صالون «الملتقى الأدبي» يواصل مناقشة كتاب «مقهى ريش»
صالون «الملتقى الأدبي» يواصل مناقشة كتاب «مقهى ريش»
كتاب موسوعي، تم إبداعه بمحبة شاعرية مرهفة وجهد استقصائي كبير في 654 صفحة، مزوداً بعشرات الصور لنجوم الفن والأدب والسياسة وغيرهم، إضافة إلى صور لبعض الوثائق والمباني الخديوية، ليدرك القارئ أن «للأماكن روحاً تتنفس وحضوراً يتجسد وحنيناً يطاردنا»، كما جاء في مفتتح كتاب الشاعرة ميسون صقر القاسمي «مقهى ريش: عين على مصر».
جلسات صالون «الملتقى الأدبي» شهدت أمس الأول، مناقشة الكتاب في مقر الملتقى بمنزل السيدة أسماء المطوع، وبحضور الشاعرة الشيخة ميسون القاسمي وسيدات الملتقى، اللاتي شاركن بآرائهن، فيما قامت الكاتبة بتوقيع نسخ الكتاب للحضور.
أوضحت أسماء المطوع أن الكتاب يجعل من القارئ باحثاً يتابع بشغف المعلومات بين دفتيه، ويعرف أكثر عن تاريخ القاهرة من خلال التفاصيل الدقيقة، التي يحويها الكتاب الذي استغرق إنجازه 10 سنوات، والذي عاد بالقارئ إلى أيام العثمانيين والخديوي إسماعيل، حيث أشار الكتاب إلى المباني التي أُنجزت في عصره، مبينة أن الكتاب يستدعي القارئ للبحث والتفكير ومن هنا تأتي أهميته، كما يؤكد على أهمية العلاقات الإنسانية والثقافية والسياسية والاجتماعية التي كانت موجودة في تلك الفترة، مشيدة بهذا التنوع الموجود الذي احتضنه «مقهى ريش» جامعاً مفكرين وأدباء ورسامين وموسيقيين، وطارحاً أسئلة كثيرة من خلال تفاصيله السردية.
عبق الماضي
من جانبها، أشارت رنا منزلجي إلى أهمية البناء المعماري القديم والتماثيل في القاهرة من خلال السرد، وقدرة ميسون القاسمي على خلق ترابط من خلال العلاقة التفاعلية بين المكان والزمان، وتأثير هذا على العلاقات الإنسانية، معتبرة أن الكتاب يقدم للقارئ تاريخاً يروى بصيغة أدبية جميلة.
وبدورها، أكدت هنادي الصلح على قدرة الكاتبة في إظهار تفاصيل مهمة لوسط القاهرة، حيث تجعل القارئ يشتم روائح وعبق الماضي من خلال نظرات المارين للتفاصيل المعمارية والتماثيل الموجودة في وسط المدينة والميادين الجميلة، مثل ميدان طلعت حرب، والتماثيل التي تتوسط تلك الميادين مثل تمثال إبراهيم باشا، وقاعدة تمثال الخديو إسماعيل، إضافة إلى تمثالين لاثنين من الجنرالات من مساعدي الخديوي، حتى الحواري الصغيرة يشير لها الكتاب مما يضع القارئ في دهشة ونهم فكري.
وتضيف الصلح: بهذه المشهدية التي يستشعرها قارئ الكتاب داخل القاهرة الخديوية، يكتشف تغير سلوك الناس خلال تلك الفترة الزمنية وحتى عهد عبد الناصر حيث اختلف المشهد، معتبرة أن كتاب «مقهى ريش» بمثابة حكاية شاهد على عصر.
مدينة عتيقة
أما شهلاء خلفان، التي درست في القاهرة، فقالت إن ميسون القاسمي من خلال كتابها أعادتها إلى أيام الشباب، حين دخلت القاهرة وانبهرت بتاريخ الفراعنة، وزارت الأهرامات وأبو الهول والمتاحف ومنطقة حلوان، مؤكدة أنها ارتحلت حول العالم لكنها لم تجد هذا التعدد للحضارات إلا في مصر، فهي تختلف عن بقية العالم في حضارتها وتاريخها الذي أشار الكتاب إلى جزء كبير منه، مبينة أن من يقرأ الكتاب يتعرف على لمحات مهمة من تاريخ القاهرة، هذه المدينة العتيقة والأجمل في العالم.
وأوضحت د. جميلة خانجي إلى المجهود البحثي الذي تضمنه «مقهى ريش – عين على مصر» بالإضافة إلى أهمية وجمال الماضي، إضافة إلى تفاصيل سردية حول بعض شرائح المجتمع والشخصيات الثقافية والفنية والسياسية الذين كانوا يرتادون هذا المقهى، كما أن الكتاب يؤكد على أهمية الثقافة بمفهومها الواسع والصحيح في حياة الإنسان، بشكل يؤكد أن الكتاب تم إنجازه بقلم محب لمصر.
التعليقات مغلقة.