أوكرانيا: اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود مهدد بالتوقف
أعلنت أوكرانيا، أمس، أن اتفاقاً يسمح بالتصدير الآمن للحبوب عبر البحر الأسود معرض للتوقف، وذلك بعدما منعت روسيا مرة أخرى عمليات تفتيش السفن في المياه التركية بموجب الاتفاق.
وحوصرت موانئ أوكرانيا على البحر الأسود بعد الأزمة الروسية الأوكرانية العام الماضي لكن رُفع الحصار عن 3 منها في يوليو بموجب اتفاق بين موسكو وكييف توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا.
ومُدد العمل بالاتفاق الذي يهدف إلى المساعدة في تخفيف أزمة الغذاء العالمية الشهر الماضي، لكن أوكرانيا قالت إن عدد سفن الشحن التي تمر عبر مضيق البوسفور حاملة منتجاتها الزراعية قليل جداً.
وقالت بريجيت برينك، السفيرة الأميركية لدى أوكرانيا، على «تويتر»، إن أكثر من 50 سفينة تنتظر الموافقة للتوجه إلى الموانئ الأوكرانية «لتحميل الحبوب التي ستُطعم من يحتاجون لها». ولم ترد روسيا على الفور على تصريحات برينك ولا على بيان وزارة إعادة الإعمار الأوكرانية، لكن الكرملين قال إن فرص تمديد العمل باتفاق تصدير الحبوب «ليست واعدة جدا».
وتقول موسكو، إنها لم تستفد من اتفاق منفصل وافقت الأمم المتحدة بموجبه على مساعدة روسيا في تصدير منتجاتها من المواد الغذائية والأسمدة.
وقالت وزارة إعادة الإعمار الأوكرانية، إن المندوبين الروس في مركز التنسيق المشترك يديرون خطة «غير مقبولة» لتفتيش السفن والتي «تتعارض تماماً» مع بنود المبادرة.
وتعتمد كثير من دول العالم النامي بشكل كبير على وارداتها من المنتجات الزراعية القادمة من روسيا وأوكرانيا، لسد احتياجاتها مواطنيها الغذائية، وهو ما يعني أن استمرار المواجهة يُنذر بمزيد من الارتفاعات المتسارعة في الأسعار، وهو ما قد يزعزع استقرار المجتمعات الهشة في بعض البُلدان، بفعل زيادة معدلات الجوع وسوء التغذية.
ومع تواصل الأزمة ودخولها عامها الثاني، أُجْبِرَ المزارعون الأوكرانيون، على تقليص حجم محاصيلهم بنسبة تصل إلى 60% خلال الموسم الحالي، وهو ما سيقود إلى انعكاسات واسعة النطاق، يُنتظر أن تكون محسوسة بشكل أكبر خلال العام المقبل، بالنظر إلى أن هذا التراجع في الإنتاج، يعني خسارة السوق العالمية، ما يصل إلى 27 مليون طن من الحبوب. وبحسب مزارعين وجهات معنية بإنتاج الحبوب في أوكرانيا، أدت الأزمة إلى ارتفاع تكاليف زراعة الطن الواحد من القمح وتصديره، بنحو 9 أضعاف، ليزيد من 12 دولاراً أميركياً فحسب، إلى أكثر من 90 دولاراً، ليُباع الطن في نهاية المطاف، مقابل قرابة 270 دولاراً.
ويكتسب الاتفاق الذي يُعرف باسم «مبادرة البحر الأسود»، أهميته على ضوء تقديرات تفيد بأن أكثر من نصف صادرات الحبوب الأوكرانية، أي ما يتراوح ما بين 6 و7 ملايين طن شهرياً، تُصدَّر عن طريق البحر، وهو ما يُذكي مخاوف الكثيرين، من أن أي انهيار لتلك «المبادرة»، سيفضي لارتفاع أسعار المواد الغذائية، على مستوى العالم، بنسبة 15%.
وفي تصريحات نشرتها صحيفة «الجارديان» البريطانية، حذر مسؤولون أوكرانيون من أن نشوب أي مشكلات توقف سريان ذلك الاتفاق، قد تطلق سلسلة تبعات، تفضي إلى أن يواجه الملايين مجاعة فعلية في بقاع مختلفة من العالم، خاصة في أفريقيا، وبالتحديد المناطق الشمالية منها، ما سيدفع الكثير من السكان هناك، إلى التفكير في الهجرة صوب أوروبا.
التعليقات مغلقة.