أحمد الكعبي محافظ دولة الإمارات لدى منظمة “أوبك” يكتب لمجلة اسثتمارات (الاستثمار بمستقبل البترول والطاقة بنظرة واقعية)
طوت دولة الإمارات خمسين عاماً من عمرها مكللة بإنجازات نوعية وطموحة في مجالات الطاقة، لاسيما البترول، ونحن اليوم حريصون على الاستعداد جيداً للخمسين عاماً القادمة، والتعاون والعمل المشترك مع مختلف دولة العالم لمواصلة مسيرة الإنجازات في هذا القطاع الحيوي الذي يمثل داعماً رئيسياً للاقتصادات الوطنية والتنمية المستدامة.
إننا في دولة الإمارات العربية المتحدة نستثمر في المستقبل من خلال نظرة واقعية، وندرك أن العالم سيبقى بحاجة إلى النفط والغاز لعقود قادمة، حتى في ظل أسرع سيناريوهات التحول في قطاع الطاقة، وبالتالي نعمل بشكل حثيث على خفض انبعاثات الكربون الناتجة عن النفط والغاز إلى أدنى حد ممكن، بالاعتماد على التقنيات والابتكارات، وتسخير جميع الموارد والإمكانات والاستثمار في الخبرات والعقول والكفاءات الاستثنائية، لتطوير هذا القطاع، بما يحقّق تطلعات الحكومة ويخدم مصالحها الحيويّة.
كما أننا في دولة الإمارات نعمل بشكل دؤوب على رفع كفاءة عمليات إنتاج البترول، والغاز، والبتروكيماويات، وتقليل البصمة الكربونية، بالاعتماد على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والتقنيات المستدامة مثل : التقاط الكربون واستغلاله في تعزيز إنتاج البترول، فيما نتطلع للاستفادة من التكنولوجيا النظيفة لتحقيق التنمية المستدامة… وتطوير خبرات رأس المال البشري، واستقطاب الكفاءات المتميزة لدعم مستهدفات الدولة في مجال الطاقة النظيفة المستدامة، وضمان مستقبل أفضل للبشرية.
وبالرغم من كون دولة الإمارات لديها احتياطات نفطية كبيرة، إلا أنها كانت ولا زالت سباقة في اعتماد أحدث الممارسات والتكنولوجيا المستدامة من حيث مشاريع الطاقة النظيفة العملاقة وتحويل النفايات الى طاقة، ومشاريع التقاط غاز ثاني أكسيد الكربون لتكون أول دولة في المنطقة تطبق تقنية التقاط وتخزين واستخدام الكربون على نطاق صناعي، وأول دولة تضيف الطاقة النووية إلى شبكتها الكهربائية، كما تحتضن اليوم ثلاث من أكبر محطات الطاقة الشمسية وأكثرها كفاءة من حيث التكلفة في العالم.
ولاشكإن إطلاق الاستراتيجية الوطنية للطاقة 2050، إنما يتأتي ليعكس جهود الإمارات في تحقيق استدامة موارد الطاقة وضمان التنمية المستدامة في الدولة، وقد حققنا إنجازات نوعية بصياغة أول استراتيجية موحدة للطاقة في الدولة متضمنة الإنتاج والاستهلاك، والتي تعد مؤشراً على قوة ونضوج قطاع الطاقة في دولة الإمارات.
ولا يمكن أن نغفل أن دولة الإمارات تعد من الدول السباقة عالمياً في التحول نحو الطاقة النظيفة، فقد حددت باكراً أهدافها طويلة المدى في مجال الطاقة، وفي سبيل ذلك أطلقت الدولة الاستراتيجية الوطنية للطاقة 2050، والتي تسعى من خلالها إلى خفض الطلب على الطاقة بنسبة 40%، ورفع مساهمة الطاقة النظيفة في إجمالي مزيج الطاقة المنتجة في الدولة إلى 50%، وخلق مزيج من الطاقة”، وقد تمكنت الإمارات خلال فترة قياسية من التوسع في مجال الطاقة النظيفة بفضل التشريعات والقوانين التي واكبت التطورات الحالية والتحديات المستقبلية، ووضع أهداف طموحة للمستقبل، والتي بدورها عززت من منظومة الاستثمارات في هذا قطاع الطاقة.
التعليقات مغلقة.