فصبراً جميلاً …. أهل مصر !
فصبراً جميلاً .... أهل مصر ! افتتاحية رئيس التحرير - بقلم / محمد شمس الدين رئيس ومؤسس مجموعة مجلة استثمارات الإماراتية & منتدى المستقبل للاستثمارات العربية " FF2020AI"
بحكم إقامتي في بلدي الثاني الإمارات لنحو ثلاث عقود، فإنني لن أسير على منوال الكثير والكثير من داخل وخارج مصر ممن تصدوا وتفرغوا وامتنهوا الكلام والتشاؤم عملاً ومنبراً يتشدقون بأن حكمهم على الأوضاع والمجريات في مصر هو حكماً فصلاً لا جدال فيه ولا فصال ممن هم كارهي كل تقدم لأنفسهم ولغيرهم.. فأنا شئت أم أبيت بعيداً عن الشأن المصري بحكم وجودي في الإمارات، حتى بدايات عملي في الصحافة الاقتصادية كانت على أرض الإمارات التي وفرت لي كل الدعم ، وأن كنت لا أزور بلدي المنوفية القابعة في وسط الدلتا، إلا كل بضعة أسابيع، فهذه عادتي إن لا أبعد عن مصر أكثر من شهر فهي المتنفس والوطن، حتى أن كنت في بلدي الثاني الإمارات التي هي برؤى سامية من قيادتها الرشيدة وشيوخها الكرام “حفظها الله تعالى”، على علاقة ترنو لآفاق العلاقات العربية الأخوية الأصيلة وكنموذجاً يحتذى في رؤية تطوير الداخل والتعاون والانفتاح والسلام مع العالم أجمع فهذا شأن البلدين.
وهنا وإن كانت هناك دلالات ومؤشرات ساطعة سطوع الشمس في كبد النهار بأن مصر دُرة الوطن العربي، سائرةً على الدرب السوي درب البناء والتطور والحداثة، وأن مصر اليوم ليس هي مصر قبل ثورة 2013، بكل تفاصيل وذكريات المشهد المؤلم آنذاك. لنرى ويرى العالم معنا أجمل الصورة بكل وهج التنمية وشمولية خارطتها بعدما تولى زمام المسؤولية الرئيس عبد الفتاح السيسي، من هو الأقرب لسمت وسمات الفارس الذي تصدى لمسارات وخطط إنهيار وتفتيت الدولة المصرية ممن ينتسبون زوراً لأرضها من الجماعات المارقة ولبعض الأطراف والقوى الدولية الحانقة على مصر، ليتفرغ لاحقاً بعد استعادته لزمام الأمن والأمان لمصر المحروسة ،بفضل الله تعالى”، لمضمار البناء الاقتصادي والمجتمعي الذي أدرك بحس القائد العسكري الاستراتيجي، أنه للسير فيه لا بد وحتماً أن تكون البنية التحتية، والطاقة، وإصلاح الخلل العمراني، هو ثالوث النجاح ومفتاح التطور لبلداً رزخ لعقود تحت أثقال خطط خمسية وعشرية لم تجدي نفعاً ولا تنمية ًمستدامة. وإن كنا منذ عهد قريب وقبل أزمة كوفيد -19 وما أعقبها من أزمة الصراع الروسي الإوكراني وما أعقبهما من زلزال مدوي على الخارطة الاقتصادية العالمية، نرى توقعات المؤسسات التنموية الدولية تجزم بأن مصر ستكون القائدة والملهمة للاقتصاد الإفريقي بل نتذكر جميعاً بأن مصر كانت تحقق معدلات نمو قياسية في خضم تشاؤم وتباطوء وتخبط اقتصادي عالمي.
وإن كانت تلك الصورة وما ترافق معها من تبعات فاتورة نراها بعين الخبراء الاقتصاديين بأنها لمؤقتة وشاملة على كل الدول، وبالأخص أزمة التضخم والغلاء العالمي للأسعار، وأن كنا نعترف بأن فاتورة الإصلاح وأيضاً التحديات والأرث الثقيل من عقود مضت كان وقعها لكبير على مصر، إلا أنه ينبغي لنا أن نتسلح كما قائدنا وقائد التنمية في مصر الرئيس عبد الفتاح السيس بالأمل وبالصبر ما دمنا على الدرب الصحيح وما دامت مشاهد الإنجاز تتراءى للعالم أجمع في كل بقاع مصر. مدركين بأن تلك الأزمة كما قال رئيس مصر ستكون تاريخ كما أصبح الارهاب مجرد كلمة في قاموس التاريخ.
وأخيراً يبقى لي مشهد رصدته ووثقته عياناً بياناً خلال زيارتي مؤخراً لبلدي مصر ومهد ولادتي المنوفية خلال شهر رمضان الذي انقضى قبل نحو ثلاث أيام، وهو الشهر الذي تخوف منه الجميع مسبقا ًوتناولته الصحف الأجنبية مهولة و محذرة من أن المجاعة قادمة في مصر، وبأن القادم أسوء في خضم أزمة ارتفاع مهول في الأسعار، في هذا الشهر الكريم لأجد أنني أعاني أن أجد موطئ قدم في الأسواق والمطاعم مع أسرتي حينما يزف المصريين للعالم أجمع بأن حبهم للحياة وتكيفهم مع أزمة عالمية لم يمنعهم بمهارة المصري ومرونته في التأقلم مع الأزمات من الأنفاق حتى ظننت أن المصريين لا يشعرون مطلقاً بأن هناك أزمة، بل ظننت أن الأزمة جعلتهم ينفقون أكثر وأكثر، فهي مصر وأهلها التي أُدرك ويدرك العالم مدى قوتهم وتوحدهم حول قيادتهم وعدم انصياعهم لدعاوي الشطط والتأليب ممن خرجوا عن عباءة الوطن ولم يبقى منهم إلا النيل من بلدهم، وتدميرها لأقول لكم أهلي وأبناء جلدتي .. فصبراً جميلاً أهل مصر !
التعليقات مغلقة.