الثقافة والشباب في عهدالشيخ خليفة بن زايد.. ازدهار واستشراف
حققت دولة الإمارات قفزات ثقافية واسعة على المستويين المحلي والعالمي، في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، منذ توليه قيادة الدولة في العام 2004، بفضل الرؤى الاستشرافية الخلاقة التي تحلّى بها عهده، وحفلت فترة حكمه بإنجازات ثقافية كبرى، محورها بناء الإنسان الإماراتي.
وخلال السنوات الـ18 الماضية، ترسخ الفعل الثقافي المحلي معززاً مكانة الدولة على الساحة العالمية بفضل توجيهات القيادة الرشيدة التي تنفذها وزارة الثقافة والشباب، من خلال مهمتين وطنيتين رئيستين هما:
* الحفاظ على المكتسبات الثقافية وتطوير الخبرات والمهارات التي تمثل أهم عناصر الاستدامة، والتي تدعم الاقتصاد القائم على المعرفة.
* دعم الأنشطة الثقافية والفنية وإنتاج المعرفة والحفاظ على التراث المادي وغير المادي، وتشجيع الحركات الفنية، وزيادة الوعي بالأدوار التعليمية والاجتماعية، بالشراكة مع المؤسسات الثقافية والفنية الوطنية والدولية.
ويناط بالوزارة، التي تتمثل رؤيتها في «ثقافة تلهم العالم وشباب يصنع المستقبل» مهام حيوية أبرزها: تمثيل الدولة في المؤتمرات الثقافية والفنية في داخل الدولة وخارجها، وإقامة المهرجانات الفنية والإشراف عليها، وإقامة المواسم الثقافية للإفادة من حصيلة الفكر الإنساني. وإدارة المكتبات العامة في الدولة، ورعاية جميع أشكال الفنون وتطويرها بما يحافظ على التراث الفني للدولة، وتشجيع التأليف والترجمة، والتنقيب عن التراث التاريخي للبلاد، وصيانته، والعمل على إحياء التاريخ العربي والتراث القومي، وتوثيقه، والمحافظة على الهوية الوطنية وتعزيز الانتماء والاستثمار في طاقات الشباب، ورعاية المبدعين، ورفع مستوى الوعي الثقافي المجتمعي، والارتقاء بالممارسات والإبداعات وإثراء التواصل الحضاري.
ومن أبرز خدمات الوزارة: إصدار ترقيم دولي للكتب، حيث يتم من خلال هذه الخدمة إصدار رقم دولي موحد للكتب يتم استخدامه من قبل دور النشر، حيث يساعد الرقم الدولي للكتب في استرجاع وتنظيم وإدارة المعلومات الخاصة بالكتب كما يستخدم في المهام التنظيمية والإدارية في المكتبات، كما تقوم الوزارة بطباعة ونشر الكتب، والقيام بدور الترجمة، وتقدم الوزارة خدمات للجمهور من خلال 9 مراكز ثقافية تتفاعل مع المجتمع في كل إمارات الدولة.
ويعد المتحف الإلكتروني، الذي أطلقته الوزارة في العام 2015، الأول من نوعه في العالم للثقافة والفن الإسلامي، تماشياً مع «الاستراتيجية الوطنية للابتكار» التي تهدف إلى جعل الإمارات ضمن الدول الأكثر ابتكاراً على مستوى العالم.
وتعمل وزارة الثقافة والشباب على تطوير آليات العمل الثقافي الراهن والمستقبلي، بما يعزز الارتقاء بالمنجز الثقافي وتنمية المعرفة إسهاماً في ترسيخ ريادة الدولة ومكانتها حاضنة للإبداع في قطاعي الثقافة والمعرفة.
وتسعى الوزارة عبر رؤى طموحة تستند إلى تبني أساليب مبتكرة لخلق التواصل بين الجمهور ومنصات العرض الثقافي المختلفة مثل المتاحف ومعارض الكتب ومعارض الفنون التشكيلية والبصرية والمسرح، وكذلك استغلال فضاءات الإنترنت للترويج للمنتج الثقافي.
وتستند خطة عمل الوزارة إلى رصد دقيق لمؤشرات مستقبل الثقافة في العالم، مع الأخذ في الاعتبار التحوّل الرقمي والذكاء الاصطناعي من أجل صياغة الإنتاج الثقافي في العصر الجديد.
وتعمل الوزارة على توفير أرضية خصبة لتحقيق مشروعها الثقافي الطموح، عبر تعزيز الصناعات الثقافية، وتأسيس المتاحف التفاعلية المتطورة والمكتبات الحديثة، والتواصل مع القطاعات والخبرات الثقافية العالمية
وتحفل أجندة الوزارة سنوياً بفعاليات ثقافية ضخمة تشهدها نخبة من الأدباء والكتاب والمؤلفين من حول العالم لإنشاء شبكة ثقافية واسعة مركزها محلي وطابعها دولي، على شاكلة القمة الثقافية، وتقرير حالة اللغة العربية ومستقبلها.
وهكذا يظهر جلياً كيف اضطلعت وزارة الثقافة في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، بدور مهم في تعزيز المشهد الثقافي والفني في الدولة، ووضع الاستراتيجيات المحفزة لقطاع الصناعات الثقافية والإبداعية، وتمكين الشباب من استثمار قدراتهم ومواهبهم في مختلف القطاعات الاقتصادية، وصياغة تشريعات وسياسات جديدة ترتقي بصناعة الإبداع في الدولة.
التعليقات مغلقة.