المدة التي تحتاجها الشركات لإنتاج لقاح لـ«أوميكرون»
أثار المتحور الجديد لفيروس كوفيد-19، المعروف باسم «أوميكرون»، مخاوف كبيرة لدى شركات إنتاج اللقاحات، حول مدى فاعليتها تجاه المتحور الجديد،ما دفعها إلى القيام بتحركات سريعة لتأمين نفسها، في وقت تضغط فيه بلدان الاتحاد الأوروبي على شركات تصنيع اللقاحات، التي تتعامل معها، لتكييف لقاحاتها مع أوميكرون.
وأكد مسؤولون في قطاع الصحة أن المتحور الجديد، له بالفعل تأثير على فعالية اللقاحات المستعملة حاليا، وأن إنتاج نسخة جديدة من اللقاحات تستطيع التعامل مع أوميكرون، سيتطلب ما بين 3 -7 أشهر، وأن العملية تعتريها بعض الصعوبات.
ضغوط الاتحاد الأوروبي
وتتعرض شركات تصنيع اللقاحات، لضغوط يمارسها الاتحاد الأوروبي، الذي يتخوف من انتشار أوميكرون على الأراضي الأوروبية، بحسب مقال نشرته «لوفيغارو» الفرنسية.
وقامت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، بتذكير مصنعي اللقاحات بالتزاماتهم التعاقدية، مضيفة أن «عقود الاتحاد الأوروبي مع الشركات المصنعة تنص على أن اللقاح يجب أن يتكيف على الفور مع المتغيرات بمجرد ظهورها».
تحركات سريعة
ومن جانبها، تنشغل معامل شركات إنتاج اللقاحات، حاليا بتحليل المتحور الجديد، وقال المتحدث باسم شركة «فايزر»: «لقد أطلقنا فورا دراسات على المتحور الجديد، الذي يختلف بوضوح عن المتحورات المعروفة، ونتائج هذه الدراسات ستكون معروفة في غضون أسبوعين على أبعد تقدير، ونحن على استعداد لتطوير نسخة جديدة من لقاحاتنا إذا لزم الأمر».
واستطرد قائلا «لقد اتخذنا خطوات منذ أشهر، لنكون قادرين على تكييف اللقاح في غضون 6 أسابيع، وشحن الدفعات الأولى في غضون 100 يوم، إذا كان هناك متغير يفلت من المناعة، وتم بالفعل إجراء تجارب إكلينيكية، لإنتاج لقاحات محددة للمتغيرات السابقة ألفا ودلتا».
كما وعدت شركة «موديرنا» بتطوير لقاح سريع لجرعة معززة للمتحور أوميكرون، وفقا لرئيسها، ستيفان بانسيل، الذي قال «هذا يعد جزء من استراتيجية استباقية للتكيف الدائم مع تطور الفيروس، كما اتضح في الأشهر الأخيرة من خلال تطوير جرعات معززة تتكيف مع سلالتي ألفا ودلتا».
نجاعة المناعة المكتسبة
من جانبه قال مدير لجنة القيادة للتلقيح التابعة لوزارة الصحة التونسية، الهاشمي الوزير، «هناك مختبرات تعمل على تطوير لقاحات تستطيع التعامل مع المتغير الجديد، وحتى الآن، لا توجد دراسات تظهر مدى نجاعة المناعة المكتسبة من اللقاحات الحالية، ضد المتحور الجديد، وربما بعد أسبوع أو 10 أيام من الآن، ستكون الأمور أوضح».
وحول مستقبل عمليات التلقيح المستقبلية ضد كوفيد-19، إذا لم يتم تطويرها لتكون قادرة على مواجهة المتحور أوميكرون، قال في تصريحات خاصة «أتوقع أن تنقص نجاعة لقاحات الفيروس المستعملة حاليا في مواجهة المتغير الجديد، لكن يجب الاستمرار في عملية التلقيح وفقا للقاحات المتاحة حاليا، خصوصا أن اللقاحات الجديدة، التي ستكون متأقلمة مع المتغير الجديد، ستحتاج إلى وقت لتكون جاهزة».
وعلى صعيد متصل قال عضو اللجنة العلمية والتقنية لتدبير جائحة كورونا في المغرب، مولاي المصطفى الناجي في تصريحات خاصة «متغير أوميكرون، تكمن خصوصيته في أنه يحمل عدة تغييرات في نفس الوقت، عكس المتحورات الأخرى السابقة، التي كانت تحمل تغييرا أو اثنين مقارنة مع الفيروس الأصلي، مما يفقد اللقاحات الحالية قسطا من فعالتها، ولكنه لا يفقدها فعاليتها كاملة، وجميع اللقاحات لها فعالية، سواء على الفيروس الأصلي، أو المتحورات، لكن السؤال هو مدى نسبة نجاعة اللقاحات تجاه المتحورات».
لقاحات جديدة
وفي السياق نفسه، أفاد الوزير أن «أن تطوير وإنتاج للقاحات جديدة فعالة ضد أوميكرون، هو أمر سيحتاج بين 3 – 4 أشهر، والأمر ليس صعبا من الناحية التقنية، لكن الصعوبة تكمن في إثبات أن اللقاح الجديد ناجع ضد أوميكرون، وليست له أعراض جانبية، وهو ما يتم عبر التجارب السريرية، ويتطلب وقتا، وتعتريه صعوبة».
ومن جهته، أضاف الناجي «تطوير وإنتاج اللقاحات الفعالة ضد أوميكرون، لن يتطلب وقتا طويلا، وستكون جاهزة بعد 7 أشهر تقريبا، لأن التقنيات والعمليات كلها معروفة، عكس ما كان عليه الأمر في أوقات سابقة، حيث كانت عملية إنتاج اللقاحات تستغرق أكثر من 10 سنوات».
واستطرد قائلا «ظهور أوميكرون يعتبر مسألة عادية في عالم الفيروسات، وهذا كان متوقعا منذ البداية، ولن يكون أوميكرون آخر متحور لفيروس كوفيد-19، لأنه ما دام ينتشر، فإمكانية ظهور متحورات أخرى».
التعليقات مغلقة.