دولة الإمارات تؤكد أهمية التنفيذ الكامل لـ«مبادرة الحبوب»
أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة تأييدها للتجديد الكامل لمبادرة حبوب البحر الأسود ومعالجة أي قضايا تعوق تنفيذها، والتنفيذ الكامل لمذكرة التفاهم بشأن الأسمدة والمنتجات الغذائية الروسية، مرحبة بالجهود التي تبذلها الصين لمحاولة التقريب بين الجانبين الروسي والأوكراني لإجراء محادثات. وجرى أمس الإعلان عن تمديد الاتفاقية التي سمحت باستئناف تصدير الحبوب الأوكرانية من موانئ البحر الأسود، وذلك حسبما أعلنت تركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة. وذكر نائب رئيس الوزراء الأوكراني أولكسندر كوبراكوف، أن «تمديد اتفاق تصدير الحبوب عبر موانئ البحر الأسود 120 يوماً، فيما أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن موسكو وافقت على تمديد الاتفاقية لمدة 60 يوماً فقط.
وقالت الإمارات، أمس، في بيان ألقته معالي السفيرة لانا نسيبة المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة في اجتماع مجلس الأمن الدولي بشأن أوكرانيا: «نجتمع في هذه القاعة قبل يوم من انتهاء مبادرة حبوب البحر الأسود، وهي أحد النجاحات القليلة في خضم مأساة هذه الحرب، إن انعدام الأمن الغذائي هو مجرد طريقة واحدة يتجلى بها الصراع على المسرح العالمي، ويصبح تهديداً أكبر مع كل لحظة تمر». وأضافت معالي السفيرة لانا نسيبة: سأركز خلال مناقشة اليوم على الاحتياجات الإنسانية العاجلة في جميع أنحاء العالم، وأهمية المبادرة، والخير الذي فعلته، مطالبة بدعم تجديدها بالكامل.
وقالت: «إذا نظرنا إلى الوراء في بداية الصراع العام الماضي، فإن الارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية هدد بإرسال عشرات الملايين إلى الفقر المدقع في جميع أنحاء العالم»، مؤكدة أنه في غضون أسبوع واحد، قفزت أسعار العقود الآجلة للقمح بنسبة 60% تقريباً.
وأشارت معالي لانا نسيبة إلى أنه بينما يكافح النظام الإنساني العالمي للاستجابة للحاجة الملحة في جميع أنحاء العالم، فإنه مجبر على مواجهة الضغط الإضافي الناتج عن ارتفاع الأسعار، لافتة إلى أن الاقتصاد العالمي مرهق بالفعل في مرحلة ما بعد «الوباء».
وأضافت أن مبادرة حبوب البحر الأسود خففت من التأثير على الأسواق العالمية، ما يدعو إلى الأمل، حيث تقدر الأمم المتحدة أن تخفيض أسعار المواد الغذائية الأساسية، كنتيجة لمعيار BSGI، منع بشكل غير مباشر حوالي 100 مليون شخص من الوقوع في براثن الفقر المدقع.
وأكدت معالي لانا نسيبة أن الاتفاقية ساعدت في تصدير 24 مليون طن من الحبوب، عبر أكثر من 1600 رحلة بحرية آمنة عبر البحر الأسود، مؤكدة أن 55% من هذه الصادرات الغذائية تذهب إلى البلدان النامية.
وشددت معالي السفيرة، خلال البيان، على التنفيذ الكامل لمذكرة التفاهم بشأن الأسمدة والمنتجات الغذائية الروسية، مؤكدة أهمية معالجة أي مشاكل مستمرة تتعلق بالتأمين والبنية التحتية المالية واللوجستية. وقالت: «إن انقطاع التيار الكهربائي في أنحاء أوكرانيا، والقيود المالية على المزارعين الأوكرانيين، كلها عوامل تساهم في واقع جديد أكثر صعوبة لإنتاج الغذاء»، لافتة إلى أنه في عام 2021، شهدت أوكرانيا مستويات قياسية من حصاد الحبوب، وفي غضون عام واحد فقط، كان من المقدر أن ينخفض بأكثر من 40%، وتراجعت المساحات المتاحة لزراعة الذرة بنسبة 30% منذ بداية الحرب.
وأضافت، على الرغم من أن الآثار السلبية للحرب تمتد إلى ما هو أبعد من هذا الصراع، إلا أنها لا يمكن مقارنتها بالوضع الإنساني الكئيب على الأرض، مشيرة إلى أن التأثير على الأطفال في أوكرانيا وحدها مرعب، مؤكدة التزام الإمارات بالعمل مع المجتمع الدولي في هذا الصدد وأن تكون شريكاً مسؤولاً.
وقالت معالي لانا نسيبة: «كل يوم يستمر هذا الصراع، يتعرض المزيد من الأطفال لخطر الإصابة والموت»، مؤكدة الأهمية المطلقة لحماية الأطفال في الصراع المسلح كالتزام لا يقبل الجدل.
وأكدت أن الإمارات تعمل الآن على تسليم حزمة مساعدات بقيمة 100 مليون دولار لتخفيف المعاناة على أرض الواقع، مشيرة إلى أن عاماً آخر من هذا الصراع يعني عاماً آخر من الأرواح التي ستفقد، ومجتمعات ستدمر، والمزيد من الانقسام العالمي.
ورحبت معالي السفيرة بالجهود التي تبذلها الصين وغيرها لمحاولة التقريب بين الجانبين لإجراء محادثات بوساطة، مؤكدة أن السعي المستمر لتحقيق نصر عسكري كامل يشكل عائقاً أمام تحقيق سلام عادل ودائم».
وفي ختام البيان، أكدت معالي لانا نسيبة أن ويلات الحرب تؤدي إلى أزمة إنسانية داخل حدود أوكرانيا وخارجها، مطالبة بالوصول بهذه الحرب إلى نهاية سلمية وعادلة ودائمة.
التعليقات مغلقة.