«تنفيذية مجلس التنسيق السعودي الإماراتي» تعقد اجتماعها الثالث لتناقش خطتها الاستراتيجية
«تنفيذية مجلس التنسيق السعودي الإماراتي» تعقد اجتماعها الثالث لتناقش خطتها الاستراتيجية
عقدت اللجنة التنفيذية لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي اجتماعها الثالث أمس، عبر تقنية الاتصال المرئي، وترأس الاجتماع من جانب دولة الإمارات معالي الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان وزير دولة، فيما ترأس جانب المملكة العربية السعودية فيصل بن فاضل الإبراهيم وزير الاقتصاد والتخطيط.
وتم خلال الاجتماع مناقشة الخطة الاستراتيجية للجنة التنفيذية للسنوات الثلاث المقبلة، والتي تتضمن رؤية طموحة للمرحلة المقبلة تعزز من الانخراط والمشاركة بشكلٍ استباقي وفعال بين البلدين في مختلف مجالات التعاون، وتوطد التكامل وأوجه العمل الثنائي المشترك بما يواكب التطورات العالمية ورؤى البلدين نحو المستقبل.
وألقى معالي الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان خلال الاجتماع كلمة رحب فيها بفيصل بن فاضل الإبراهيم وزير الاقتصاد والتخطيط، ونقل تحيات سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، إليه والحضور وتمنيات سموه للجنة بالتوفيق والنجاح.
وقال معاليه: «إنه لمن دواعي فخري وسروري نيل شرف تكليفي من القيادة الرشيدة برئاسة جانب دولة الإمارات في اللجنة التنفيذية لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي».
وعبر عن شكره وتقديره لمعالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية، على تحمله أمانة ومسؤولية رئاسة اللجنة التنفيذية بكل جدارة واقتدار خلال الفترة الماضية، كما أعرب عن تطلعه إلى استكمال المسيرة المشرفة وإلى تعزيز العمل المشترك بين الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية الشقيقة من خلال مجلس التنسيق السعودي الإماراتي، تحت ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظهما الله.
ووجه معالي الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان عميق الشكر والتقدير إلى مقام الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في المملكة العربية السعودية وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على دورهما الكبير في رئاسة مجلس التنسيق السعودي الإماراتي ودعمهما اللامحدود له.
وأشاد معاليه بالعلاقات بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، مؤكداً أنها متجذرة وتاريخية، قامت على أسس صلبة وراسخة واستمدت قوتها من ترابط الشعبين الشقيقين وإيمانهما بوحدة المصير المشترك.
وأضاف معاليه: «لقد جاءت زيارة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الأخيرة إلى بلده الثاني الإمارات العربية المتحدة لتؤكد على صلابة العلاقات الثنائية بين البلدين والروابط التاريخية الراسخة بينهما، وسعيهما الحثيث نحو تعزيز وتطوير التعاون الاستراتيجي والتكامل الاقتصادي والتجاري والتنموي، كحليفين وشريكين استراتيجيين وكقوتين لهما ثقل سياسي واقتصادي وعسكري».
وأضاف معالي الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان أن «مجلس التنسيق السعودي الإماراتي أسّس شراكات استراتيجية بين بلدينا في العديد من المجالات والقطاعات المهمة والحيوية وعلى رأسها مجالات الطاقة والاستثمار والتجارة والأمن الغذائي وأمن الإمدادات والشباب، حيث خرجت اللجان التكاملية وفرق العمل بمجموعةٍ من المبادرات الطموحة والمتميزة كانت لها إسهامات مباشرة وأثر بالغ في تكثيف العمل الثنائي المشترك والدفع بالتعاون البنّاء بين المؤسسات الحكومية والخاصة على حدٍ سواء».
وأكّد معاليه على دعم دولة الإمارات للمملكة في طلبها لاستضافة معرض إكسبو في العام 2030.
من جانبه استهل فيصل بن فاضل الإبراهيم كلمته بتهنئة قيادة وحكومة وشعب دولة الإمارات بمناسبة عيد الاتحاد الخمسين، متمنياً لها مزيداً من التقدم والرفاهية والازدهار.
كما هنّأ الدولة على النجاحات المبهرة في إكسبو 2020 دبي، وقال إنّ المملكة التي تقدمت لاستضافة معرض إكسبو في 2030 تتطلع للاستفادة من الخبرة الإماراتية.
وشكر الإبراهيم، معالي سهيل المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية، على قيادة اللجنة التنفيذية خلال الفترة الماضية وعلى ما بذله من جهد، يؤكد عمق ومتانة العلاقات السعودية الإماراتية.
كما ثمّن حرص القيادتين على ترسيخ الروابط الأخوية المتميزة وعلى تعزيز التعاون الاستراتيجي والتكامل الاقتصادي والتجاري والتنموي نحو بناء مستقبل أفضل يحقق الأمن والازدهار. وأضاف أن مجلس التنسيق السعودي الإماراتي منصة نموذجية لتحقيق رؤى القيادتين نحو تعميق التعاون وتعزيز التكامل في مختلف المجالات بما يخدم مصالح شعبيهما الشقيقين ويعمق روابط الأخوة. وقال: «نفخر في المملكة بتاريخنا المشترك مع الإمارات، ونخطو معاً خطوات حثيثة بتوجيه قيادتنا الرشيدة للمضي قدماً والاستمرار بالعمل الدؤوب وبروح الفريق الواحد لتحقيق رؤيتنا المشتركة».
واستعرض الإبراهيم النتائج التي تحقّقت خلال السنوات الخمس الماضية، موضحاً أن اجتماعات خلوتي العزم أثمرتا ما يقارب 175 مبادرة في نحو 24 مجالاً تعاونياً.
وأضاف: «لكون الإمارات هي أحد أكبر الشركاء التجاريين للمملكة ولأهمية القطاع الخاص ودوره في صناعة القرار تم إنشاء اللجنة الاستشارية من القطاع الخاص لإيجاد فرص جديدة لتوسيع التعاون التجاري والاستثماري واقتراح التشريعات التي تساهم في تيسير التبادل التجاري».
وتابع أنّ جائحة «كوفيد19» لم تؤثر على العمل الدؤوب، حيث استشرف المجلس المستقبل ووضع أساسات للتعاون في أوقات الأزمات والكوارث وتفعيل مجالات تعاون مهمة مثل: أمن الإمدادات، والصحة، والأمن الغذائي، وتيسير الحركة في المنافذ وغيرها.
وقال: «نؤكد اليوم استمرارية مسيرتنا بعزيمة أكبر، والتزام متجدد عبر إطلاق حزمة من المبادرات الاستراتيجية المشتركة، في إطار تكامل سعودي إماراتي في شتى المجالات».
وأكد أن التنسيق المشترك يسعى إلى «الاستفادة من الفرص الحالية والبحث عن فرص جديدة بما يعزز المنظومة الاقتصادية المتكاملة، ويساعد في إيجاد الحلول المبتكرة لتحقيق التنمية المستدامة وسعادة ورخاء الشعبين الشقيقين». وشدّد على أهمية وضع رؤية مشتركة تركز على مجالات استراتيجية محددة خلال الأعوام المقبلة لتطوير البلدين اقتصادياً وبشرياً ومعرفياً، والعمل سوياً بما يخدم مصلحة البلدين الشقيقين.
واستعرض كل من خالد عبدالله بالهول وكيل وزارة الخارجية والتعاون الدولي أمين عام اللجنة من الجانب الإماراتي، وبندر الخميس، وكيل وزارة الاقتصاد والتخطيط أمين عام اللجنة من الجانب السعودي، ورؤساء اللجان التكاملية أهم المبادرات الاستراتيجية القائمة والمكتملة والجديدة، إلى جانب الخطط والأهداف الاستراتيجية المشتركة للفترة المقبلة.
وحدد الجانبان من خلال الخطة ستة أهداف استراتيجية لتحقيقها من خلال مبادرات مبتكرة ونوعية للجان التكاملية وفرق العمل المنبثقة عنها.
واستعرض الجانبان خلال الاجتماع مستجدات اللجنة الاستشارية من القطاع الخاص، بالإضافة إلى برنامج أعمال الاجتماع الثالث لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي المزمع عقده مطلع العام المقبل.
حضر الاجتماع من جانب دولة الإمارات معالي محمد بن هادي الحسيني وزير الدولة للشؤون المالية ومعالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية ومعالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم ومعالي عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد، ورؤساء اللجان التكاملية وفريق أمانة اللجنة التنفيذية.
فيما حضر الاجتماع من جانب المملكة العربية السعودية الدكتور ماجد القصبي وزير التجارة ووزير الإعلام المكلف، والدكتور حمد آل الشيخ وزير التعليم، وأحمد الخطيب وزير السياحة، وماجد الحقيل وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان، وبندر الخريف وزير الصناعة والثروة المعدنية، والمهندس وليد الخريجي نائب وزير الخارجية، والمهندس منصور المشيطي نائب وزير البيئة والمياه والزراعة، وعدد من الوكلاء ورؤساء اللجان التكاملية وفريق أمانة اللجنة التنفيذية.
التعليقات مغلقة.