معرض «الخراريف برؤية جديدة» يحتفي بالإرث الشعبي الإماراتي والإيطالي
ينظم بيت الحكمة في الشارقة بالتعاون مع «المجلس الإماراتي لكتب اليافعين» معرض «الخراريف برؤية جديدة»، وهو معرض ثقافي يهدف إلى الاهتمام بالتراث الشعبي بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإيطاليا، وذلك ضمن مشاركة إيطاليا كضيف شرف في الدورة الـ41 من معرض الشارقة الدولي للكتاب 2022، الذي يستضيفه مركز إكسبو الشارقة خلال الفترة من 2 إلى 13 نوفمبر الجاري.
ويقدم معرض رسوم الخراريف، الذي حظي بإشادة واسعة بعد تنظيمه للمرة الأولى في «معرض بولونيا لكتاب الطفل 2022» بإيطاليا مطلع العام الجاري، فرصة فريدة لزوّار جناح «بيت الحكمة» للاطلاع على رسوم خمسة فنانين إماراتيين ومثلهم من إيطاليا، تصوّر بأسلوب فني شخصيات ورموزاً أسطورية تنتمي لموروث القصص الشعبية في البلدين من منظور متبادل، حيث رسم الفنانون الإيطاليون الحكايات الشعبية الإماراتية، بينما أعاد الرسامون الإماراتيون صياغة الحكايات الشعبية الإيطالية ورسمها من زاوية مختلفة.
ومن خلال منصة تفاعلية تعمل باللمس، يمكن للزوّار استعراض الرسوم التصويرية التي أبدعها الفنانون الإماراتيون والإيطاليون، والاطلاع على ملخص 10 حكايات شعبية لمعرفة الحكمة والقيم الكامنة وراء كل منها، بالإضافة إلى لمحة سريعة عن الرسامين المشاركين في المشروع، وذلك من خلال ثلاث لغات هي العربية والإيطالية والإنجليزية.
وقالت مروة العقروبي، المديرة التنفيذية لبيت الحكمة: «إن الأطفال في جميع الثقافات والأجيال يدخلون إلى عالم القصص منذ نعومة أظفارهم عبر بوابة الموروث الشعبي، حتى قبل أن يتعلموا القراءة بوقت طويل، ولذا لا نبالغ عندما نعطي الحكايات الشعبية هذه الأهمية في تشكيل حياتنا وأحاسيسنا، ويعد معرض الخراريف برؤية جديدة نتاجاً لمشروع فني مشترك بين عشرة فنانين إماراتيين وإيطاليين، أبدعوا في إنتاج الرسوم بناء على ما يختزنه التراث الشعبي، في تجسيد للتعاون المشترك بين فناني البلدين».
وأضافت: «نسعى من خلال المشاركة في معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي يستقبل ملايين الزوّار كل عام، إلى المساهمة في إثراء فعالياته وتقديم إضافة نعرّف زوّار المعرض من خلالها على جانب أصيل من التراث الشعبي عبر لوحات ورسوم الفنانين الذين شاركوا في معرض الخراريف برؤية جديدة».
الفلكلور الإيطالي بعيون إماراتية
يشهد معرض «الخراريف برؤية جديدة» رسوماً تصويرية للفنانة الإماراتية عائشة جاسم البادي التي حازت عدة جوائز وشاركت في ورشة للكتب الصامتة نظمها المجلس الإماراتي لكتب اليافعين عام 2017، وكذلك الفنانة سلامة النعيمي التي تستخدم مجموعة متنوعة من الوسائط الرقمية، حيث أبدعت رسوماً من وحي قصة «بليندا والوحش».
وتشارك الفنانة شيخة الشامسي برسوم مستلهمة من عالم الخيال لإعادة تصور حكاية «كولابيس» الأسطورية المنتشرة في جنوب إيطاليا وصقلية، عبر خطوطها الدقيقة ومشاهدها الأقرب إلى أحلام اليقظة.
ورسمت الفنانة خديجة الملا، التي صقلت مهاراتها عبر ورش عمل نظمها «المجلس الإماراتي لكتب اليافعين» و«مهرجان الشارقة القرائي للطفل»، مشاهد مستوحاة من قصة «أمير السلطعون»، في حين أبدعت الفنانة مريم البنعلي، صاحبة الأعمال المميزة بخطوط وألوان فريدة، قصة الفتاة الجشعة في حكاية «العم وولف».
حكايات إماراتية برؤية إيطالية
ومن الجانب الإيطالي، أحيت الرسامة فرانسيسكا ديلورتو في مشاركتها بالمعرض حكاية «أم الصبيان» الشعبية، التي تروي قصة كائن ليلي خرافي يطوف على المنازل ليلاً فيخطف الأطفال الذين يتجولون خارجها بمفردهم.
وأعاد نونزيو مونتوري، المولود في نابولي، تصور خروفة «أم الدويس»، فيما عملت أليساندرا سانتيلي على خروفة «بابا درياه»، وهي شخصية ارتبط اسمها بإثارة الرعب في نفوس البحّارة، واختارت أنيتا بارغيجياني من مدينة بيزا الإيطالية حكاية «حمارة القايلة» التي تجسد مخلوقاً وحشياً نصفه العلوي شبيه بالإنسان والنصف السفلي شبيه بالحيوان، وأضفت الرسامة البارعة مارتينا جيانلورنزي لمستها الفنية على «بعير بو خريطة»، وهي حكاية رمزية تجسد الحياة الصحراوية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ويأتي مشروع «الخراريف برؤية جديدة» كثمرة لشراكة بدأت في عام 2019 الذي اختيرت فيه الشارقة «عاصمة عالمية للكتاب»، بمساهمة وتعاون بين «بيت الحكمة» و«المجلس الإماراتي لكتب اليافعين»، وذلك ضمن رؤية مشتركة للاهتمام بالتراث وتعزيز الحوار وتبادل الأفكار بين الثقافات، وكشف الجوانب المشتركة فيما بين الحكايات الشعبية وما تحمله من قيم ورسائل وأفكار إنسانية.
التعليقات مغلقة.