مكتبة محمد بن راشد تستضيف ملتقى «دور المكتبات العامة»
شكلت المنهجية المعرفية لدراسة التجربة الشعورية لدى المستفيد، وآلية بناء الهوية الشخصية للمكتبات، وأبعاد انفتاحها على التنوع والتعددية في المجتمعات، أبرز المحاور في ملتقى «نحو دور فعال للمكتبات العامة في خدمة المجتمع» الذي استضافته مكتبة محمد بن راشد، بالتعاون مع «الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات»، و«أكاديمية نسيج». واعتبر د. حسن عواد السريحي، رئيس الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات، أن من المهام الجوهرية للمكتبات ومرافق المعلومات أن تدرك التنوع والشمولية في هوية الجمهور، باعتبار أن الوصول للمعلومة أو ما يعرف بالبيانات المفتوحة، يمثل جزءاً أصيلاً من حقوق القراء، إلى جانب كون الدراسات الحالية تشير إلى أن تصميم المكتبات بأنظمتها الخارجية والداخلية، يقوم على أساس رئيسي وهو «المستخدم» كمركز لبناء الأنشطة والأماكن، تبعاً لثقافته وسلوكياته، واحتياجاته من المعلومات.
وبالرجوع إلى مكتبة محمد بن راشد، فإننا نقرأ اليوم بعداً استثنائياً للمكتبات العامة الذي يمكن أن نطلق عليه وصف الهوية البصرية، سواء على مستوى العمارة أو التفاصيل الداخلية، وصولاً إلى علب المناديل الصغيرة التي نشهد عليها علامة لهوية المكتبة، والتي تهيئ جميعها فضاء للجمهور يتفاعل معه وينتمي إليه، وفق تجربة حسية متكاملة. ومن جهته، أوضح د. عماد عيسى صالح نائب رئيس الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات، أن التجربة الشعورية، هي بمثابة نقطة تحولية في مفهومنا تجاه المنتج الثقافي وكيفية التعامل معه كخدمة نقدمها للمستخدمين، وعليه فإن دراسة ثقافة وسلوك المستخدم للمكتبة، تهدي دارسي وأمناء المكتبة رؤية واضحة لكيفية بناء أنظمة تفاعلية، قائمة على الملاحظة وفق مرجعيات ذات ارتباط بعلوم الاجتماع، وعلم النفس.
واستمر حديث أيوب خان رئيس الخدمات الثقافية والمكتبات بمجلس مقاطعة ووريكشاير في المملكة المتحدة، ضمن مشاركته في ملتقى «نحو دور فعال للمكتبات العامة في خدمة المجتمع»، ببيان أثر تصميم وعمارة المكتبات، على التفاعل الاجتماعي والثقافي للجمهور المستفيد من خدمات المكتبة، وكيف أن المكتبات بأنماطها الاجتماعية تُسهم في تعزيز الفعل الاجتماعي بين المستفيدين، وجميعها رؤى اتسقت مع أهداف الملتقى من خلال دراسة عامل البيئة ومساحات الأثاث، واستخدام التقنيات والعوامل التي تدعم رواد الأعمال، وتجربة المستخدم وارتباطها بخدمات المكتبة، وتأثير تجربة المستخدم على المكتبات والجمهور.
وانطلاقاً من إيمان مكتبة محمد بن راشد بدورها في دعم المبادرات المعرفية، في التخصصات والمجالات كافة، للاستفادة من الممارسات المحلية والإقليمية والعالمية، قال إبراهيم الهاشمي، عضو مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد، إن المكتبات العامة تمثل اليوم ملتقى شاملاً وفاعلاً لمفاهيم اقتصاد المعرفة التي تعتمد على نشر وإنتاج وتوظيف المعرفة بكفاءة، بوصفها محركاً رئيساً لعملية التنمية الاقتصادية في مختلف القطاعات التنموية، ومن هنا فإن ملتقى «نحو دور فعال للمكتبات العامة في خدمة المجتمع»، فرصة لتطوير مفاهيم اجتماعية وثقافية بمجتمع المكتبات، حول فضاء المعلومات ومتغيراته في الوقت الراهن.
التعليقات مغلقة.