دولة الإمارات.. قبلة التسامح والحوار والسلام
كثفت دولة الإمارات جهودها على مرّ السنوات لمكافحة التطرف وخطاب الكراهية، إدراكاً منها لخطورته على المجتمع، والمنطقة بأسرها حتى صارت نموذجاً يُحتذى به في التسامح والحوار وقبلة للسلام وتعدد الثقافات من أنحاء العالم.
واليوم مع احتفاء الأمم المتحدة للمرة الأولى باليوم العالمي لمكافحة خطاب الكراهية، الذي يوافق الثامن عشر من يونيو، للوقوف بحزم ضد التعصب في أي مكان وفي كل مكان، يؤكد خبراء لـ«الاتحاد» أن الإمارات كانت سبّاقة في مكافحة آفة خطاب الكراهية، وقطعت شوطاً طويلاً في محاربته، فأنشأت المؤسسات والمراكز التي أسهمت في الحد من ظاهرة التطرف عالمياً.
وشملت الجهود الإماراتية في مكافحة الإرهاب إطلاق مجموعة مراكز ومعاهد لمكافحة التطرف من بينها معهد التسامح الدولي و«جائزة محمد بن راشد للتسامح»، والتي تهدف إلى بناء قيادات وكوادر عربية شابة في مجال التسامح، ودعم الإنتاجات الفكرية والثقافية والإعلامية المتعلقة بترسيخ قيم التسامح والانفتاح على الآخر في العالم العربي.
وفي يوليو 2015، أصدرت الإمارات قانوناً بشأن مكافحة التمييز والكراهية، يهدف إلى إثراء ثقافة التسامح العالمي، ومواجهة مظاهر التمييز أياً كانت طبيعتها عرقية أو دينية أو ثقافية.
ويقضي القانون بتجريم الأفعال المرتبطة بازدراء الأديان ومقدساتها، ومكافحة أشكال التمييز كافة، ونبذ خطاب الكراهية عبر مختلف وسائل وطرق التعبير.
وقال الباحث في مكافحة الإرهاب مجاهد الصميدعي، إن الإمارات أدركت مبكراً أن جميع الدول التي تمكّن التطرف من التوغل فيها كانت تعاني من وجود خطاب متشدد إلى جانب فجوة بين المجتمع والدولة وانتشار الفقر المجتمعي وإهمال احتياجاته الأساسية، لذلك كان الخطاب المعتدل هو الحل الذي اتخذته الإمارات لمنع وجود الفكر المتطرف، مشيراً إلى أن الإمارات نجحت في تسخير العلم والتكنولوجيا في مكافحة خطاب الكراهية.
وفي السياق ذاته، شدد الدكتور شوقي صلاح، الخبير في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف على أهمية المراكز الإماراتية لمكافحة التطرف، وذلك كونها تستفيد من أصحاب المعرفة والعلم في هذا المجال لتحقيق أكبر استفادة ممكنة، حتى لا تكون أعمال المراكز مجرد اجتهادات غير مدروسة.
وأوضح أن أغلب التنظيمات الإرهابية في المنطقة وقودها عناصر متطرفة دينياً، لذا فمواجهة الأفكار بالأفكار هو الطريق الصحيح، وهو ما فعلته الإمارات.
وأوضح شوقي أن الجمهور العام في الدول العربية ينتهج إسلاماً وسطياً معتدلاً، لذلك فإنهم يحتاجون إلى التعرض لأفكار معتدلة باستمرار تحول بينهم وبين التأثر بالفكر المتطرف، ومن ثم كان اهتمام الدولة بالخطاب الديني.
وأوضح أن الإمارات طبقت نموذجاً يحتذى به في إبعاد الأفكار المتطرفة وخطاب الكراهية، التي تحاول التنظيمات الإرهابية بثها عبر المنابر تحت ستار الدين، وذلك من خلال دعاة يعرّفون الجمهور بالدين المعتدل القائم على المحبة والتعايش السلمي وعدم نبذ الآخر وتطبيق أحكام الشريعة بالطريقة الصحيحة غير المتطرفة.
وكانت الإمارات أطلقت مركز «صواب» في عام 2015 والذي يعمل على مبادرات تفاعلية عن طريق التواصل الاجتماعي لنشر ثقافة الاعتدال في المجتمع ونشر روح التعايش السلمي، إلى جانب مركز «هداية» بالشراكة مع «المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب»، والمعني بالتدريب والتطوير والبحوث الخاصة بمكافحة التطرف.
وكانت الأمم المتحدة اعتمدت في يوليو الماضي اقتراح المملكة المغربية بإعلان 18 يونيو من كل عام يوماً عالمياً لمكافحة خطاب الكراهية.
ودعت المنظمة الدولية الحكومات والمنظمات الدولية وجماعات المجتمع المدني والأفراد، إلى عقد فعاليات ومبادرات تعزز استراتيجيات تحديد خطاب الكراهية ومعالجته ومكافحته.
والإعلان عن اليوم العالمي لمكافحة خطاب الكراهية خطوة فعلية للبناء على «استراتيجية وخطة عمل التصدي لخطاب الكراهية» التي أطلقتها الأمم المتحدة في 18 يونيو 2019، والتي كانت بمثابة المبادرة التنظيمية الأولى من جانب المنظمة الدولية، ووضعت إطاراً لكيفية تعامل الحكومات والمنظمات المدنية مع القضية.
التعليقات مغلقة.