أنطونيو جوتيريش: نعيش فوضى مناخية
حذر أنطونيو جوتيريش، أمين عام الأمم المتحدة، من أن كوكب الأرض يقترب بسرعة من نقطة التحول التي ستجعل الفوضى المناخية لا رجعة فيها، داعياً إلى تبني «خريطة طريق» لإيصال مساعدات التكيف مع تغيرات المناخ التي تعهدت الدول الغنية بتقديمها للدول النامية خلال مؤتمر المناخ بالعاصمة الإسكتلندية غلاسكو «كوب 26».
جاء ذلك في كلمة لجوتيريس أثناء اجتماعات الشق الرئاسي لأعمال الدورة الـ 27 لمؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ «كوب 27» المنعقد بمدينة شرم الشيخ والذي يستمر حتى الـ 18 من نوفمبر الجاري. وأوضح جوتيريس أن هذه التعهدات تبلغ قيمتها 40 مليار دولار بحلول عام 2025، مبيناً أن احتياجات التكيف مع التغيرات المناخية سترتفع إلى أكثر من 300 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2030.
شدد على الحاجة الماسة إلى تحقيق تقدم في عمليات التكيف مع تغيرات المناخ، مضيفاً أن نصف التمويل المناخي على المستوى الدولي يجب أن يخصص لخطط التكيف مع هذه التغيرات في ضوء تعرض حوالي 3.5 مليار شخص لمخاطر هذه التغيرات.
وطالب جوتيريس مؤسسات التمويل والبنوك الدولية متعددة الأطراف بتعديل خططها للمساهمة بفعالية في تمويل خطط التكيف مع تغيرات المناخ ودعم التمويل الخاص للاستثمار بكثافة في إجراءات مواجهة التغير المناخي.
وقال إن الدول والمجتمعات يجب أن تكون قادرة على الوصول إلى هذا التمويل وتحديد الأولويات، محذراً من أن «التأثيرات المدمرة للتغير المناخي لا تزال قائمة وأن العالم سيخسر حال استمرار ارتفاع انبعاثات الغازات ودرجات الحرارة». وأضاف جوتيريس في هذا السياق: «إن كوكب الأرض سيقترب حينها من نقطة اللاعودة والفوضى المناخية»، معتبراً أن الأزمة في أوكرانيا والصراع في منطقة الساحل والصحراء وأعمال العنف وعدم الاستقرار السائدة في عدد كبير من مناطق العالم تشكل «كوارث رهيبة تؤثر على العالم».
بيد أنه أكد أن التغير المناخي يعد «التحدي الأكبر لكوكب الأرض في القرن الحالي، وأن تجاهل ذلك بات أمراً غير مقبول»، مشدداً على أن العديد من الصراعات الحالية يرتبط بفوضى المناخ المتنامية.
وأضاف جوتيريس أن «العلم أوضح بجلاء أن أي أمل لتخفيض ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض بمعدل درجة ونصف درجة يعني الوصول إلى صفر انبعاثات للغازات بحلول عام 2050»، معتبراً أن الوصول إلى هذا الهدف يزداد صعوبة. وشدد على وجوب قيام دول مجموعة الـ 20 بتسريع عمليات تقليص انبعاثات الغازات بشكل جذري خلال العقد الحالي، وأن تتولى هذه الدول زمام المبادرة لتفادي هذا «المصير المشؤوم». وقال إن أكبر اقتصادين في العالم وهما الولايات المتحدة والصين تقع عليهما مسؤولية خاصة إزاء الانضمام إلى الأهداف المتعلقة بالمناخ، محذراً من أن «البشرية أمام خيار واحد إما التعاون أو الهلاك».
وأوضح أن الاقتصادات الناشئة يجب أن تقوم هي الأخرى بدور مهم بشأن الالتزام بالمعدل المستهدف من الانبعاثات، مبيناً أنه طالب باتفاق «تضامن تاريخي» بين الدول المتقدمة والاقتصاديات الناشئة لتخفيض الانبعاثات خلال العقد الحالي.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى توفير مساعدات مالية للشعوب التي تعاني تبعات ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة والخسائر الناجمة عن أزمات المناخ. وأكد في هذا السياق ضرورة إقرار «خريطة طريق محددة» لمواجهة تلك التحديات وإقرار ترتيبات مؤسسية فعالة للتمويل خلال مؤتمر شرم الشيخ.
التعليقات مغلقة.