دولة الإمارات: المفاوضات حول الأزمة الأوكرانية تطور إيجابي
دولة الإمارات: المفاوضات حول الأزمة الأوكرانية تطور إيجابي
أكدت الإمارات، أمس، أن المفاوضات الجارية بين الأطراف تعتبر تطوراً إيجابياً، مشجعة الأطراف على ضمان مشاركة المرأة بشكل كامل ومتساوٍ وهادفٍ في جميع جهود إحلال السلام، فيما كررت نداءها القوي الداعي إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية في جميع أنحاء أوكرانيا، من أجل إتاحة الفرصة لإجراء حوار بنّاء بين الأطراف، وإنهاء المعاناة التي يسببها هذا الصراع.
وقالت، في بيان أدلى به وفد الدولة أمام مجلس الأمن الدولي حول صون الأمن والسلام في أوكرانيا، إن المرأة قادت جهود المصالحة المحلية والحوار لسنوات عديدة حتى الآن في شرق أوكرانيا، ويجب علينا ألا ننسى هذه الجهود، مضيفة: «هذه الجهود يجب الاعتراف بها والبناء عليها وحشدها للدفع قدماً بمساعي تحقيق السلام».
وتابعت: «من المهم ألا يقتصر ذلك على تمكين المرأة من القيام بدور قيادي وإشراكها في مرحلة نهاية النزاع فقط، بل يجب أيضاً إشراكها في عمليات وضع الحل السلمي وتنفيذه».
وأشارت إلى أن جمع البيانات المتعلقة بتأثير النزاع، والمصنفة حسب الجنس، يظل أداة قيمة، بما في ذلك من حيث تعزيز المساءلة عن العنف الجنسي في النزاعات، وهو ما يضمن إمكانية تحقيق العدالة الإصلاحية.
وشددت على ضرورة تنفيذ نهج استجابة يراعي الجنسين في جميع الجهود الإنسانية المبذولة أثناء فترة النزاع وبعدها، منوهة إلى إمكانية إشراك النساء، والاستفادة منهن في عمليات توفير وإيصال المساعدات الإنسانية والخدمات والجهود التي تنفذ البرامج، مع وضع احتياجاتهن في صميم هذه الجهود.
كما دعت، في هذا الصدد، جميع الأطراف إلى الامتثال لالتزاماتها، وفقاً للقانون الدولي الإنساني، وخصوصاً فيما يتعلق بحماية المدنيين، وتمكين وصول المساعدات الإنسانية في فترة زمنية معقولة ودون عوائق.
وسلطت الإمارات الضوء على الآثار البالغة لهذه الحرب على النساء والأطفال حول العالم، بدءاً من انعدام الأمن الغذائي وارتفاع أسعار السلع الأساسية الذي يشعر النساء والفتيات في مختلف أنحاء العالم بأن حياتهن اليومية ومستقبلهن قد يتغيران بشكل مفاجئ. لذلك، ثمة حاجة، أكثر من أي وقت مضى، لبذل جهود متضافرة تمنع حدوث ذلك، بحسب البيان، حيث إن المخاطر المترتبة على انعدام الأمن الغذائي وارتفاع أسعار السلع الأساسية ستكون عالية جداً.
وقالت الإمارات: «منذ بداية الصراع في أوكرانيا، شكلت النساء والأطفال الغالبية العظمى من إجمالي 4.3 مليون شخص فروا إلى الدول المجاورة، وظهرت تقارير مقلقة للغاية حول حوادث عنف جنسي مرتبطة بالنزاع ووقوع أشخاص فريسة للعصابات الإجرامية المنظمة، التي تدير عصابات الاتجار بالبشر والجنس».
وأضافت: «وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فقد تضرر 89 مرفقاً للرعاية الصحية في جميع أنحاء أوكرانيا من جراء الهجمات، وهو ما أثر على حقوق النساء والفتيات في الحصول على الرعاية الصحية». وتابعت: «تسبب ذلك في نقص الرعاية الصحية المقدمة للنساء الحوامل، سواء داخل أوكرانيا أو من فروا للخارج، حسبما حذر صندوق الأمم المتحدة للسكان».
ونوّهت إلى أن النزاع أدى لتعطيل حصول الأطفال على التعليم، وهو حق مكفول لكل طفل، وهو ما قد يؤثر على قدراتهم وفرص مساهمتهم في تحديد مستقبل أوكرانيا، حيث يمكن بأن تمتد آثار هذه المسألة لتطال أجيال بأكملها.
وأشارت الإمارات إلى أن مجلس الأمن أقر، عند اعتماده جدول أعمال المرأة والسلام والأمن منذ أكثر من 21 عاماً، بتأثير النزاع على النساء والفتيات بشكل كبير، فالنساء والفتيات لا يتعرضن فقط للانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني، بل يتعرضن أيضاً، وبشكل خاص للمخاطر المتعلقة بنوع الجنس.
ومع ذلك، أقر جدول أعمال المرأة والسلام والأمن، بحسب بيان الدولة، بأن النساء والفتيات يُعتبرن أيضاً عناصر فاعلة قادرة على قيادة الجهود المبذولة وتقديم الحلول. لذلك، شددت الإمارات على أنه ينبغي ضمان مشاركتهن في منع الصراعات وبناء السلام وتحقيق المصالحات وإعادة الإعمار. وهذا ليس فقط بسبب تأثير الصراع عليهن، ولكن لأنه ثبت أيضاً أن مشاركتهن تؤدي لسلام أكثر استدامة وأطول أمداً.
التعليقات مغلقة.