بوتين يعلق «خفض النووي».. وبايدن يؤكد قوة حلف «الناتو»

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، تعليق مشاركة روسيا في معاهدة خفض الأسلحة النووية الاستراتيجية «نيو ستارت»، مشدداً على أنه في حال إجراء الولايات المتحدة اختباراً للأسلحة النووية، فإن موسكو ستفعل المثل، فيما أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن من وارسو أن المعارك التي بدأت في أوكرانيا، قبل عام من الآن، كانت اختباراً للعالم برمته، مشدداً على أن نظيره الروسي، فشل في إحراز نصر سهل، كما أخفق في رهانه على انقسام حلف «الناتو».
وقال بوتين في كلمته السنوية أمام الجمعية الفيدرالية التي تضم غرفتي البرلمان الروسي إن: «الولايات المتحدة خلال حلف الناتو، تقدم إنذاراً لموسكو بشأن معاهدة نيو ستارت، إذ تطالب بتنفيذ كل النقاط، بينما تخطط للتصرف كما تشاء»، مؤكداً تعليق مشاركة روسيا في «نيو ستارت»، وليس الانسحاب الكامل.
وأضاف أن «الناتو» طالب روسيا مطلع الشهر الجاري بـ«العودة إلى تنفيذ معاهدة ستارت، بما في ذلك الوصول إلى منشآت الدفاع النووي»، واصفاً الأمر بـ«العبثي».
ودخلت المعاهدة حيز التنفيذ في عام 2011 وتم تمديدها في عام 2021 لمدة 5 سنوات بعد أن تولى الرئيس الأميركي جو بايدن منصبه. وتسمح لمفتشين أميركيين وروس على حد سواء بالتأكد من امتثال الجانبين للمعاهدة.
وبموجب الاتفاق، تلتزم موسكو وواشنطن بنشر ما لا يزيد على 1550 رأساً نووياً استراتيجياً و700 من الصواريخ بعيدة المدى وقاذفات القنابل بحد أقصى.
ويمكن لكل جانب إجراء ما يصل إلى 18 عملية تفتيش لمواقع الأسلحة النووية الاستراتيجية كل عام للتأكد من أن الطرف الآخر لم ينتهك حدود المعاهدة.
في هذا الصدد، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إن قرار روسيا تعليق معاهدة خفض الأسلحة النووية مع واشنطن «مؤسف للغاية وغير مسؤول»، مشدداً على أن أميركا مستعدة للحوار بشأن هذه القضية.
وأوضح بلينكن «ما زلنا مستعدين للتحدث عن وضع ضوابط للأسلحة الاستراتيجية في أي وقت مع روسيا، بغض النظر عن أي شيء آخر يحدث في العالم أو في علاقتنا».
وأشار بوتين إلى أن بلاده تمتلك معلومات تفيد بأن شخصيات معينة في واشنطن تفكر في إجراء اختبار للأسلحة النووية، مؤكداً أنه في حال أجرت الولايات المتحدة اختباراً، فسنقوم بذلك أيضاً.
إلى ذلك اتهم الرئيس الروسي، الغرب ببدء الصراع، معتبراً أن الدول الغربية تسعى إلى إلحاق الهزيمة ببلاده، مضيفاً أن «تدفقات المال الغربية لإذكاء المعارك لم تنحسر».
وقال: «هم من بدأوا الصراع، وفعلنا كل شيء لمنعه»، مشدداً أن الغرب سعى لتحويل صراع محلي إلى صراع عالمي. ورأى أن بلاده تواجه خطراً وجودياً، مؤكداً أنه «من المستحيل هزيمة روسيا في أرض المعركة».
كذلك أوضح بوتين أن بلاده مستمرة في قتالها على الأراضي الأوكرانية، قائلاً إنها ستقرر مهام العملية خطوة بخطوة.
أما على الصعيد الداخلي، فتوعّد بمحاكمة «الخونة» في روسيا. وقال إن «كل الذين اختاروا خيانة روسيا يجب أن يُحاسَبوا أمام القانون».
وفيما يخص اقتصاد بلاده، أكد أن موسكو تتحدى محاولات الغرب لتدمير الاقتصاد الروسي عن طريق حزمة غير مسبوقة من العقوبات، مضيفاً أن تريليونات الدولارات على المحك بالنسبة للغرب، لكن تدفقات الدخل الروسي لم تنضب.
بدوره، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أن المعارك التي بدأت في أوكرانيا، قبل عام من الآن، كانت اختباراً للعالم برمته، مشدداً على أن نظيره الروسي، أخفق في إحراز «نصر سهل»، كما فشل في رهانه على انقسام حلف «الناتو».
وقال أمام حشد تجمع أمام القلعة الملكية في وارسو، أمس، إن نظيره الروسي ظن أنه قوي لكنه اصطدم بـ«إرادة أميركية حديدية».
وفي الخطاب الذي ألقاه قبيل حلول الذكرى السنوية الأولى لبدء الأزمة الأوكرانية، قال الرئيس الأميركي، إن بوتين «أعتقد أن القادة الديمقراطيات ضعفاء، لكنّه اصطدم بالإرادة الحديد للولايات المتحدة ولدول رفضت القبول بعالم يحكمه الخوف».
وتابع الرئيس الأميركي الذي زار العاصمة الأوكرانية، أمس الأول، والتقى نظيره فلوديمير زيلينسكي هناك، «كييف صامدة وقوية، كما أنها حرة في حين كان الرهان على سقطوها قبل عام من الآن».
واستطرد بايدن أنه بعد عام من بدء العمليات العسكرية في أوكرانيا أضحى الجواب واضحاً، لأن «الناتو» حافظ على قوته ووحدته، كما أنه كانت هناك استجابة حيال الخطوة الروسية.
وأشار إلى أن أسئلة عدة جوهرية طرحت أيضا حول إمكانية الوقوف لأجل ضمان سيادة الدول وحق الناس في أن يتمتعوا بالحرية «نعم لقد فعلنا ذلك». وأورد بايدن أنه حينما حرك بوتين الدبابات باتجاه أوكرانيا من أجل بدء عمليات عسكرية «اعتقد أننا سنذعن له، لكنه كان مخطئاً».
وذكر أنه بعد عام من المعارك، لم تعد الشكوك تساور الرئيس الروسي بشأن قوة «الناتو» وتماسكه، لكنه ما زال يشك في عزم الحلف على مواصلة تقديم الدعم لأوكرانيا.
وقال الرئيس الأميركي، إن الولايات المتحدة ستستضيف قمة حلف شمال الأطلسي العام المقبل مع دخول التحالف الدفاعي عامه الخامس والسبعين، مؤكداً أن التزام الولايات المتحدة تجاه تحالفنا مع حلف شمال الأطلسي والمادة الخامسة التزام قوي لا لبس فيه، وأن الهجوم على أي دولة يمثل هجوما على جميع الدول.
وأكد بايدن «أن بوتين لن يتمكن أبداً من إرضاخ شعب تواق للحرية، أوكرانيا لن تكون أبداً انتصاراً لروسيا»، دعمنا لأوكرانيا لن يضعف، حلف شمال الأطلسي، لن يقسم ونحن لن نكل».
وأضاف «الغرب لا يتآمر لمهاجمة روسيا كما قال الرئيس بوتين، ملايين المواطنين الروس الذين يريدون العيش بسلام مع جيرانهم ليسوا أعداء».
وقال الرئيس الأميركي، إن الولايات المتحدة وشركاءها سيعلنون عن المزيد من العقوبات ضد روسيا هذا الأسبوع على خلفية المعارك الدائرة في أوكرانيا قبل نحو عام.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد