إمارة دبي الثانية عالمياً في الاستثمار الأجنبي بالصناعات الثقافية والإبداعية
أكّدت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي “دبي للثقافة” مواصلة دبي تعزيز مكانتها كوجهة عالمية رائدة في استقطاب الاستثمار الأجنبي المباشر في الصناعات الثقافية والإبداعية، مشيرة إلى نجاح الإمارة في جذب233 مشروعاً استثمارياً جديداً في الصناعات الثقافية والإبداعية بحسب “مرصد دبي للاستثمار”، لتأتي دبي في المركز الثاني عالمياً في جذب مشروعات الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة في العام 2021، متقدمةً من المركز الخامس في الأعوام الماضية، وذلك بحسب بيانات فايننشال تايمز “إف دي آي ماركتس”، المتخصصة في رصد بيانات مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة عالمياً.
وتشير بيانات “مرصد دبي للاستثمار” التابع لمؤسسة دبي لتنمية الاستثمار، إحدى مؤسسات دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي، من خلال تتبع وتحليل تدفقات كافة أنواع الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى إمارة دبي، إلى نمو ملحوظ في الاستثمار الأجنبي المباشر في الصناعات الثقافية والإبداعية، فقد ساهمت النتائج المحقّقة خلال العام 2021 في تعزيز جاذبية الإمارة للاستثمارات الأجنبية المباشرة في قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية.
وحافظت دبي على صدارتها الإقليمية في المركز الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من حيث عدد مشروعات الاستثمار الأجنبي المباشر في الاقتصاد الإبداعي، بينما واصلت صعودها عالمياً حيث حلّت في المركز الثاني، متفوقة على مدن كبرى مثل نيويورك وسنغافورة وبرلين من حيث عدد المشاريع التي بلغت 233 لعام 2021. كما حافظت دبي على صدارتها في المركز الأول إقليمياً والمركز الرابع عالمياً في تصنيف استحداث الوظائف من الاستثمار الأجنبي المباشر والتي بلغت 6,204 وظيفة في الصناعات الثقافية والإبداعية، فيما تجاوزت القيمة التقديرية لإجمالي تدفقات رؤوس أموال مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر في القطاع 4.9 مليار درهم في العام نفسه.
استثمارات أجنبية مستدامة
وأوضحت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم أن دبي شهدت على مدار السنوات الماضية استمراراً في تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر إلى الإمارة في قطاعات الاقتصاد الإبداعي، وذلك بفضل توجيهات وجهود القيادة الرشيدة لجعل دبي وجهة أولى للإبداع والمبدعين، من خلال تهيئة البنية التحتية المبتكرة، وتطوير البيئة القانونية والتشريعية الداعمة لتعزيز نمو الاقتصاد الإبداعي، ما جعل ثمارها ونتائجها واقعاً ملموساً ومستداماً ضمن رحلة التطوير والبناء الذي تنتهجه القيادة الحكيمة.
وخلال السنوات الخمس الماضية (2017 – 2021) شهدت الإمارة تدفقا ملحوظاً في الاستثمار الأجنبي المباشر في الصناعات الثقافية والإبداعية حيث بلغ عدد المشاريع 787 مشروعاً مع استمرار تدفقات رؤوس أموال الاستثمار الأجنبي المباشر في القطاع، والتي بلغت 50.9 مليار درهم. في حين وصل عدد الوظائف المستحدثة بفضل تلك المشروعات إلى 32,542 وظيفة في الفترة نفسها وذلك بحسب بيانات “مرصد دبي للاستثمار”، لتأتي بذلك دبي في المركز الخامس عالمياً من حيث عدد المشاريع والمركز الثامن من حيث رؤوس الأموال الأجنبية المباشرة في الاقتصاد الإبداعي، والمركز الرابع من حيث عدد الوظائف المستحدثة بفضلها خلال تلك الفترة، وذلك بحسب بيانات فايننشال تايمز “إف دي آي ماركتس”.
وقالت سمو رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي: “تعكس النتائج المحققة نضج واستقرار بيئة الاستثمار في الإمارة على مستوى قطاعات الاقتصاد الإبداعي بفضل منظومتها البيئية والاقتصادية المحفِّزة للأعمال الإبداعية، والبُنى التحتية والتكنولوجية المتطورة التي تمتلكها، والتي تُعتَبر من الأفضل على مستوى العالم، ما جعلها قادرة على استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة”.
وأضافت سموها: “تشكّل دبي نقطة جذب للمواهب، حيث يزدهر المجتمع الإبداعي العالمي فيها نظراً للبيئة التمكينية للتعلّم والتطوير والابتكار وخلق الفرص التي توفرها للمواهب، فضلاً عن النسيج الاجتماعي الفريد الذي تتمتع به دبي بتنوع ثقافاتها وانفتاحها على العالم؛ إلى جانب تركيزها على الإنسان كمحور لمسيرتها التنموية الشاملة، فهي تستهدف دوماً تعزيز رفاهية المواطنين والمقيمين والزوار على حد سواء، والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لهم، ما يعزز الثقة في الإمارة ويجعلها وجهةً مفضلة لتأسيس الأعمال والعيش والترفيه”.
وجهة عالمية للصناعات الثقافية والإبداعية
من جانبها أكّدت هالة بدري، مدير عام “دبي للثقافة” أن الهيئة مستمرة في توطيد الأسس التي من شأنها فتح آفاق متجدّدة للنمو أمام مختلف مكونات القطاع الثقافي والإبداعي في الإمارة، وترسيخ مكانتها على الساحة العالمية كوجهة مثلى للاستثمار في هذه المجالات، وقالت: “ماضون في “دبي للثقافة” على نهجنا لتعزيز مكانة دبي على خارطة الاقتصاد الإبداعي العالمية، وفي دعم المواهب واجتذابها عن طريق تطوير الآليات والاستراتيجيات والأطر التشريعية واللوائح والسياسات التي تضمن سهولة ممارسة الأعمال التجارية في المجالات الإبداعية، وفي استثمار شراكاتنا مع الهيئات الحكومية وشبه الحكومية والخاصة، والخبراء والاستشاريين وممثلي القطاع الإبداعي من أجل خلق فرص جديدة تضمن الازدهار للجميع، وصولاً إلى ترسيخ مكانة الإمارة كوجهة عالمية للاستثمار في الصناعات الثقافية والإبداعية”.
وألمحت بدري إلى أنّ العام 2021 شهد استمراراً في تدفق رؤوس الاستثمار الأجنبي المباشر في القطاع الإبداعي في الإمارة رغم ظروف الجائحة، منوهةً إلى أن ذلك يعكس مرونتها وجاهزيتها لمواجهة جميع التحديات، ويؤكد في الوقت نفسه توفر المناخ الملائم فيها لاحتضان ورعاية المبدعين بما يضمن استقرار واستدامة أعمالهم وتنافسيتها.
اقتصاد متنوّع
من جهته، أكد سعادة هلال سعيد المري، المدير العام لدائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، أن المكانة البارزة التي وصلت إليها دبي إقليمياً وعالمياً في كافة مؤشرات جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة هي ثمرة رؤية القيادة الحكيمة التي نتج عنها اقتصاد متنوع قائم على المعرفة والابتكار، مشيراً إلى أن الصناعات الثقافية والإبداعية في إمارة دبي أصبحت من أهم القطاعات الجاذبة للاستثمار والتكنولوجيا المتقدمة وكذلك المواهب. كما أنها ساهمت بتعزيز مكانة دبي لتصبح في صدارة المدن الجاذبة لمشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة عالمياً في 2021.
تطور ملموس
ومن ناحيته، أشار فهد القرقاوي، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الاستثمار، إلى أن قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية يشهد تطوراً ملموساً في جذب الاستثمار الأجنبي المباشر بأنواعه المختلفة التي تشمل، إلى جانب المشاريع الاستثمارية الجديدة، كلاً من مشاريع إعادة الاستثمار ومشاريع الاندماج والاستحواذ والمشاريع المشتركة وأنواع الاستثمار الجديدة، والاستثمار الأجنبي المباشر من رأس المال المغامر، مشيراً إلى أن بيانات “مرصد دبي للاستثمار” تقدم صورة تحليلية شاملة عن تدفقات الاستثمار في القطاعات الاقتصادية بالإمارة، بما يعزز من عمليات التخطيط الاستراتيجي لترويج وجذب وتسهيل الاستثمار وتقديم خدمات متخصصة موثوقة لمجتمع المستثمرين العالمي.
وتشير بيانات المرصد إلى أن نسبة المشاريع الاستثمارية الجديدة في الفترة نفسها بلغت 71 في المئة، بينما شكلت مشاريع الاندماج والاستحواذ نسبة 12 في المئة من عدد المشاريع الكلّي، ووصلت نسبة مشاريع إعادة الاستثمار إلى 9 في المئة والمشاريع المشتركة إلى 2 في المئة، وأنواع الاستثمار الجديدة إلى 5 في المئة من إجمالي عدد المشاريع الاستثمارية في الصناعات الثقافية والابداعية.
وتعمل “دبي للثقافة” مع شركائها الاستراتيجيين على تطوير أطر عمل فاعلة من شأنها تعزيز الازدهار الذي يشهده قطاع الثقافة والفنون في إمارة دبي والارتقاء بمساهمته في الناتج الإجمالي المحلي، مدعومةً في ذلك بالتفعيل الكامل لقانون تأسيسها الذي ينص على دورها كصانع سياسات، ومنظِّم، وممكِّن لهذا القطاع في الإمارة.
التعليقات مغلقة.