«السامر» تعرض في الشارقة للمسرح الصحراوي
ضمن العروض العربيّة لمهرجان الشارقة السادس للمسرح الصحراوي، حملت المسرحيّة المصريّة «السّامر» تقاليد وعادات الجنوب المصري النوبي، من خلال قصّة عاطفيّة لإحدى بناتها في الحضر، وارتدادات ذلك على المستوى العائلي والقبلي والتقاليد السائدة، كما عاينت المسرحيّة عن كثب أساطير ومتخيّلات موجودة في هذا التراث، مثل أسطورة «الندّاهة» وارتباط الأشخاص بها إذا تمثّلت لهم في الحقول ليلاً، وقد حقق العمل غايته في إظهار الموروث وإضفاء حالة من الجوّ التراجيدي على الشخوص والحوارات ضمن توليفة فنيّة استمرت أكثر من ساعة. والمسرحيّة التي عُرضت في صحراء منطقة الكهيف بالشارقة، المكان المخصص للمهرجان، أعدّها وأخرجها ناصر عبدالمنعم، بتمثيل عدد من فناني النوبة الذين حملوا تراثهم وأبرزوا مسألة الارتباط بالجذور ما بين النوبة والمدينة والقيم الثقافية، كما في حوار الأب لابنته واحترامها أخيراً لأهميّة العائلة والنشأة الاجتماعيّة التي هي عليها.
وفي أجواء انسجمت مع طبيعة الفكرة المأخوذة عن «الندّاهة» في الأرياف والمجتمعات النوبيّة، اشتغل المخرج على الطبيعة النفسيّة والتشويق القائم على روح النداهة كامرأة جميلة تتلبّس أشخاصاً معينين تعترض طريقهم ليلاً!
واعتمد المخرج عبدالمنعم على الأزياء التي تحاكي البيئة النوبيّة في تصميمها وألوانها كمجتمعات ذات خصوصيّة، مستغلّاً المنطقة كافة المخصصة للعرض في سينوغرافيا وظّفها لحمل الحالة قيد التجسيد والأداء المسرحي، ضمن تكوينات جماليّة من الدراما والإضاءة، أمّا لهجة العمل فكانت تعبّر عن بيئة المسرحيّة في الجنوب المصري لمنطقة النوبة.
واشتمل العرض على ثماني أغانٍ متنوّعة مناسبة للعمل الذي اعتمد أيضاً على الأداء الراقص. وفي إطار العرض، قال المخرج عبدالمنعم لـ«الاتحاد» إنّ هدف العمل كان الاحتفاء بجانب من الموروث المصري الغني بتفاصيله وتقاليده وعاداته، وهو ما يُملي على المسرحي أن يُظهر ذلك ويشتغل عليه فنيّاً لإيصال فكرته، مؤكّداً غنى التراث الشعبي المصري في الأشعار والقصائد والمتخيل الشعبي.
التعليقات مغلقة.