العالم يسابق الزمن لتتبع «أوميكرون»
العالم أوميكرون
سارعت الحكومات في مختلف أنحاء العالم لفحص قواعد بياناتها عن حالات الإصابة الأخيرة بـ«كوفيد – 19»، وفحص المسافرين وفك الشيفرات الوراثية للمتحور الجديد من فيروس «كورونا»، في إطار سعيها للتعرف على مدى انتشاره.
وتبرز وتيرة التحرك الضغط الواقع على الحكومات وسلطات الصحة العامة للبت على وجه السرعة فيما إذا كان عليها أن تأخذ قرارات لا تحظى بالدعم الشعبي ولها آثار ضارة على الاقتصاد للحد من انتشار المتحور «أوميكرون».
وتوضح البيانات أن المتحور الجديد كان منتشراً قبل التعرف عليه رسمياً في الجنوب الأفريقي، الأسبوع الماضي، وتم رصده منذ ذلك الحين في 23 دولة. وسيستغرق التأكد مما إذا كان أشد قدرة على نقل العدوى أو التسبب في الوفاة أو قادراً على التغلب على اللقاحات أسابيع. وأعلنت السعودية، أمس، رصد أول إصابة مؤكدة بـ«أوميكرون»، لدى مواطن سعودي وصل من إحدى دول شمال أفريقيا، بحسب بيان. وأكدت إجراء التقصي الوبائي وعزل المصاب والمخالطين له واستكمال الإجراءات الصحية المعتمدة. وعمدت بريطانيا وقوى اقتصادية أخرى إلى منع رحلات الطيران من جنوب القارة الأفريقية وإليها بعد أيام فحسب من رصد المتحور لأول مرة، الأمر الذي أدى لاهتزاز أسواق المال العالمية، وأثار المخاوف من التداعيات الاقتصادية الضارة. وتتناقض سرعة التحرك تناقضاً صارخاً مع ظهور متحورات أخرى، فعندما جرى توثيق المتحور «ألفا» في بريطانيا في سبتمبر 2020، قضت الحكومة شهوراً في جمع البيانات وتقييم مخاطره المحتملة، قبل أن تفرض إغلاقاً عاماً على مستوى البلاد في ديسمبر.
وسارعت أسكتلندا وسنغافورة إلى فحص عشرات الآلاف من الحالات التي ثبتت مؤخراً أنها إيجابية، بحثاً عن أي مؤشرات على وجود المتحور، كما تعمل الولايات المتحدة على تعزيز مراقبتها للإصابات بـ«كوفيد-19» لتمييز حالات الإصابة المحلية بـ«أوميكرون» من حالات الإصابة بالمتحور دلتا المنتشر حالياً. وحتى الآن أكد الاتحاد الأوروبي وجود 42 حالة مصابة بـ«أوميكرون» في عشر دول. ولا تستطيع معظم فحوص الكشف عن الفيروس التفرقة بين المتحور «أوميكرون» والمتحور «دلتا»، وهو النسخة المهيمنة شديدة العدوى من الفيروس حتى الآن.
ولتمييز «أوميكرون» عن دلتا يجب أن يكون الاختبار قادراً على التعرف على تحور في «أوميكرون» يعرف باسم «تسرب الجين-إس». وهذا الاختبار ليس قاطعاً؛ لأن المتحور ألفا الذي جرى اكتشافه للمرة الأولى في بريطانيا لديه هذا التحور أيضاً.
ولأن المتحور ألفا لم يعتبر واسع الانتشار، فإن وجود «تسرب الجين-إس» يشير إلى أن العينة إصابة إيجابية بـ«أوميكرون»، وتنبه المعمل إلى ضرورة إرسالها لإجراء فحص التسلسل الوراثي للتأكد منها.
وإذا عجزت فحوص الكشف المحلية عن «كوفيد – 19» في التعرف على هذا التحور، فلا بد من اختيار عينات عشوائية لفحص تسلسلها الوراثي، وهو ما قد يستغرق فترة تصل إلى أسبوع.
وليس من الواضح ما إذا كانت الدول ستشتري مستلزمات الفحص لامتلاكها هذه الخاصية الفريدة. فقد قال كينيث ماك مدير الخدمات الطبية بوزارة الصحة في سنغافورة: إن سنغافورة تفكر في شراء المزيد، لكنها لم تبت في الأمر حتى الآن.
وقالت شركة «ثيرمو فيشر»: إنها مستعدة لزيادة الإنتاج لتلبية الطلب من دول في أفريقيا وغيرها، في إطار المساعي الرامية لرصد انتشار المتحور الجديد. وقال شارون الروي بريس مسؤول الصحة العامة بوزارة الصحة في إسرائيل، أمام البرلمان يوم الأحد الماضي: إنه بعد يوم واحد من رصد المتحور، بدأت إسرائيل إجراء فحوص للكشف عن «الجين-إس» في جميع الفحوص الإيجابية للعينات المأخوذة من المسافرين القادمين إلى مطار بن جوريون، وهو المطار الرئيسي.
التعليقات مغلقة.