الإمارات وإيطاليا تعززان التعاون في التكنولوجيا الحيوية والرقمنة
أكد مشاركون في فعالية التصنيع والابتكار التي نظمت بالتعاون مع إيطاليا ضمن فعاليات الدورة الرابعة من القمة العالمية للصناعة والتصنيع، أن هناك فرصاً متزايدة لتعزيز التعاون بين دولة الإمارات وإيطاليا في العديد من القطاعات الصناعية، خصوصاً في قطاع العلوم الطبية الحيوية والتكنولوجيا الرقمية.
وقال بدر سليم سلطان العلماء، رئيس اللجنة التنظيمية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع، إن التعاون الدولي ضروري للنهوض بالقطاع الصناعي وتعزيز العلاقات ودعم جهود تطوير القدرات الصناعية والتقنيات الريادية.
التعاون والشراكة
وأكد العلماء أن هناك آفاقاً واعدة لتعزيز التعاون والشراكة بين الدولتين والعمل معًا في مجالات جديدة مثل التكنولوجيا الطبية الحيوية والرقمية، وغيرها من المجالات ذات الاهتمام المشترك، وخصوصاً مع تنامي أهمية قطاع الرعاية الصحية باعتباره ركيزة أساسية في مواجهة وباء كورونا والتعافي منه، والتصدي لأي أوبئة في المستقبل، مشيراً إلى أن الدولتين تمكنتا خلال السنوات الماضية من تحقيق إنجازات واضحة في تصنيع الأدوية والمستلزمات الطبية، عبر تعزيز توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، والتي تلعب دورًا مهماً في تسريع عملية تقديم الرعاية الصحية والمساعدة في وقت الأزمات.
ولفت العلماء إلى أن تميز إيطاليا في الصناعات الطبية الحيوية جعلها المنتج الأول للأدوية في الاتحاد الأوروبي، ورسخ مكانتها كوجهة مستقطبة للاستثمارات الموجهة للبحث والتطوير في هذا القطاع. كما سلط العلماء الضوء على الجهود التي تبذلها دولة الإمارات في تطوير قدراتها التصنيعية لمعدات الوقاية واللقاحات والبنية التحتية الصحية.
التكنولوجيا المتقدمة
ونوه نيكولا لينير، سفير إيطاليا لدى دولة الإمارات، الضوء على أوجه التشابه بين استراتيجيات الصناعة والتصنيع في الدولتين باعتبارها تقدم فرصًا للنمو المشترك.
وقال لينير: «تركز كل من الإمارات وإيطاليا على تطوير القطاع الصناعي وتنويعه وتعزيز توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة فيه. حيث أطلقت الإمارات استراتيجيتها للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بهدف توسيع قطاعها الصناعي، ولدينا في إيطاليا خطتنا الوطنية للتعافي وتعزيز توظيف الرقمنة ودفع عجلة النمو والتقدم لكي تتمكن الشركات من رقمنة أعمالها والتوسع في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة».
وأشار السفير الإيطالي إلى أن جهود وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في تطوير القطاع الصناعي الإماراتي تجعل الصناعة ركيزة أساسية لاقتصاد الدولة، مما يسهم في استقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
وقال لينير: «تسهم القاعدة الصناعية في دولة الإمارات في لعب دور مهم في جذب الاستثمارات من إيطاليا والاتحاد الأوروبي».
من جانبها، قالت باربرا بلترامي جاكوميلو، نائب الرئيس لشؤون العلاقات الدولية في الاتحاد العام للصناعة الإيطالية: «ينبغي بذل جهود كبيرة لتعزيز توظيف الرقمنة في القطاع الصناعي الإيطالي. وهناك فرص كثيرة للتعاون، وهي أمر ضروري لزيادة التنافسية الاقتصادية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة»، مشيرة إلى أن دولة الإمارات تعد شريكاً مثالياً للمساعدة في إحداث التغيير المطلوب.
الاقتصاد الدائري
وشهدت فعالية التصنيع والابتكار جلسة نقاش تناولت مستقبل القطاع الصناعي، بمشاركة كل من أليساندرو سبادا، نائب الرئيس لدى في آر في جروب ورئيس اتحاد الصناعات الإيطالي، ودانييلا فينشي، الرئيس التنفيذي لشركة «ماسميك» وألبرتو تريبي، رئيس شركة «المافيفا»، وإسماعيل عبد الله، الرئيس التنفيذي لشركة ستراتا للتصنيع.
وأجمع المتحدثون على أن التحول نحو الاقتصاد التدويري يجب أن يكون جهدًا تعاونيًا بين مختلف دول العالم، حيث أشار إسماعيل عبد الله، الرئيس التنفيذي لشركة ستراتا للتصنيع، إلى أهمية دمج النهج البيئي والاجتماعي والحوكمة في جهود التصنيع المستقبلية.
كما سلط عبد الله الضوء على الفرص الوفيرة لدفع النمو الاقتصادي المستدام من خلال زيادة استخدام التقنيات المتقدمة وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة مثل الروبوتات والهندسة الميكانيكية-الإلكترونية (الميكاترونكس)، وإنترنت الأشياء وتقنية سلاسل الكتل (البلوك تشين) والذكاء الاصطناعي، عبر سلاسل القيمة. من جانبه، أكد أليساندرو سبادا على أهمية الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص في الإشراف على استراتيجيات التنويع الاقتصادي.
التعليقات مغلقة.