دولة الإمارات تدعو مجلس الأمن إلى حل الصراعات وليس إدارتها

دعت دولة الإمارات العربية المتحدة مجلس الأمن الدولي إلى التركيز على حل الصراعات وليس إدارتها، مؤكدةً الالتزام بدعم عمليات السلام، بما في ذلك دعم جهود إصلاحها وتعزيز فعاليتها، ومشيرةً إلى أهمية تعزيز الثقة بين المجتمعات المضيفة وقوات حفظ السلام.
وأشارت أميرة الحفيتي، نائبة المندوبة الدائمة لبعثة الدولة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، أمام مجلس الأمن الدولي في جلسته التي عقدها بشأن تعزيز عمليات حفظ السلام، إلى المساهمات المهمة والاستثنائية للمرأة في مجال حفظ السلام، وتمكُنِها من تجاوز العديد من العقبات الصعبة لتتمكن من أداء مهامها على أكمل وجه. وقالت: «ينتشر اليوم حوالي 78 ألف فرد من قوات حفظ السلام من أكثر من 125 دولة حول العالم سعياً لتنفيذ أول التزام يرِد في ميثاق الأمم المتحدة بشأن إنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب، الأمر الذي يتطلب أن تكون عمليات السلام مرنة وفعّالة ومُزودة بالموارد التي تُمكنُها من تنفيذ ولاياتها بالكامل».
وأضافت: «جميعنا يعلم أن البيئات التي تتواجد فيها عمليات حفظ السلام قد تزايد تعقيدها وخطورتها على مر السنوات الماضية، بسبب غياب الحلول السياسية وتدهور الأوضاع الأمنية وتطور التهديدات التي تشكلها مختلف الجماعات الفاعلة في الصراعات، لاسيما مع تمكن العديد منها من حيازة أسلحة متطورة، وقد أقرت مبادرة العمل من أجل حفظ السلام، بأن فعالية حفظ السلام تكمُن في تصميم عمليات سلام تُفضي إلى حلول مستدامة».
وقالت أميرة الحفيتي «يتعين على مجلس الأمن الدولي التركيز على عمليات السلام والتوقف عن القبول ضِمنياً بإدارة الصراعات بَدلاً من حلها، مما يعني عدم الاكتفاء بإسناد مهام دعم العمليات السياسية وتيسيرها لعمليات السلام، حيث يجب أن تظل هذه المسألة السياسية ضمن أولويات المجلس، وإلا كانت النتيجة خلق فجوة بين الواقع والمتطلبات التي ينبغي على عمليات السلام الاضطلاع بتنفيذها».
وأشارت إلى أن التأخُر في التوصل إلى حلول، يَخلُقُ حالةً من الإحباط والاستياء وانعدام الثقة، تستغلها بعض الجهات التي لها مآرب خبيثة تضر بالأمم المتحدة ومن تخدِمُهم المنظمة.
وأكدت أهمية تعزيز الثقة بين المجتمعات المُضيفة وقوات حفظ السلام ومواجهة المعلومات المضللة والمغلوطة عبر تسليط الضوء على الأهداف النبيلة التي تسعى عمليات السلام لتحقيقها.
وأردفت أميرة الحفيتي في كلمتها أمام مجلس الأمن الدولي: «رغم من أن إعادة التأكيد على الالتزام بحل الصراعات سيساعد بلا شك في معالجة هذه التحديات، إلا أنه ليس الإجراء الوحيد، حيث إن اتباع نهجٍ مُخصص وديناميكي في تصميم الولايات وتوفير موارد للبعثات سيساعد على بناء وتعزيز الثقة في هذه البعثات بشكلٍ مستدام».
وأضافت: «طرح الفريق المستقل رفيع المستوى المعني بعمليات السلام، ومن قبله تقرير الإبراهيمي، فكرة تحديد أولويات الولايات من قبل المجلس وترتيبها بتسلسل، كإجراء لإنقاذ عمليات السلام المُثقلة بالمهام، ورغم الجهود المبذولة حالياً في هذا الاتجاه، إلا أن التوصيات السابقة ما زالت سارية، وعلينا كأعضاء في المجلس أن نبدأ في دعم تنفيذها».
واعتبرت أن التصميم الأفضل لولايات عمليات حفظ السلام يتطلب تعزيز التعاون الثلاثي بين مجلس الأمن والبلدان المساهمة بقوات والأمانة العامة من جهة، وبين البعثات والمجتمعات المضيفة لها من جهةٍ أخرى، إلى جانب تعزيز تعاون هذه الجهات مع المنظمات الإقليمية، خاصة في أفريقيا.
وأشارت إلى أهمية التركيز على التواصل المباشر والمنتظم مع المجتمعات المضيفة، إذ سيساعد ذلك البعثات على اتخاذ قراراتٍ أكثر استجابةً للواقع وتخصيص أمثل للموارد، مع ضرورة ضمان شمولية هذا النهج، لاسيما من حيث إشراك النساء والشباب.
وفي ختام كلمتها، أكدت الحفيتي أن الوقت حان للنظر إلى حفظ السلام باعتباره شراكة بين كافة الجهات الداعمة لعمليات السلام، وأنه مثالٍ واقعي على العمل متعدد الأطراف، داعيةً إلى الاهتمام بتصميم الولايات بشكل مُبسّط وقابل للتكيف مع المتغيرات، باعتباره عنصراً أساسياً في الحفاظ على مستقبل حفظ السلام في ظل الاستقطاب العالمي الحالي.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد