شجرة «اللبان».. تسرد تاريخ سلطنة عُمان
من يزور «إكسبو دبي 2020» سيكتشف، كيف احتضنت دبي العالم بلغاته وبلدانه وروائع تصاميمه المدهشة في مختلف فنون العمارة والصناعة والتشكيل، مروراً بالنبات والعطور والأغذية، ليستمتع بمناظر الفلك وشلالات المياه المتدفقة عبر هذه المدينة العالمية بكل أركانها وألوانها ومزايا أجنحتها، حتى إن الزائر يتمنى أن تبقى هذه المعالم الحضارية عشرات السنين، لأن ستة شهور لا تكفي للتجوال في ربوعها والاستمتاع بما فيها من تنوع وجمال وإبداع.
من داخل إكسبو يفوح جناح سلطنة عُمان، بعطر شجرة «اللبان» من داخل الجناح المصمم من ثلاثة أدوار، ليحاكي طبيعة السلطنة بين البحر والجبال والسهول، ودورة حياة شجرة «اللبان» عبر التاريخ، معبراً عن تراث الأجداد وإنجازات الحاضر وآمال المستقبل.
زيارة جناح عمان تأخذك في رحلة استكشاف الطرق التي استفادت منها السلطنة في جميع المجالات، بداية من الطب، والغذاء ومستحضرات التجميل، حيث يتم الانسجام ما بين فكرة التصميم الخارجي للجناح مع المحتوى الداخلي الذي يتمحور حول شجرة «اللبان» كرمز وتراث، والموضوع الرئيس لقصة الجناح يشير إلى أهمية «اللبان» عبر التاريخ مما جعل منها جسراً للتواصل بين الحضارات القديمة ورحلات القوافل التجارية في مساراتها المختلفة، براً وبحراً وجواً، إضافة لما يشير له الجناح من رموز جمالية أخرى تظهر من خلال شعار إكسبو: الفرص، والتنقل، والاستدامة، ليشعر الزائر وكأنه في رحلة تثقيفية وترويجية تسر العين وتشرح الصدر وتغني الذاكرة بما تجود به تلك الأرض من ملامح تراثية وحضارية، حيث كتب على بعض اللوحات «غابة الاستدامة» و«اكتشف أمة وادي دولة عمان»، و«هذا المستقبل»، «التواصل مع الأسواق العالمية»، إضافة إلى تجسيد موقع «البليد» المدرجة على قائمة التراث العالمي في اليونسكو.
وتشير إحدى اللوحات إلى شجرة «اللبان» وفوائدها لمستكشفي الفضاء في رحلاتهم الطويلة نحو المستقبل، حيث تمتاز هذه الشجرة بخصائص علاجية ووقائية من الاكتئاب، والسرطان الذي يسببه التعرض طويل الأمد للإشعاعات الكونية القادمة من الفضاء، لذلك يمكن أن تكون شجرة اللبان من النباتات المرشحة لأخذها في رحلات استكشاف الفضاء. وإضافة إلى ذلك، يسرد جناح السلطنة حكاية السلطنة على مر التاريخ، حيث تعرض صور الإنجازات الحضارية لعُمان، إضافة إلى ما ينتجه الحاضر من صناعة وزراعة وفنون عبر نهضتها الجديدة وتطلعاتها المستقبلية التي تعمل عليها من خلال التواصل مع الشعوب والبلدان المختلفة، وتوطيد مبدأ العلاقات المستدامة والسلام العالمي. كما يشمل الجناح سلعاً ومنتوجات متنوعة يشارك فيها مؤسسات صغيرة ومتوسطة من الحرفيين وأصحاب الأسر المنتجة الريفية، إضافة إلى إظهار نماذج من الثروة الزراعية والسمكية التي تتمتع بها السلطنة.
التعليقات مغلقة.