ولي العهد السعودي «مجلس التعاون» دولة واحدة

ولي العهد السعودي «مجلس التعاون» دولة واحدة

أكد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أن دول مجلس التعاون الخليجي كلها دولة واحدة، وأن الخلاف مع قطر شجار بين أفراد العائلة، مؤكداً رفض التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للمملكة، بينما اعتبر أن المملكة لا تنظر إلى إسرائيل كعدو بل كحليف محتمل في العديد من المصالح، فيما أكد على الحاجة إلى اتفاق نووي قوي بين طهران والقوى العالمية في المحادثات الجارية بفيينا.وشدد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مقابلة مع مجلة «أتلانتك» الأميركية، أمس: «إننا لا ننظر إلى إسرائيل كعدو، بل ننظر لهم كحليف محتمل في العديد من المصالح التي يمكن أن نسعى لتحقيقها معًا»، واستدرك بالقول: «لكن يجب أن تحل بعض القضايا قبل الوصول إلى ذلك»، وأكد إننا «نأمل أن تُحل المشكلة بين الإسرائيليين والفلسطينيين».
وعن علاقات السعودية مع إيران، قال ولي العهد: «قمنا خلال 4 أشهر بمناقشات، وسمعنا العديد من التصريحات من القادة الإيرانيين، التي كانت محل ترحيب لدينا في المملكة العربية السعودية، وسوف نستمر في تفاصيل هذه المناقشات، وآمل أن نصل إلى موقف يكون جيدًا لكلا البلدين، ويشكل مستقبلًا مشرقًا للسعودية وإيران».
ولدى سؤال ولي العهد السعودي فيما إذا كان يفضل وجود اتفاق نووي أم لا، قال: «أعتقد أن أي بلد في العالم لديه قنابل نووية يُعد خطيرًا، سوءًا إيران أو أي دولة أخرى، لذا نحن لا نود أن نرى ذلك، وأيضًا نحن لا نرغب في رؤية اتفاق نووي ضعيف، لأنه سيؤدي في النهاية إلى ذات النتيجة». وأشار إلى أن المملكة وإيران جارتان لا يمكن لإحداهما التخلص من الأخرى، لذا فإن الحل يكمن بالتعايش.
وفي السياق، أكد الأمير محمد بن سلمان أن المملكة تغيرت عما كانت عليه قبل 7 سنوات، لافتاً إلى أن التطور الاجتماعي في المملكة يسير بالاتجاه الصحيح، وفق معايير الشعب ومعتقداته.
وشدد على أن الإصلاحات الخاصة بالمرأة السعودية أتت من أجل البلاد، وليست استرضاء لأحد.
وأشار ولي العهد السعودي، إلى أنه لا يحق لأحد التدخل في شؤون البلاد الداخلية، فالأمر يخص السعوديين فقط.
ونوه إلى أن «المملكة لها علاقات طويلة وتاريخية مع أمريكا، وليس لأحد الحق في التدخل في شؤوننا الداخلية، فهذا الأمر يخصنا نحن السعوديين، ولا أحد يستطيع فعل شيء حيال ذلك، وإذا كنتَ تعتقد أن لديك وجهات نظر معينة في الشأن الاجتماعي».
وتابع: «لهذا فإن ممارسة الضغوط لم تجد نفعًا على مدى التاريخ، ولن تجدي نفعًا، فإذا كانت لديك الفكرة الصائبة، والطريقة الصحيحة في التفكير، فاستمر فيما تفعله، فالأشخاص سيتبعونك إذا كان ذلك هو الأمر الصائب، وإذا كان الأمر خاطئًا، فالأشخاص سيتبنون طريقتهم الخاصة في التفكير، وعليك تقبل الأمر».
وأوضح أنه «في المملكة العربية السعودية، نتقبل ثقافتكم في أمريكا، ونتقبل طريقة تفكيركم، ونتقبل كل شيء في دولتكم، لأن هذا الأمر عائد لكم، ونتمنى أن يتم معاملتنا بالطريقة نفسها، فنحن نختلف مع الكثير من الأشياء التي تؤمنون بها، لكننا نحترمها، فليس لدينا الحق في وعظكم في أمريكا، بغض النظر عما إذا كنا نتفق معكم أو لا، والأمر نفسه ينطبق علينا».
وحول نظام الحكم، استبعد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان التحول من «الملكية المطلقة» إلى «الملكية الدستورية»، وقال: «لن تنجح الملكية الدستورية، فقد تم تأسيس السعودية على الملكية المطلقة، الآلاف من الأنظمة تحتها من شيوخ قبائل ورؤساء مراكز وهجر، وكذلك الأسرة المالكة السعودية التي أمثلها، والشعب السعودي الذي أمثله، فهذه الآلاف من الأنظمة يعد ملك المملكة العربية السعودية هو قائدها وهو من يحمي مصالحها، وهؤلاء يشكلون 13 إلى 14 مليون سعودي من بين 20 مليون سعودي تقريبًا، لذا لا يمكنني شن انقلاب على 14 مليون سعودي».
على صعيد آخر، أكد ولي العهد السعودي أن المملكة من بين أسرع الدول نمواً في العالم، مشيراً إلى أن اقتصادها سينمو بـ7% العام المقبل. وأضاف لدينا 2 من أكبر 10 صناديق استثمارات في العالم.
وتحدث عن موقع المملكة المهم في التجارة العالمية، قائلاً: «لدينا موقع استراتيجي تمر منه 27% من التجارة العالمية».
وقال، إن السعودية عضو في مجموعة العشرين، ووصلت إلى المرتبة 17 بين دول مجموعة العشرين، وتطمح للوصول إلى مرتبة أعلى من المرتبة 15 بحلول 2030.
وشدد على أن «السعودية ليست دولة صغيرة، فهي من ضمن دول مجموعة العشرين، وأسرع البلدان نموًّا في العالم، مما يدفعنا إلى التساؤل، أين تكمن الإمكانيات العالمية؟ إنها في المملكة العربية السعودية، وإذا أردت تفويتها، فهناك أشخاص آخرون في الشرق سيكونون سعداء للغاية، وفي الوقت نفسه تحاول صدهم، أنا لا أستطيع فهم ذلك».
وعن مكافحة الفساد، قال «معركتنا مع الفساد لا تتسامح مع أي متجاوز حتى وإن سرق 100 دولار»، وأضاف: «لولا تصدينا للفساد لما كان هناك نمو ولا وزراء أكفاء ولا استثمار أجنبي». وشدد على أن القانون في المملكة يطبق على الجميع ولا يوجد مفهوم «الدماء الملكية».
أما في ما يتعلق بمجلس التعاون الخليجي، فشدد على أنه جسم واحد ودولة واحدة تواجه نفس المخاطر والتحديات والفرص أيضاً.
دور كبير لـ«الإخوان» في صنع التطرف
أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود، ولي العهد السعودي، خلال مقابلته مع مجلة «أتلانتك» الأميركية أن جماعة «الإخوان» لعبت دوراً ضخماً في صناعة التطرف.
وأكد أن الدين الإسلامي يحث الناس على احترام الديانات والثقافات أياً كانت، قائلاً إن «المملكة تحوي سنة وشيعة بمختلف مذاهبهم ولا يوجد احتكار للرأي الديني».
وقال: «تلعب جماعة الإخوان المسلمين دوراً كبيراً وضخماً في خلق كل هذا التطرف، وبعضهم يُعد كجسر يؤدي بك إلى التطرف، وعندما تتحدث إليهم لا يبدون وكأنهم متطرفون، ولكنهم يأخذونك إلى التطرف، فعلى سبيل المثال: أسامة بن لادن والظواهري كانا من الإخوان، وقائد تنظيم داعش كان من الإخوان، ولذلك تعد جماعة الإخوان وسيلة وعنصراً قوياً في صنع التطرف على مدى العقود الماضية، ولكنَّ الأمر لا يقتصر على جماعة الإخوان فحسب، بل خليط من الأمور والأحداث، ليس فقط من العالم الإسلامي، بل حتى من أميركا التي بخوضها حرباً في العراق أعطت للمتطرفين فرصة سانحة، كما أن هناك بعض المتطرفين في السعودية ليسوا من جماعة الإخوان وقد لعبوا دوراً في ذلك، خاصة بعد قيام الثورة في إيران عام 1979، ومحاولة الاستيلاء على المسجد الحرام بمكة المكرمة».

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد