مشروع «كلمة» يصدر «علم موسيقى الشعوب»
صدر مشروع «كلمة» للترجمة في مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي كتاب: «علم موسيقى الشعوب»، من تأليف: تيموثي رايس، وقد نقله إلى العربية محمد فتحي خضر.
ويدرس الكتاب علم موسيقى الشعوب وكيفية امتلاك البَشَر الحس الموسيقيّ، وأسباب ذلك. و«الحس الموسيقيّ» في هذا التعريف لا يُشِير إلى الموهبةِ أوِ القُدْرةِ الموسيقيّتَيْن، ولكن يُشِير إلى قُدْرة البَشَر على إبداعِ مَعاني الأصواتِ المؤَلَّفة بوساطة البَشَر وتَأْديتِها، وتَنظيمِها مَعرفيّاً، والاستجابةِ لها جَسديّاً وعاطفيّاً، بالإضافة إلى تأويلِ مَعانيها. ويُفترَض وَفْقَ هذا التعريفِ أنَّ البَشَرَ كلَّهم -وليس فقطْ أولئك الذين نَدعُوهم «موسيقيّين»- يمتلكون حِسّاً موسيقيّاً بدرجةٍ ما، وأنَّ هذا الحس الموسيقيّ (أيِ القُدْرةَ على صُنْعِ الموسيقى وفَهْمِ مَعانيها) يُعَد سمةً مميزة لنوعِنا البَشَري، ويُقدِّم أحدَ محَكَّاتِ الخبرةِ البَشَرية. وربما يكون التفكيرُ الموسيقي ومُمارَسةُ الموسيقى أمرين مُهِمَّين لكينونتنا الإنسانية في العالم بنفس أهمية قدرتنا على الكلام وفهمه.
وينتمي علم موسيقى الشعوب إلى مجموعة العلومِ الاجتماعيَّة والإنسانية والبيولوجيةِ المكرَّسةِ لفهمِ طبيعةِ النوع البَشَري بكلِّ تَنوُّعِه البيولوجي والاجتماعيّ والثقافي والفني. ويُؤمِن اختصاصيُّو موسيقى الشعوبِ بأن علينا دراسةَ الموسيقى بكل تَنوُّعِها من أجلِ فَهْمِ بَشريَّتِنا عن طريق حسِّنا الموسيقيّ.
وليس تعريفُ علمِ موسيقى الشعوبِ مسألةً بسيطةً. وتخبرنا الجوانب المتعددة لهذا العلم بشيء جديد حول الأهداف الفكرية للمجال، وموضوع دراستِه، ومناهجِه وممارساتِه الفعلية، أو اختلافاتِه عن المجالات الأخرى. فعلمُ موسيقى الشعوبِ هو دراسة كيفيةِ امتلاكِ البَشَرِ الحسَّ الموسيقيّ، وأسبابِ ذلك. وهو أيضاً دراسة الموسيقى العالميةِ كلِّها، ودراسة مجموعاتِ البَشَر الذين يصنعون الموسيقى، ودراسة كل من التنوع الموسيقيّ البَشَريِّ بناءً على الإثنوغرافيا الموسيقيَّةِ والميدانية، والموسيقى العالميةِ، أوِ التقليدية، أو غيرِ الغربية، ودراسة الموسيقى داخلَ الثقافةِ (أو بوصْفِها ثقافة)، والأصواتِ المُنَظَّمَةِ بشريّاً، وكذلك الموسيقى والبيئاتِ الصوتيةِ التي تُصنَع فيها، ودراسة الشعوبِ التي تصنعُ الموسيقى، والممارسةِ الموسيقيَّةِ البَشَرية، ودراسة الموسيقى العالميةِ بأيِّ وسائلَ، لفظيةٍ وغيرِ لفظية. وفي النهاية، فإنَّ علمُ موسيقى الشعوبِ هو فرعٌ أكاديميٌّ قائمٌ على الحوارِ العقلانيِّ المكتوبِ عنِ النطاقِ الكاملِ لصُنعِ الموسيقى البَشَريةِ، في كلِّ الأماكنِ وكلِّ الحِقَبِ الزمنية.
ويتناول هذا الكتاب الموجز الكيفيةَ التي درَسَ بها اختصاصيُّو موسيقى الشعوبِ تنوُّعَ الحسِّ الموسيقيّ البَشَريِّ، علاوة على تاريخ هذا المجالِ، ومناهجه، وأفكاره الرئيسة، والسياقات التي يُمارَس فيها.
وتيموثي رايس: أستاذ علم موسيقى الشعوب بكلية هيرب ألبرت للموسيقى في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس. وله إسهامات عديدة في علم موسيقى الشعوب.
أما محمد فتحي خضر، فمترجِم مصري، ترجَمَ خلال حياته المهنية وراجَعَ عشرات الكتب والمقالات من «الإنجليزية» إلى «العربية» في مجالات متعددة أبرزها الثقافة العلمية والتاريخ والاقتصاد والسياسة، وذلك بالتعاوُن مع كُبريات المؤسسات ودور النشر العربية. وقد فاز بجائزة المركز القومي للترجمة في دورتها الرابعة لعام 2016. كما وصل كتاب «الكون الأنيق» من ترجمته إلى القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للترجمة في دورتها الحادية عشرة 2017 – 2018.
التعليقات مغلقة.