أحمد البستكي مدير الاستراتيجية في “رافد” في حواره مع استثمارات :- نطبق أفضل الممارسات في قطاع الرعاية الصحية بأبوظبي ونسخر التكنولوجيا لتعزيز قدرتنا على الاستجابة
أحمد البستكي مدير الاستراتيجية في “رافد” في حواره مع استثمارات :- نطبق أفضل الممارسات في قطاع الرعاية الصحية بأبوظبي ونسخر التكنولوجيا لتعزيز قدرتنا على الاستجابة
حاوره : محمد شمس الدين
لأنه لا مناص من الارتقاء بقدرات إمارة أبوظبي ودولة الإمارات في القطاع الصحي والرعاية الطبية، في ظل توجيهات قيادتها الرشيدة “حفظها الله تعالى” وإيلاء بالغ الاهتمام برعاية الإنسان تواكباً مع النهضة التنموية الشمولية التي تشهدها دولة الإمارات، واقتراناً بالدور المحور لشركات القطاع الخاص والمؤسسات الاستثمارية التي لم تتردد يوماً في ترجمة رؤية القيادة الرشيدة للدولة في تعزيز استثماراتها في القطاع الصحي، مع تطبيقها أفضل المعايير والممارسات العالمية، فإنه لا شك نرى قطاع المشتريات الصحية العالمية يشهد تطورات هائلة من جهة قدرته على مسايرة المتغيرات والابتكارات في الأدوية، فضلاً على التطورات التقنية في عمليات التخزين والنقل للأدوية واللقاحات.
واليوم ونحن نرى العالم كله مشدوهاً تجاه أزمة صحية غير مسبوقة في العصر الحديث تتركز الأنظار على أبوظبي التي تقوم بدور لافت في دعم قطاع الرعاية الصحية العالمي، لاسيما في الدول النامية أو الدول التي تحتاج للقاحات ضد فيروس “كوفيد -19” حيث نتطلع لكيان مؤسسي يمتلك رؤية فريدة في دعم جهود الإمارة لتخزين ونقل اللقاحات المضادة لذلك الفيروس، وهي شركة “رافد للمشتريات الصحية”، التي باتت تمثل نموذجاً ريادياً للاسثتمارات الطبية ليس في إمارة أبوظبي فقط ولكن في منطقة الشرق الأوسط حيث كان الحوار مع أحمد البستكي مدير الاستراتيجية في “رافد الإماراتية”في السطور التالية :
- كيف أصبحت “رافد” مؤسسة مشتريات؟
تم إنشاء “رافد” منذ عام لتكون مؤسسة مشتريات المجموعة في دولة الإمارات العربية المتحدة وتدعم قطاع الرعاية الصحية في أبوظبي من خلال الحرص على توفير المستحضرات الصيدلانية والمعدات وقدرات التشخيص والمواد الاستهلاكية الحيوية بأعلى معايير الجودة. ومن خلال استجابتنا لتحديات جائحة كوفيد-19،أدركنا أهمية خدمات المشتريات ودورهاالحيوي في ضمان حصول الأفراد على اللقاحات ومعدات الحماية التي يحتاجونها.لهذه الغاية، يتمثل هدف”رافد” في تقديم الخدمات المركزيةفي ظلّ الحرص على تطبيق أفضل الممارسات في قطاع الرعاية الصحيةوتسخير التكنولوجيا لتعزيز قدرتنا على الاستجابة. فوضعنا بالتالي نموذجاً تشغيلياً فريداً يضمن تخفيض التكاليف عند زيادة حجم الإنتاج وتعزيز الكفاءة ووضع الأسعار التنافسية،في ظلّ ضمان أمن سلسلة التوريد وجودتها.
- ما هو التحدي الأكبر الذي واجهته “رافد” في قطاع الرعاية الصحية بالتحديد منذ تأسيسها قبل عام؟
غالباً ما تكون الكفاءة من حيث التكلفةبشكل عام إحدى التحديات الكبرى في إدارة مشتريات قطاع الرعاية الصحية، إذ أنّ عمليات الشراء قد تؤدي أحياناً إلى الهدر في الإنفاق إذا لم تتم إدارتها بالشكل الصحيح. وبهدف الحدّ من المخاطر وتعزيز الكفاءة، نتّبع في “رافد” نهجاً قائماً علىالاستثمار في أتمتة العمليات اليدوية والعمل بشكل وثيق مع مزودي المنتجات والخدمات بما يتوافق مع أهدافنا الرئيسية.
وقد أدارت “رافد” خلال الأشهر الاثني عشرة الماضية عمليات شراء وتوريد لقاحات كوفيد-19من خلال مركز توزيع اللقاحات في مدينة خليفة الصناعية، ونجحت بتأمين الشحنة العالمية الأولى من العلاج المكتشف لكوفيد-19 Sotrovimabوكذلك عقد الشراء الأول للمضاد الحيوي AZD7442 من شركة أسترازينيكا، وهو الدواء الأول في العالم لعلاج كوفيد-19 بمضادات حيوية طويلة المفعول.
- ما هو “ائتلاف الأمل” وما الدور الذي تلعبه “رافد” في إطار الجهود الدولية لتوزيع اللقاحات؟
“ائتلاف الأمل” هو بمثابة التزام أبوظبي تجاه الجهود الدولية الهادفة إلى التصدّي لجائحة كوفيد-19.تمتاز أبوظبي بقدراتهااللوجستية الاستثنائية وتقع جغرافياً على مقربة من ثلثي سكان العام، وقد تمكنت بفضل ذلك من إطلاق أكبر الجهود اللوجستية وأكثرها تكاملاً بهدف نشر الأمل وتوصيل اللقاحات الحيوية إلى محتاجيها في مختلف أنحاء العالم.
ولعبت”رافد”، بصفتها أحد الشركاء الأساسيينضمن “ائتلاف الأمل”، دوررئيسيفي تسهيلعمليات توزيع ملايينلقاحات كوفيد-19 والمعدات الطبية ذات الصلة وتوفيرها بطريقة مركزية في مختلف أنحاء العالم. وندير في “رافد” مركزاً متقدماً للتخزين البارد والفائق البرودة للقاحات ومركز توزيع بسعة تزيد عن 120 مليون جرعة لقاحلإتمام عمليات التسليم بما يتوافق مع القدرة الاستيعابية للبلدان المتلقية في مختلف أنحاء العالم. ونملك كذلك القدرة على تخزين مختلف أنواع اللقاحات في درجات حرارة تتراوح بين +8و-30درجة مئوية.
بالإضافة إلى ذلك، يحتضن مركز التوزيع التابع لـ “رافد” منشأةتجميد تتيح التعامل الآمن مع أكثر من 11 مليون جرعة لقاح وتخزينها بحرارة-80درجة مئوية. وقد استطاع “ائتلاف الأمل”،بدعم من “رافد”،توصيل أكثر من 210 مليون لقاح حتى اليوم إلى ما يزيد عن 60بلداًحول العالم.
- ما هو برأيك مستقبل المشتريات المرتبطة بالرعاية الصحية في دولة الإمارات؟ كيف يمكنك أن تقارنها بمشتريات الدول الأخرى حول العالم؟
لقد وضعنا خططاً طموحة للتوسع في مختلف أنحاء الإمارات، معتمدين بذلك على التكنولوجيا المتطورة وأساليب التخزين الذي يستند إلى التكنولوجيا الصناعية الرقمية “industry 4.0”. وبالنظر إلى مستقبل المشتريات في قطاع الرعاية الصحية، يمكننا القول إننا نطمح إلى بناء مستودعات حديثة تعمل وفقاً لمعايير التكنولوجيا الصناعية الرقمية “industry 4.0″، بما في ذلك الروبوتات وأنظمة الأمن والعمليات الرقمية، والتي ستكون أساسية لتوسّع وتطور سلسلة توريد خدمات الرعاية الصحية بأكملها. وسنحرص دوماً على الاستمرار في تطوير أنظمة ذكية من شأنها أن تسهل مختلف عملياتنا، بينما نقدم للشركات حلولاً متطورة في كل مرحلة من مراحل سلسلة التوريد.
ونعتزمعلى استحداث نظام رقمي متكامل من SAP لتزويد عملائنا بالحلول الفورية المرتبطة بالمشتريات والخدمات اللوجستية، وكذلك استحداث نظام تخطيط موارد المؤسسةلتحديد العمليات التي يمكن تحويلها إلى عمليات آلية. أما في ما يتعلق بمشتريات الرعاية الصحية على الصعيد العالمي، فنلحظ أن هذا القطاع يتجه تدريجياً نحو تحقيق المزيد من الكفاءة من حيث التكلفة وتفعيل العمليات الرقمية. أما محلياً، فنحرص على الاستفادة مما حققناه من إنجازات خلال العام 2021، طامحين دوماً إلى تحقيق المزيد.
- هل يتحتم على سوق المشتريات الصحية العالمية النظر في خيارات استثمار أخرى في أعقاب أزمة كوفيد-19؟
تعلمت مؤسسات المشتريات المرتبطة بقطاع الرعاية الصحية الكثير من الدروس القيّمة خلالجائحة كوفيد-19. ونحن في “رافد” قد تعاملنا مع هذه الدروس بجدية تامة عبر دعمنا لجهود أبوظبي الناجحة في الاستجابة لجائحة كوفيد-19، وكذلك الجهود الدولية التي يبذلها “ائتلاف الأمل”لتسهيل الوصول إلى اللقاحات على مستوى العالم. وتجدر الإشارة إلى أن كل استثمار قمنا به قد ارتكز على هدفنا الرئيسي المتمثل في ضمان أمن سلسلة التوريد وجودتها.
وبعد عام كامل من التشغيل، تحولت “رافد” من إدارة داخلية إلى مؤسسة إماراتيةتلبي مختلف الاحتياجات المرتبطة بمشتريات قطاع الرعاية الصحية في دولة الإمارات. وسرعان ما أثبتنا وجودنا كجهة رائدة في قطاع الخدمات اللوجستية الصيدلانية في الدولة، حيث نجحنا في تشغيل مركز توزيع اللقاحات الخاص بـ “رافد” وهو منشأة التخزين المستقبلية في أبوظبي.
ويمكننا أن نعزي جزءاً كبيراً من هذا النجاح إلى استثماراتنا في التكنولوجيا المتقدمة، سواء في مركز التوزيع أو عبر عملياتنا اليومية، واعتمادنا للأنظمة الذكية التي تهدف أولاً وأخيراً إلى تسهيل عمليات الشراء بشكل عام.
التعليقات مغلقة.