أربع اتجاهات من المتوقع أن تحدد مسار قطاع مناولة المواد في عام 2022 وما بعده
هل سيثبت عام 2022 أنه عام ديناميكي لمشغلي المستودعات وشركائهم في الأتمتة؟
بقلم ديفيد درونفيلد، المدير العام، سويس لوج الشرق الأوسط
مع انتقالنا إلى عام 2022 وتأثير استمرار انتشار فيروس كورونا على مسار حياتنا اليومية، لا زال قدرٌ كبير من عدم اليقين يخيّم على صناعة مناولة المواد. ومع ذلك، لن يقف القطاع مكتوف اليدين في انتظار أن تتجلى الأمور قبل القيام بالاستثمارات المطلوبة لتمكين سلاسل التوريد من التكيف معالتغييرات القائمة في السوق. تشير الدلائل إلى أن انتعاش الحركة والنشاط في عام 2022 لمشغلي المستودعات وشركائهم في الأتمتة إذ من المتوقع أن تصل قيمة سوق أتمتة المستودعات في الشرق الأوسط إلى أكثر من مليار دولار في عام 2022، بعد أن بلغت قيمته حوالي 600 مليون دولار في عام 2019.
وفيما يلي أربع اتجاهات نتوقعها خلال هذا العام.
- انتقاء المواد ينتقل إلى مرحلة التوريد
شهدت السنوات الأخيرة اتجاهاً عاماً نحو الطلبات صغيرة الحجم، وسيستمر هذا الاتجاه في عام 2022حيث ستبدأ منصات التحميلالمركزية والمستودعات في دمج انتقاء العناصر الفردية في عملياتها، في الوقت الذي يدفع به التطور المستمر لمشهد البيع بالتجزئةوالانتقال إلى المبيعات المباشرة للمستهلكين من قبل الشركات المصنعةهذا الاتجاه إلى الأمام.
أما على صعيد البيع بالتجزئة، فإن زيادة وحدات إدارة المخزون (SKU)في مقابل المتاجر الصغيرة تعني محدودية مساحة الرفوف، وبذلك إجبار تجار التجزئة على توفير مخزون أقل لكل وحدة. لهذا، سيواجه بعض التجار تحديات جادة لتخزين المنتجات بطيئة الحركةوسيتعين عليهممحاولة الدفع لشحن عنصر واحد، أو قطعة واحدة، من تلك المنتجات. في الوقت نفسه، يدرك المصنعون الفرص التي توفرها التجارة الإلكترونية وسيحتاجون إلى تعزيز مرافقهم ومخازنهم المركزيةودعم دخولهم إلى السوق بإضافة إمكانيةمناولة هذه العناصر.سيؤدي ذلك إلى تحول العديد من المستودعات عبر دمج العمليات والتقنيات الجديدة لتمكين انتقاء العناصر بكفاءة. أما بالنسبة لتقنيات “السلع-إلى-الأشخاص”، مثل أنظمة التخزين والاسترجاع الآلي المكعبة والروبوتات المستقلة المتنقلة، فستجد مكانها في المستودعات التي كانت تدعم في السابق منصات التحميل والصناديق فقط.
كما سيؤدي هذا الاتجاه أيضاً إلى تسريع اعتماد الأنظمة الروبوتية لاختيار العناصر، إذ توفر هذه التقنية مزايا بارزة لعمليات مناولة المواد لما تتمتع به من إمكانية أتمتة عملية الانتقاء بالكامل، وهو ما يساعد المشغلين على التكيف مع نقص العمالة وضغوط التكلفة. ومع ذلك، فإن محدودية أنظمة الجيل السابق فيما يتعلق بنطاق المنتجات التي يمكن اختيارها جعلها غير عملية في تطبيقات وحدات إدارة المخزون الواسعة. ولكن، بفضل أنظمة الالتقاط والرؤية الأكثر تقدماً، تعمل حلول الانتقاء الروبوتية الأحدث على توسيع نطاق المنتجات التي يمكن انتقاؤها مع توفير أعلى موثوقية تشغيلية.
- تجار البقالة يكملون استراتيجيات مراكز التنفيذ الصغيرة الخاصة بهم
نظام “CarryPick”: تخزين مرن وقياسي لانتقاء المواد
استوى معدل الطلب على خدمات البقالة الإلكترونية بعد الطفرة التي شهدها خلال الأيام الأولى للوباء، لكنه لا يزال أعلى بكثير مما توقعه تجار البقالة قبل عامين فقط. كما نشهد الآن أيضاً نفس الاتجاه في البقالة الإلكترونية الذي رأيناه سابقاً في أسواق التجارة الإلكترونية الأخرى: تزايد توقعات المستهلكين من أجل تلبية الطلبات بشكل أسرع. من المتوقع أن تزداد قيمة استخدام مستودعات التجارة الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط من 180 مليون دولار في 2018 إلى 500 مليون دولار في 2024، وسيرتفع الاستثمار في المستودعات بشكل مستمر بسبب المستوى المتزايد للأتمتة وتكامل سلسلة التوريد.أما الفارق الرئيسي فيكمن في أن أوقات الوفاء لطلبات البقالة أونلاين تُقاس بالدقائق أو الساعات بدلاً من الأيام الذي تتطلبه تطبيقات التجارة الإلكترونية الأخرى. نظراً لأن تسوق البقالة أونلاين أصبح جزءًمن الروتين اليومي والأسبوعي للمستهلكين، لم يعد هناك مجال للتساهل أو التسامح مع أوقات التوصيل الأطول. أفاد أكثر من 40٪ من المشاركين في استطلاع في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة أن التوصيل السريع هو أحد أهم العوامل التي تؤثر على اختيارهم لمنصة التسوق أونلاين.
أما بالنسبة لعمالقة تجار التجزئة فقد أثبتت عدم فعالية انتقاء السلع ومناولتها من معظم مواقعها، بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة هذه الخطوة وما تسببه من ازدحام قد يؤدي إلى تنفير المتسوقين داخل المتجر. وبينما حقق عدد قليل من تجار البقالة الكبار، مثل جيانت و “H-E-B”، قفزة كبيرةنحو مراكز التنفيذ الصغيرة المؤتمتةومراكز الوفاء الإلكترونيةلتمكين تلبية الطلبات بكفاءة بالقرب من العملاء، إلا أن غالبية السوق نجحت في تكوين فهم أفضل في عام 2021 حول التعقيدات المرتبطة بتنفيذ البقالة الإلكترونية وبدأت في تفعيل التغييرات التنظيمية المطلوبة لدعم استراتيجية مراكز التنفيذ الصغيرة في المستقبل.
نتيجة لذلك، سيصبح عام 2022 العام الذي ينتهي فيه تجار البقالة من وضع استراتيجية البقالة الإلكترونية الخاصة بهم، وسينتقل الكثير منهم إلى مرحلة التنفيذ باستخدام أتمتة مراكز التنفيذ الصغيرة. وفي الوقت نفسه، سيبدأ أوائل المتبنين للبقالة الإلكترونية من توسيع نطاق استخداممراكز التنفيذ الصغيرة بالاستفادة منحلول التنفيذ المنظمةوالحلولالتي تم تنقيحها وأثبتت البرامج التجريبية فاعليتها عبر شبكات التوزيع.
- سلاسل التوريد ورؤية عالمية للمخزون
أتمتة البقالة أونلاين باستخدام حل “أوتوستور” من سويس لوج
تتمثل إحدى ثغرات سلاسل التوريد في عدم قدرتها على تقديم رؤية شاملة للمخزون عبر مختلف مواقع التوزيع العالمية ومواقع البيع بالتجزئة. ولكن،مع التحول الرقمي الذي شهدته المستودعات ومحلات البيع بالتجزئة، أصبحت هذه البيانات متاحة بسهولة في كل موقع. ومع هذا، لا تزالالواجهات المختلفة لمنصات شبكات التوزيع تمثل تحدياً للشركات والمؤسسات مما يقدم فرصة كبيرة في السوق للمنصات القادرة على تقديم أنظمة متباينة وعرض موحد للمخزون وحالته.
- المرونة أكبر دافع وراء قرارات أتمتة المستودعات
رقمنة المستودعات
إن القاسم المشترك عبر الاتجاهات الثلاثة الأولى هو الحاجة إلى الحفاظ على مرونة أنظمة التوزيع وقدرتها على الاستجابة للتغيير. تُعتبر التجارة الإلكترونية أكبر محرك لنمو تقنيات أتمتة المستودعات في جميع أنحاء العالم، وينطبق الأمر نفسه على الشرق الأوسط. تؤدي التجارة الإلكترونية إلى زيادة الطلب على المزيد من مساحات المستودعات والاعتماد المتزايد لحلول الأتمتة في المستودعات ذاتها. تشير التقديرات إلى أن سوق أتمتة المستودعات في الشرق الأوسط بلغ 0.5 مليار دولار أمريكي في عام 2018، وسوف ينمو إلى 1.6 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2025، أي بمعدل نمو سنوي مركب نسبته 17.5٪.
اكتسبت تقنية الأتمتة الروبوتية المرنة القابلة للتطويرمكانها في تلبية متطلبات التجارة الإلكترونية حيث مكّنت هذه الأنظمة تجار التجزئة الإلكترونية من التكيف مع الطلبات المتقلبة والنمو السريع بطرق لم تستطع الأتمتة التقليدية القيام بها. والآن، تواصل تلك الأنظمة التوسع للتكيف مع التطبيقات الجديدة.
أما بالنسبة للتطبيقات التي تتراوح من التعامل مع منصات التحميل إلى انتقاء العناصر، فإن هذه الحلول تمنح مشغلي المستودعات القدرة على توسيع نطاق الإنتاجية والمخزون بشكل مستقل فهي قادرة على قيادة أداء أعلى بنفس المخزون أو توسيع المخزون دون الحاجة إلى أداء أعلى؛ كما أنها توفر القدرة على التكيف مع شكل المستودع الذي يتم استخدامها فيه، مما يدعم التوجه القائم على زيادة سعة التوزيع من خلال ترقية المستودعات القديمة أو إعادة استخدام المرافق غير الضرورية أو غير المستغلة.
الآن، ومع دخولنا عام 2022، ستكتشف العديد من الشركات عدم قدرتها على توسيع مواردها وأنظمتها المتاحة أكثر مما هي عليه، مما يؤكد الحاجة إلى استراتيجيات وتقنيات توزيع جديدة لمواجهة التحديات الحالية والتكيف مع التغيرات غير المتوقعة في المستقبل.
التعليقات مغلقة.