في اليوم العالمي للمسرح.. الفنانة سميحة أيوب تدعو لإيقاظ ضمير العالم
يحمل الكثير من المسرحيين بكل أنحاء العالم هموم التعبير عن الفعل الإنساني ويقعون تحت طائلة ما يحيط به من عبث وصراعات وخلافات لا يثنيها الضمير ولا توقفها المبادئ، وحيث يمكن للمسرح وحده إيقاظ الضمير، والإضاءة حول ظلمات قيم اختفت وتبددت، وتوحيد يمكن للإنسان أن ينتشر من خلالها مبادئ الحب وقيم السلام، يتم الاحتفال باليوم العالمي للمسرح في 27 مارس من كل عام عبر دعوة شخصية بارزة في المسرح العالمي لمشاركة أفكاره أو انعكاساته حول المسرح والانسجام الدولي، فيما يُعرف بالرسالة الدولية للمسرح والتي تُترجم إلى أكثر من 50 لغة ، وتُقرأ لمئات الآلاف من المتفرجين قبل فناني الأداء.
الهيئة الدولية للمسرح تختار سميحة أيوب لكتابة رسالة اليوم العالمي
وفقًا لموقع اليوم العالمي للمسرح التابع لمنظمة اليونسكو world-theatre-day.org، فقد وقع اختيار الهيئة الدولية للمسرح على سيدة المسرح العربي سميحة أيوب لكتابة رسالة اليوم العالمي للمسرح لهذا العام 2023، بوصفها شخصية مسرحية رفيعة المستوى أسهمت في رفعة وسمو أبي الفنون،
وذلك ليس لأنها عبقرية الأداء فحسب، بل كونها عاشقة للمسرح حتى النخاع، كما جاء على لسان رئيس الهيئة الدولية للمسرح المهندس محمد سيف الأفخم
تمتلك سميحة أيوب رصيداً فنياً زاخراً من الأعمال فهي صاحبة أطول مسيرة فنية في تاريخ السينما العربية بعد الراحلة أمينة رزق، حيث كانت بدايتها الاحترافية بالعام 1947، وسنوات عملها السينمائي والتلفزيوني تجاوزت 75 عاماً. وبلغ رصيدها المسرحي على مدار مشوارها الطويل ما يقرب من 170 مسرحية أخرجت منها خمس مسرحيات، وما بين عشرات المسلسلات والأفلام والمسلسلات الإذاعية حازت على العديد من التكريمات من عدة رؤساء منهم جمال عبد الناصر وأنور السادات، وأيضاً الرئيس السوري حافظ الأسد والفرنسي جيسكار ديستان.
وفي كلمتها التي نُشرت بموقع اليوم العالمي للمسرح التابع لمنظمة اليونسكو world-theatre-day.org، والتي تم ترجمتها لأكثر من ثلاثين لغة وتناقلتها كل المحافل المسرحية الدولية بالعالم تحدثت سميحة أيوب عن شعورها بأن العالم بأسره بات كالجزر المنعزلة. وعلى الرغم من أن العالم لم يكن أكثر التصاقاً ببعضه البعض منه اليوم، إلا أنه لم يكن أكثر تنافراً وابتعاداً عن بعضه اليوم، والذي يُعد مفارقة دراماتيكية فُرضت من خلال عالمنا المعاصر. وأوضحت أنه رغم التقارب الناتج عن تداول الأخبار والاتصالات الحديثة التي كسرت كل حواجز الحدود الجغرافية، إلا أن ما يشهده العالم من صراعات وتوترات فاقت حد التصور المنطقي وخلقت وسط هذا التقارب الظاهري تباعداً جوهرياً ابتعد عن الجوهر الحقيقي للإنسانية في أبسط صورها.
المسرحيون من يمنحون الحياة رونقها
وأكدت أيوب أن المسرح في جوهره الأصلي هو فعل إنساني محض قائم على جوهر الإنسانية الحقيقي لافتة لأهمية ما يقوم به المسرحيون من مؤلفين ومخرجين وممثلين وسينوغرافيين وشعراء وموسيقيين ومصممي كوريغرافيا وحتى التقنيين والفنيين، فالكل يشارك في فعل لخلق حياة لم تكن موجودة من قبل أن تعتلي خشبة المسرح. ومن ثمّ فهذه الحياة تستحق يداً حانية تتعهدها وصدراً حنوناً يحتضنها وقلباً حانياً يأتلف معها وعقلاً رزيناً يوفر لها ما تحتاجه من أسباب الاستمرار والبقاء. وأشادت سيدة المسرح العربي بالمسرحيين فهم من يمنحون الحياة رونقها ومن يوفرون الأسباب لفهمها، ويستخدمون نور الفن لمواجهة ظلمة الجهل والتطرف ويبذلون من جهدهم ووقتهم ودموعهم ودمائهم وأعصابهم كل ما يتوجب بذله من أجل تحقيق رسالة المسرح السامية، والمدافعين بها عن قيم الحق والخير والجمال فالحياة تستحق أن تعاش.
دعوة لإيقاظ ضمير العالم
ودعت أيوب مسرحيو العالم للوقوف صفاً واحداً، يداً بيد وكتفاً بكتف لينادي الجميع بأعلى صوت لتخرج كلماتهم التي توقظ ضمير العالم بأسره لكي يبحث في داخله عن الجوهر المفقود للإنسان. الإنسان الحر السمح المحب المتعاطف الرقيق المتقبل للآخر، الذي ينبذ الصورة القميئة للوحشية والعنصرية والصراعات الدموية والأحادية في التفكير والتطرف والغلو.
وبالنهاية أكدت أيوب أن رسالة المسرحيين حمل مشعل التنوير، منذ أول ظهور لأول ممثل على أول خشبة مسرح أن يكونوا في طليعة المواجهة لكل ما هو قبيح ودميم ولا إنساني، فيواجهونه بكل ما هو جميل ونقي وإنساني. فالمسرحيون ولا أحد غيرهم هم فقط يمتلكون القدرة على بث الحياة من أجل عالم واحد وإنسانية واحدة.
يُذكر أن سميحة أيوب ليست العربية الوحيدة ولا المصرية الوحيدة التي وقع اختيار الهيئة الدولية للمسرح عليها لكتابة رسالة اليوم العالمي للمسرح، فهي المصرية الثانية بعد الكاتبة الراحلة فتحية العسّال والتي وقع الاحتيار عليها بالعام 2004. ومن الناحية العربية فأيوب هي الثالثة بعد ان تم اختيار الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم إمارة الشارقة ليكتب رسالة اليوم العالمي للمسرح بالعام 2007..
التعليقات مغلقة.