مكتبات دبي.. واحة معرفة تجمع ثقافات العالم
مكتبات دبي.. واحة معرفة تجمع ثقافات العالم
تسعى دبي دوماً لإثراء المشهد الثقافي المحلي والعالمي بالقيم والمعارف العلمية والأدبية، وتهدف إلى رفعة الإنسان والأخذ بيده نحو العلياء، إذ تحتضن «دانة الدنيا» اليوم العديد من المكتبات التي تعكس مكانة العلم والمعرفة في المدينة، بما تمتلكه تلك المكتبات من وعي بمتطلبات المجتمع وأفراده، وبما تنادي به من أهداف إنسانية سامية، ورؤى واضحة وواعية.
وتمثل مكتبات دبي ترسانة معرفية ثرية بألوان ثقافات العالم، وتسهم دائماً في بناء جسور التواصل مع الحضارات والثقافات الأخرى، عبر مجموعة الإصدارات والكتب التي تختزنها بمختلف لغات العالم.
مراكز مجتمعية
وفي هذا الإطار، قالت إيمان الحمادي، رئيسة قسم شؤون المكتبات بالإنابة في هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»: «إن مكتبات دبي تسهم في رفع المستوى العلمي والثقافي لأفراد المجتمع، لما تقدمه من تسهيلات لارتياد المكتبات، والاستفادة من مصادر المعلومات، فتجعل القراء أكثر فاعلية في المجتمع.
كما تعد مراكز مجتمعية تستقطب أفراد المجتمع كافة، ومن مختلف الفئات العمرية، وتتيح فرصة التواصل الفعالة بين مختلف جنسيات العالم، لتعلم مهارات معرفية جديدة من خلال تبادل الآراء والأفكار، ما يسهم في الارتقاء بقطاع الأدب في الدولة».
وأضافت الحمادي: إن المكتبات العامة منصة رائدة لإقامة العديد من الورش التدريبية، وتنظيم البرامج والأنشطة المعرفية وإطلاق المبادرات المتنوعة، وذلك بهدف تأهيل الأفراد وإثراء خبراتهم ومعارفهم على اختلاف أعمارهم وجنسياتهم، فضلاً عن القراءات القصصية التي تستقطب الأطفال، لتحفيز عادة القراءة لديهم.
وتعويدهم المطالعة والبحث وقضاء أوقات الفراغ بصورة نافعة، فضلاً عن تنمية المهارات والهوايات وترسيخ العادات والممارسات الحميدة لديهم. وأكدت الحمادي أن المكتبات العامة تجمع أدباء العالم لإقامة جلسات حوارية ونقاشية في مختلف المواضيع التي تعنى بالفرد والمجتمع، إلى جانب الأمسيات الشعرية وحفلات توقيع الكتب وغيرها العديد من الفعاليات.
كما توفر المكتبات العامة مصادر متنوعة من المواد المعرفية من كتب ودوريات وخرائط ومراجع ومواد سمعية وبصرية وغيرها في مختلف ميادين المعرفة، وبمختلف لغات العالم، كما تعد مكتبات دبي جسراً للتواصل مع الحضارات والثقافات الأخرى، عبر تقديم مجموعة كبيرة من الكتب العربية والمترجمة أيضاً والدوريات العربية والأجنبية والمعاجم والتراجم وغيرها.
من جهته، قال الكاتب العراقي شاكر نوري: هناك عدة مكتبات في دبي موزعة على مختلف أرجاء المدينة ما يتيح للقراء سهولة الوصول والتواصل معها، وتتضمن تلك المكتبات كتباً متنوعة وبلغات مختلفة، وهي بالفعل تعبر عن ثقافات العالم من خلال احتوائها على كتب بمختلف اللغات، سواء الإنجليزية أو الفرنسية أو الإسبانية أو غيرها. كما يرتاد مكتبات دبي مختلف الجنسيات ومن الفئات العمرية كافة.
عقول الأرض
بدوره، قال الشاعر والروائي المصري وليد علاء الدين: «يقال إن الأشجار رئات الأرض، وكل شجرة فرصة لإنقاذ روح من التسمم. وأقول إن المكتبات عقول الأرض، وكل مكتبة أمل بإنقاذ روح من الجهل أو التوحش».
وأضاف وليد علاء الدين: نتوقع أن يكون دور المكتبات في عصرنا الراهن التحول إلى منصات هجوم ومؤسسات دفاع ضد العشوائية والجهل وأن تكون خير وسيلة للدفاع عن قيم الخير والسلام بالمعرفة وخير من نأمل قيامه ذلك على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة التي آمنت بقيمة الإنسان وقيمة العلم ولديها من الثروة ما يكفي لذلك، ونتوقع أن تكون مكتبات دبي في صدارة هذه المؤسسات المدافعة عن قيم الإنسانية وتكبح العشوائية وتدعو للتسامح والتعايش والسلام بوصفها وجاهة اجتماعية عالمية.
التعليقات مغلقة.