سيرة سلاطين كلوة.. رواية تاريخية جديدة للشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي
صدر عن «منشورات القاسمي»، رواية «سيرة سلاطين كلوة»، لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تدور أحداث الرواية حول سيرة سلاطين شيراز وهجرتهم إلى جزيرة كلوة الواقعة في شرق إفريقيا، وهي القصة التي بدأت تفاصيلها في عام 663ه، الموافق 1265م، وتتحدث الرواية عن حكم سلاطين شيراز في كلوة ونسبهم وسيرتهم.
وتعتمد الرواية على مخطوط «كتاب السلوة في تاريخ كلوة»، الذي يحكي عن سيرة سلاطين شيراز الذين وصلوا إلى جزيرة كلوة، غير أن صاحب السمو حاكم الشارقة يمارس في هذا العمل المهم منهجيته في تنقيب وتقصي الوقائع التاريخية الحقيقية وتثبيتها، واستبعاد الوقائع الزائفة، وما ساعد في ذلك الأمر امتلاك سموه للكثير من المخطوطات والوثائق البريطانية والبرتغالية الخاصة بمنطقة شرق إفريقيا، وهي المنطقة المعروفة حالياً بدولة كينيا، ودولة تنزانيا وهذا ما ساعد في استجلاء الكثير من الحقائق التي لم ترد في كتاب «السلوة في تاريخ كلوة»، الذي لا يعرف له مؤلفاً.
تقع الرواية في 114 صفحة من القطع المتوسط، وفي الغلاف تظهر صورة مراكب على البحر، وهي تشير إلى قصة هؤلاء القوم الذين خرجوا من مدينة شيراز وتعرضت مراكبهم السبعة لعاصفة كبيرة فكان أن تفرقت بهم السبل وفيهم من وصل إلى كلوة، بينما ذهب آخرون إلى اتجاهات أخرى، إذ إن الغلاف هو بمثابة عتبة نصية مهمة تشرح موضوع الرواية، والرواية تحتوي على مقدمة تحتشد بالمعلومات التاريخية، وتنقسم الرواية إلى عدد من العناوين التي تساعد في تتبع الحكاية التاريخية وهي: «ليالي شيراز»، و«ثورة إبراهيم شرف الدين»، و«الفلك المشحون»، و«احتلال جزيرة كلوة»، و«حكم سلاطين من عائلة الواصل لكلوة»، و«حكم سلاطين من عائلة المهدي لكلوة»، و«آل الواصل وآل المهدي وتداول الحكم بينهم»، و«الملك مسعود بن الملك المؤيد الغساني»، و«فتنة ابن يارك الأولى»، و«فتنة ابن يارك الثانية»، و«فتنة البرتغاليين لسلاطين كلوة»*، فضلاً عن ملحق بنسب سلاطين كلوة، و خريطة الساحل الشرقي لإفريقيا.
ملاحظات مهمة
عمل صاحب السمو حاكم الشارقة على دراسة كتاب «السلوة في تاريخ كلوة»، بطريقة متعمقة، وقام كذلك بالاطلاع على كل ما كتب عن ذلك المخطوط من قبل المؤرخين العرب والأجانب، الذين عجزوا عن تفسير ما جاء في ذلك المخطوط، حيث التبس عليهم الأمر، وقد خرج سموه بالكثير من الملاحظات على المخطوط ومنها أن المؤلف مجهول، وأن المخطوط قديم ويتبيّن ذلك من تاريخ نسخه من قبل عبدالله بن مصبح الصوافي، بأمر من السلطان برغش بن سعيد بن سلطان، سنة 1294ه، الموافق 1877م، وبذلك يكون مر على المخطوط ثلاثمئة وخمسين سنة، كما كان الناسخ لديه صعوبة في قراءة الأسماء من أفراد أو بلدان، إما لرداءة خط المؤلف أو لتأثر المخطوط بالقدم والتلف، وكذلك فإن هناك ثلاثة أبواب مفقودة من جملة الأبواب العشرة للمخطوط، غير أن سموه استطاع تغطيتها من الوثائق البرتغالية.
قصة أسطورية
ولعل أهم الملاحظات حول المخطوط أن ما كتب في المخطوط عن وصول سلاطين شيراز إلى الساحل الإفريقي، هو خرافة، إذ إن صاحب كتاب «السلوة في تاريخ كلوة»، اعتمد على قصة أسطورية تقول إن سبب خروج هؤلاء القوم من بلادهم أن سلطانهم رأي يوما من الأيام فأرة خرطومها من حديد، وهي تقرض الجدران بخرطومها، فظن السلطان بذلك أن بلادهم يعمها الخراب فدعا أبناءه الستة إلى الرحيل، ويبتعد صاحب السمو حاكم الشارقة عن تلك الرواية الخرافية، ويضع بدلا عنها الأسباب الحقيقية والواقعية التي قادت إلى هجرة سلطان شيراز وما حدث له ولأبنائه في عرض البحر وكيفية الوصول إلى كلوة.
لقد استطاع صاحب السمو حاكم الشارقة بما توفر لديه من مخطوطات في الأنساب، وتاريخ فارس القديم، والوثائق البرتغالية، أن يحل ما تلبس على المؤرخين، ونجح في استجلاء الحقائق في صورة رواية تاريخية حقيقية وموثقة أجاب فيها على كثير من الأسئلة واستطاع أن يحدد من هؤلاء القوم الذين وصلوا إلى كلوة في شرق أفريقيا وما هي أنسابهم، وزيارة الرحالة ابن بطوطة لكلوة، وما فعله البرتغاليون هناك، حيث إن الكتاب يعتمد على أكثر من 27 مرجعاً عربياً وأجنبياً، وبذلك يكون العمل فريداً من حيث التحقق من الوقائع التاريخية، وهو كذلك الأول من نوعه من حيث معالجته لتلك القصة.
الرواية كتبت بأسلوب سردي شائق وممتع وبسيط، حيث إن القارئ يصنع علاقة مع الأحداث والأبطال منذ المقدمة وحتى النهاية في شغف شديد، إضافة إلى المتعة المتمثلة في الكم الكبير للمعارف والمعلومات الموثقة، فالعمل يكشف عن الإمكانيات الكبيرة لصاحب السمو حاكم الشارقة في رصد وتتبع الوقائع التاريخية والتثبت من صحتها.
ويمكن لعشاق القراءة مطالعة الرواية على موقع صاحب السمو حاكم الشارقة:
https://sheikhdrsultan.ae
مقدمة الرواية
إن هذا الكتاب، المعنون بسيرة سلاطين كلوة، هو رواية تاريخية حقيقية، كتبتها معتمداً على مخطوط «كتاب السلوة في تاريخ كلوة».
كان الأدباء والمؤرخون من بلدان السواحل، وهي المنطقة المعروفة حالياً بدولة كينيا، ودولة تنزانيا، لما يعلمونه عني، لامتلاكي لكثير من المخطوطات والوثائق البريطانية والبرتغالية، الخاصة بشرق إفريقيا، أن أكتب عن تاريخ بلدانهم.
عندما عزمت على كتابة تاريخ شرق إفريقيا، بادرت بالاتصال بالمكتبة البريطانية في لندن، واقتنيت منها نسخة مصورة عن المخطوط المعروف «بكتاب السلوة في تاريخ كلوة»، وبدأت بدراسة ذلك المخطوط، وكذلك دراسة كل ما كتب عن ذلك المخطوط من قبل المؤرخين العرب والأجانب، الذين عجزوا عن تفسير ما جاء في ذلك المخطوط، حيث التبس عليهم الأمر.
من دراسة ذلك المخطوط «كتاب السلوة في تاريخ كلوة» يتبيّن لنا الآتي:
أولاً: أن المؤلف، كان مجهولاً، ولكنه ذكر تاريخ ميلاده في المخطوط وهو: يوم الاثنين، الثاني من شهر شوال سنة أربع وتسعمائة.
ثانياً:كان المخطوط قديماً، يتبيّن ذلك من تاريخ نسخه من قبل عبدالله بن مصبح الصوافي، بأمر من السلطان برغش بن سعيد بن سلطان، سنة 1294ه، الموافق 1877م، وبذلك يكون قِدم المخطوط ثلاثمائة وخمسين سنة مضت.
ثالثاً: كان الناسخ لديه صعوبة في قراءة الأسماء من أفراد أو بلدان، إما لرداءة خط المؤلف أو لتأثر المخطوط للقدم والتلف.
رابعاً: من الأبواب العشرة للمخطوط، هناك ثلاثة أبواب مفقودة، واستطعت تغطيتها من الوثائق البرتغالية.
خامساً: أن ما كتب في المخطوط عن وصول سلاطين شيراز إلى الساحل الإفريقي، فهو خرافة، والحقيقة، في المخطوطات المعاصرة لخروج سلطان شيراز في ذلك التاريخ.
بتوفيق من الله سبحانه وتعالى، وبما لديّ من مخطوطات في الأنساب، وتاريخ فارس القديم، والوثائق البرتغالية، استطعت أن أحل الملتبس على المؤرخين، وأكتب تاريخ كلوة في صورة رواية تاريخية حقيقية وموثقة.
التعليقات مغلقة.