الأقمار الصناعية وعروض التكنولوجيا.
ولفتت أن «الياه سات» تدير أيضاً مختبر الياه سات للفضاء في جامعة خليفة، حيث توفر معدات ومرافق تصنيع الأقمار الصناعية، علاوة على ذلك، وبالشراكة مع جامعة خليفة، تدعم الشركة التعليم المتقدم لمهندسي الأقمار الصناعية الإماراتيين الذين سيعملون مستقبلاً على بناء أقمار «الياه سات» داخل الدولة.
التعليقات مغلقة.