الجذب السياحي …..استراتيجية تكاملية لسياحة مستدامة
فائزة حداد خبير ادارة وتطوير المشاريع مديرمركز سلام الارض للدراسات الاستراتيجية والبحوث البيئية
كثيرا ما نسمع على الجذب السياحي وعلى الدول التي وصلت لمستويات عالية من استقطاب السياح اليها، لكن دعونا نتوقف قليلا عند مثل هذه المصطلحات وماعلاقتها بزيادة الدخل القومي.
يقول ” ميدلتون ” في الجذب السياحي انه “مواقع سياحية معروفة اشتهرت بتصميمها الفريد يديرها جهاز اداري متخصص وان الهدف من وجودها زيادة المتعة وثقافة الفرد ” وعليه فان الجذب السياحي لدولة ما ليس بمحل الصدفة بل هو آلية مدروسة وتشمل العديد من الجوانب التراثية، الثقافية، الطبيعية وحتى الدينية لما لها ارتباط وثيق بالاقتصاد وزيادة الدخل، ورفع مستوى المعيشة وتوفير فرص العمل وتحقيق التنمية السياحية المستدامة.
لكن هذا لن يتحقق الا بتكاتف جهود الكل ، ومعنى الكل افراد جماعات، حكومة وشعبا، قطاع عمومي وآخر خاص على حد سواء، ومن أجل انجاح هذا التكاتف على كل من الأفراد والجماعات ب :
– المحافظة على جمال البيئة، الشوارع، الحدائق والأماكن العامة.
– الابتعاد غلى محاولة استغلال السياح والتعامل معاهم بالحسنى،
– تربية الاولاد والأجيال على حسن التعامل واحترام السياح،
– المشاركة في الفعاليات والاعمال التطوعية التي تعكس الصورة الحسنة لاخلاقيات المجتمع.
ولا يمكن اهمال الدور المحوري الذي تلعبه الحكومة في تشجيع الجذب السياحي واعطاء الفرصة للمستثمرين ورواد الاعمال وذلك من خلال:
– وضع قوانين صارمة تحول دون تعرض السياح الى الاستغلال ،
– تسهيل اجراءات الدخول الى المواقع السياحية و خاصة الأثرية منها،
– توفير المرشدين السياحيين المعتمدين والمؤتمنين على السياح،
– توفير البنية التحتية الملائمة للنشاط السياحي (طرقات، شوارع، وسائل النقل المتطورة …..)
– توفير حملات توعية وترشيدية على اهمية السياحة والجذب السياحي بصفة دورية.
وبفضل تظافر كل هذه الجهود سيتم تحسين مستوى السياحة الداخلية لانها تعتبر المعبر الوحيد للارتقاء بالسياحة الدولية وهي كذلك فرصة لتخفيض مستوى البطالة ورفع فرص ومعدلات العمل من خلال انشاء وتحسين المرافق التارخية، الترفيهية …..والتي تخدم كل انواع السياحة التي تم تقسيمها وتصنيفها حسب منظمة السياحة العالمية UNWTO
لكن مع التحولات التي فرضتها الاتجاهات الرقمية الجديدة مثل التسويق الالكتروني والشبكات الذكية والتي ساهمت في إحداث تغيير لإدارة وتطوير المشاريع السياحية وأعادت تشكيل خطط عمل تتجاوز الابتكار التكنولوجي وزادت من فرص الاستفادة الكاملة من التقنيات الرقمية كفرصة للتوسع والترويج للسياحة الداخلية والخارجية وخلق فرص ربح جديدة من خلال العروض الاستثنائية والمبادرات السياحية التي تتم بالتعاون بين القطاع العام والخاص، و صار التركيز على تنويع التسهيلات الحكومية استنادا على آليات واستراتيجيات التكامل بين التوجه التقني من جهة عن طريق ابتكار تطبيقات تسهل وصول المستثمرين والسياح لمختلف المناطق والفعاليات التي تتم في القطاع السياحي والموارد السياحية من جهة أخرى، شريطة اتباع خطوات مدروسة لاستغلال الفرص وتشجيع جذب المستثمرين ورواد الاعمال للاستثمار في مناطق مميزة ذات مؤهلات سياحية واعدة.
التعليقات مغلقة.