مركبة هبوط المستكشف راشد تنجح في أول مناورة للتحكم المداري
أكمل فريق عمليات مركبة هبوط المستكشف راشد بنجاح أول مناورة للتحكم المداري، حيث تم وضع مركبة الهبوط HAKUTO-R Mission 1 على مسار نحو القمر والتحقق من تشغيل نظام الدفع الرئيس، من بين أنظمة مهمة أخرى، حيث انطلقت المركبة حاملة «المستكشف راشد»، بنجاح من المجمع رقم 40 بقاعدة كيب كانافيرال الفضائية، في ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأميركية، في 11 ديسمبر الجاري، بالتعاون مع المحطة الأرضية لـ«آي سبيس» في طوكيو.
وأكدت شركة آي سبيس، أن مركبة الهبوط حاليًا على مسافة تقريبية 550.000 كيلومتر من الأرض وستصل إلى 1.4 مليون كيلومتر في 20 يناير المقبل والتي تعد أبعد نقطة عن الأرض خلال المهمة، وبدأ فريق مشروع الإمارات لاستكشاف القمر تلقي البيانات في مركز التحكم بالمهمات الفضائية بمركز محمد بن راشد للفضاء، للتحقق من عمل المستكشف قبل أيام، وتبع ذلك عملية فحص جميع الأنظمة للتأكد من صحة المستكشف راشد، التي استغرقت نحو ساعتين، حيث تم تأكيد عمل المستكشف بفعالية تامة، واستعداده لبدء المرحلة الثانية، وهي مرحلة الملاحة التي ستستمر لمدة أربعة أشهر.
وتتولى مركبة الهبوط «هاكوتو- آر»، مسؤولية تقديم خدمات توصيل المستكشف والمعدات الخاصة بالمشروع، وتوفير الاتصالات السلكية والطاقة خلال مرحلة الاقتراب من القمر، والاتصالات اللاسلكية بعد الهبوط، حيث سيتم إرسال الأوامر واستقبالها وتحليل المعلومات الواردة يومياً حتى وصول المستكشف بنجاح إلى سطح القمر.
ويتميز الصاروخ «سبيس إكس فالكون 9»، بأنه قابل لإعادة الاستخدام على مرحلتين، وتم تصميمه وتصنيعه من قبل شركة سبيس إكس، من أجل النقل الموثوق والآمن للأشخاص والحمولات إلى مدار الأرض وما وراءه، كما أنه يعتبر أول صاروخ مداري قابلاً لإعادة الاستخدام في العالم، فيما تسمح قابلية إعادة الاستخدام لشركة سبيس إكس، بإعادة تحليق الأجزاء الأكثر تكلفة من الصاروخ، مما يؤدي بدوره إلى خفض تكلفة الوصول إلى الفضاء.
ويهبط «راشد» في منطقة «ماري فريغوريس»، وتحديداً منطقة «فوهة أطلس» كموقع هبوط رئيسي، فيما يعتبر هذا الموقع آمناً ويقدم قيمة علمية مهمة، حيث يمكن لفريق المحطة الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء توجيهه بحسب سهولة التضاريس وصعوبتها وأهمية المنطقة المراد استكشافها، وسيتحرك المستكشف على سطح القمر.
ويشكل موقع هبوط المستكشف راشد أهمية كبرى ليس للإمارات فقط، بل للعالم أجمع، لكونه موقعاً لم تصله أي بعثات علمية سابقاً، ما يجعل الإمارات سبّاقة في توفير إجابات للبشرية، حيث تم اختيار فوهة أطلس، الواقعة عند 47.5 درجة شمالاً و44.4 درجة شرقاً، على الحافة الخارجية الجنوبية الشرقية لمنطقة ماري فريغوريس، أو ما يُعرف ب«بحر البرد» الواقعة أقصى شمال القمر.
التعليقات مغلقة.