مكتبة «الإسكوريال الإسبانية».. يحتفي بروائع المخطوطات العربية
يشتمل معرض المخطوطات العربيّة الذي تنظّمه هيئة الشارقة للكتاب في مقرّها بالتعاون مع مكتبة الإسكوريال الإسبانيّة، ويستمرّ حتى التاسع من أبريل الجاري، على مخطوطات ثريّة وذات أثر ثقافي للمهتمين، خاصةً وأنّ المعرض ضمّ 14 مخطوطة تعود إلى الفترة الواقعة ما بين القرنين الثالث عشر والسادس عشر الميلادي.
ونطالع في المعرض نسخةً من القرآن الكريم تحت عنوان «مصحف مولاي زيدان»، الذي يعود إلى المكتبة الخاصة بالسلطان مولي زيدان المغربي، وقد تزيّن بزخارف في معظم صفحاته كما رسم التشكيل فيه باللون الأحمر، وكتبت آياته بالخطّ الكوفي المذهّب على أرضيّة زرقاء.
كما يلفتنا كتاب«البحر الميحط» في إعراب القرآن الكريم، كأحد أجزاء كتاب«البحر المحيط في تفسير القرآن الكريم» لأبي حيّان الأندلسي، الذي اشتمل على فوائد ومعان لغويّة للمفردات في أسباب النزول والناسخ والمنسوخ وغير ذلك. أمّا كتاب «المسالك والممالك» لمؤلفه أبي عبيدالله بن عبدالعزيز البكري، ككتاب تاريخي، فهو ثري بعادات الشعوب وقصصهم التاريخية ومواضيع الغرائب والعجائب وجمال الأساطير والاستطرادات التاريخية.
جواهر وعجائب
كما سنرى كتاب «الجواهر والنوادر المسموعة» لمحمد بن عبدالرحمن السخاوي شمس الدين، ككتاب نفيس مختصر من الحديث النبوي والأثر، ويشتمل على مدح السخاء وذمّ البخل وقصص الكرماء والبخلاء ومواضيع متنوعة ذات علاقة.
ونقف أيضاً على كتاب«عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات» لمؤلفه أبي عبدالله بن زكريا القزويني، بما يشتمل عليه من أوصاف الكون والسماء والكواكب وحركة الأبراج وفصول السّنة وتضاريس الأرض والهواء والرياح والماء والبحار والنبات والحيوان.
أمّا كتاب «سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون» لجمال الدين بن نباتة المصري، فهو كتاب اشتهر برواجه وإمتاعه للعقل والروح والنفس، وجمعه لشتات الفوائد والطرائف والتراجم والنوادر والمصطفى من الشعر، وهو شرح للرسالة الهزليّة لابن زيدون الشاعر الأندلسي المتضلّع بفنون الأدب والعارف بأخبار العرب، على لسان ولادة بنت المستكفي إحدى بنات خلفاء بني أميّة، إلى أحمد بن عبدوس، منافِسِه في حبّها ومكانتها عنده.
ورأى متخصصون وزوّار ومثقفون أنّ المعرض يشكّل إضافةً نوعيّةً للثقافة بإشارته إلى كنوزنا من التراث والتاريخ والأدب العربي ومصادر المعرفة الأخرى، وهو بمثابة تذكير بروعة المخطوطات العربيّة التي تقرأ فترة زمنيّة جديرة بالوقوف عندها في القرنين الثالث عشر والسادس عشر الميلادي، لما تشتمل عليه هذه المخطوطات من أساليب أدبيّة متنوعة وعلوم ومعارف وكتابات متخصصة في اللغة وأدب الرحلات والفلك والجغرافية وغيرها من المواضيع.
التعليقات مغلقة.