نوادي الكتب وأدب الطفل في ثالث أيام مهرجان «الإمارات للآداب»
فقد أدار بلال الأرفه لي جلسة نقاشية بعنوان «الإسلام بين الماضي والحاضر والمستقبل» مع ابنة رئيس وزراء ماليزيا سابقاً، مارينا مهاتير، والدبلوماسي الإماراتي عمر سيف غباش، والمعلق الديني رضا أصلان. وشاركت مهاتير رأيها حول هوية الزعيم المسلم، قائلة: «أعتقد أن المشكلة تكمن في أن الكثير من الزعماء السابقين كانوا رجالاً، وكانت مهمتهم الافتراضية هي أن يكونوا في صراع أو تعارض دائم». وأضافت: «إن هناك أشخاصاً رائعين في صناعة المنظمات غير الحكومية والكثير من الشباب الذين لم يمنحوا حقوقهم، وأن هؤلاء هم القادة الذين نحتاج إليهم لا في العالم الإسلامي؛ بل في كل مكان». وناقش رضا أوجه التشابه بين الثقافة والدين، قائلاً: «عليك أن تفكّر في الدين وكأنه الماء، والثقافة كالوعاء الذي يحمله. كما أن الإسلام هو الماء، ويمكنكم ملء أي وعاء بالماء». وحول رأيه في مسألة الإيمان قال سيف غباش إن الإيمان ليس خياراً؛ بل هو الإدراك المفاجئ أن لعقلك الإمكانية في أن يتفكر في ما وراء الأسباب، لكن محدودية الاستيعاب تؤدي إلى لا شيء. وأضاف أنه عند الوصول إلى هذه اللحظة إما تستمر في الانغماس في الحياة المادية أو تدرك الأمل أن هناك ما هو أعظم.
الميتافيرس
وتناولت جلسة د. سليمان الكعبي، السؤال الأهم في عصرنا الحالي: ما هي «الميتافيرس؟»، وأكد سليمان أنه من المهم معرفة أن مفهوم الميتافيرس مازال قيد التطوير والتعديل وهو تابع للتقنيات الجديدة، لكنه بشكل عام، عبارة عن شبكة اجتماعية ضخمة تتضمن مجموعة تقنيات تدعم الثورة الصناعية الرابعة، وهو أشبه بعالم كبير وداخله عوالم أخرى متداخلة ومتشابكة.. مزيج من تكنولوجيا الواقع الافتراضي والواقع المعزز، والبيئات ثلاثية الأبعاد التي تتفاعل مع بعضها بعضاً.
وشرح سليمان كيف أن عالم «الميتافيرس» يستمر في الوجود بعد الخروج منه بشكل يوازي العالم الحقيقي، وهو يحدث في الوقت الحقيقي وليس الافتراضي، كما أنه يمكن لعدد غير محدود من الأشخاص في العالم الدخول إليه، وقام باستعراض بعض المنصات أمام الحضور والدخول إليها لأخذ فكرة أوضح وأقرب عن هذا المفهوم.
نوادي الكتب
وافتتح الكاتب ولاء كمال جلسته بالتحدث عن نوادي الكتب بشكل عام وانتشارها، وناقش كيف أنها نوع من الفعاليات التي تحدث منذ زمن طويل، وهناك إجماع على أهميتها والفوائد التي تقدّمها لروادها، مشيراً إلى أن وظيفتها أخذت في التغير والتكيف مع متغيرات العصر ولهذا تغيرت قيمتها نوعاً ما، فبينما كانت قيمة نوادي الكتب تقاس سابقاً بتعريف الكاتب بعدد مبيعات الكتب ومتابعة انتشار مؤلفاته، أصبح هذا الأمر الآن يحصل بشكل مباشر وأكثر سرعة، ويستطيع الكاتب أن يصل بسهولة إلى طريقة تلقي القارئ للكتب، وأيضاً أن يشرح نفسه أحياناً أو يوضح بعض النقاط أو خلفية القصص.
وفي الختام قدّم الكاتب توصيات لاستعراض جوانب إعادة النظر في ديناميكيات العلاقة بين الكاتب والقارئ، منها الحرص على أن يكون ولاء الكاتب للقراءة، وازدياد عدد القراء، أكثر من تركيزه على الشهرة، ويمكن العمل على تقليل تمركز الكاتب حول نفسه التي تعزّزها بعض التجارب غير الناضجة في نوادي الكتب.
أدب الطفل
وجمعت جلسة «قضايا كبيرة لجماهير صغيرة» كُتّاباً مختصين في مجال أدب الأطفال واليافعين: جيكر خورشيد، وماريا دعدوش، وفاطمة شرف الدين.
وشارك الكتاب تجاربهم في مناقشة المواضيع الحساسة والكتابة عنها، إضافة إلى كيفية الحديث عن هذه المواضيع مع الأطفال. وأكدت ماريا دعدوش أنه من المهم جداً التطرق إلى هذه المواضيع الجدية مع الأطفال خصوصاً في هذا العصر. وأكد جيكار أنه من المهم جداً كتابة هذه المواضيع، ولكن المجتمع أحياناً لا يقبل دائماً الكتابة حولها، ما يصعّب إنتاج الكتب للأطفال، بينما ذكرت فاطمة شرف الدين أنها تُعنى بتوصيل مفهوم القصة التي تكتبها لجمهورها من الصغار، وعليه فإنها في مرحلة الكتابة تركز على ذكر التفاصيل المهمة كالنتائج التي تترتب عن عدم التغذية السليمة.
السياسة والاشتياق
وشارك الكاتب ياسمينة خضرا، وإنعام كجه جي، في جلسة بعنوان «حكايات في السياسة والاشتياق»، تناولت واقع الرواية السياسية في الوطن العربي والسعي إلى توثيق حكايات الحروب والنزاعات والفقد. وذكر خضرا أنه يشتاق إلى أن يرجع الكتاب كأفضل صديق للفرد؛ إذ إن الكتب أو الروايات هي التي تحرّك الإنسان، والرواية بخاصة تجعل الإنسان يعود إلى نفسه، وأهمية وجود روايات وكتب سياسية تاريخية في حياتنا تجعل الإنسان يعيش حياة شخصيات الروايات، فيفهم مشاعرها ومعاناتها. أما إنعام كجه جي فأكدت أنها من خلال كتاباتها تستشعر الألم في محاولة لتخفيف وطأته، وأنها تعنى بتوصيل رسالتها للجمهور العربي.
وفي جلسة ناقشت قيم الصداقة وحضورها الدائم والقديم في التراث الأدبي، حاورت هنادا طه الضيوف الكتاب: ولاء كمال والروائي محسن الوكيلي، والشاعرة اللبنانية سارة الزين، وتحدثت الزين عن الحب وقرأت جزءاً من قصيدة لها توضّح مفهومها ورؤيتها للحب، واعتبرته منبع المشاعر جميعها وأساسها، بينما خالف الكاتب ولاء كمال الشاعرة سارة في رأيها باعتبار الصداقة أعمق وأعلى أهمية من الحب، يقاس هذا بقدرتها على الاستمرار والتجذّر في حياة الأفراد، بينما يمكن للحب الانتهاء والتلاشي. ووافقه الكاتب محسن الوكيلي في هذا؛ لأنه يرى الصداقة تحتوي الحب داخلها، ولأنها أقل ارتكازاً على الغريزة التي يتمحور حولها الحب. والصداقة مصطلح اشتق من الصدق والتصادق، فلهذا هي أثمن.
التعليقات مغلقة.