كنوز الساحل الشرقي تجذب السياح إلى إمارة الشارقة

تبرزُ إمارة الشارقة كإحدى الوجهات المفضلة على الخارطة السياحية، والتي لطالما أسرت قلوب زائريها من كافة أنحاء العالم. وتتفرد الشارقة بالجمع بين عبق التراث الأصيل وجمال الطبيعة الخلابة وتطور البنية التحتية والمرافق الفندقية، متيحة تجربة سياحية لا مثيل لها. وتعد الإمارة الباسمة حاضرةً ثقافية وحاضنة للفكر والفن والأدب، وتزخرُ بالعديد من الأحياء التراثية والمتاحف والمراكز الثقافية وغيرها الكثير.

لعلَّ أكثر ما يميز الشارقة الخصائص الفريدة لتضاريسها التي تتجلّى في أبهى حللها في الساحل الشرقي، إذ تلتقي الشواطئ الساحرة والجبال الشاهقة والواحات الغنَّاء. وتشكل كنوز الطبيعة في «دبا الحصن» و«خورفكان» و«كلباء» وغيرها من مناطق الإمارة مقصداً للسائحين والزائرين من داخل الدولة وخارجها. ويبرز الساحل الشرقي باعتباره وجهة طبيعية ساحرة على بُعد أقل من ساعتين بالسيارة من مدينة الشارقة، تتيح فرصة التمتع بإطلالاتٍ جبلية وساحلية ساحرة، والتنعم بالاسترخاء والراحة الذهنية في أحضان الطبيعة، بعيداً عن ضجيج المُدُن وصخبها. وتمثل الجزر الوادعة والمحميات البيئية في الشارقة كنوزاً دفينة تحمل في طياتها أسرار الطبيعة الجديرة بالاستكشاف، ومراكز للتنوع الحيوي وموائل للعديد من فصائل الطيور والحيوانات البرية والبحرية.

تقع جزيرة القرش قبالة الساحل الشرقي لإمارة الشارقة، ويمكن الوصول إليها من خلال الرحلات البحرية عن طريق القوارب والمراكب البحرية. وتعد هذه الجزيرة أحد المعالم السياحية الهامة في الإمارة نظراً لعددٍ من العوامل، من ضمنها طبيعتها الصخرية الفريدة من نوعها، واحتضانها نظاماً بيئياً وحيوياً متنوعاً. وتنتشر في مياه الجزيرة أصناف مختلفة من الأسماك والحيوانات البحرية، ومنها السلاحف البحرية؛ وثعبان البحر الموراي؛ وسمك الراي اللاسع؛ وسمك الملاك العربي.

وتتزين أرض الجزيرة بشقائق النعمان، وتتوافر فيها الأكواخ المتاحة للتأجير. وتوفر جزيرة القرش فرصة ممارسة أنشطة ترفيهية وسياحية متميزة، من ضمنها السباحة والغوص والصيد.

مركز الحفية لصون البيئة الجبلية…

ملاذ للحيوانات الجبلية والصحراوية

يقع «مركز الحفية لصون الحياة البرية» على جبل الحجر بمحاذاة مدينة كلباء، ويمتد على مساحة 12 كيلومتراً مربعاً. ويشكل المركز بيئيةً حيوية شديدة التنوع، حيث يحتضن 30 نوعاً من الحيوانات الجبلية والصحراوية التي تتخذُ من المنطقة ملاذاً طبيعياً لها. وتتضمن الحيوانات التي تحتضنها هذه المحمية الشاسعة النمر العربي؛ والذئب؛ والطهر؛ والكاراكال (الوشق الصحراوي)، كما تحوي ركناً داخلياً مخصصاً للثعابين، والسحالي، والقنافذ والعقارب. ويتيح المركز تجربةً متكاملة ومريحة لزواره عبر توفير عربات الغولف لتسهيل الانتقال في ربوع المحمية، وتخصيص طواقم من المرشدين لمرافقة الزوار وموافاتهم بمعلوماتٍ تفصيلية حول المحمية والحياة البرية عموماً.

كما يقدم «مركز الحفية لصون الحياة البرية» معرضاً ليلياً يتيح من خلاله للزوار الاطلاع عن كثب على تفاصيل حياة الحيوانات الصحراوية ومدى الترابط الوثيق بينها وبين البيئة المحيطة. وينظم المركز أنشطة لتعزيز التوعية بسبل الحفاظ على الحيوانات المهددة بالانقراض وحماية التنوع الحيوي والطبيعة.

محمية القرم… مزيجٌ فريد

من الأشجار الطويلة والطيور المائية الجميلة

تقع «محمية القرم» ضمن المنطقة الساحلية في كلباء بإمارة الشارقة، وتبلغ مساحتها 4.9 كيلومتر مربع. وتعد المحمية أحد أكثر المواقع البيئية تفرداً في الدولة لكونها تحتضن نظاماً بيئياً متنوعاً للحياة النباتية وأصناف الطيور والحيوانات. وتشكل أشجار القرم رمزاً لهذه المحمية.

وتحتضن المحمية عدداً من فصائل الطيور المائية النادرة، من أبرزها طائر الرفراف (صياد السمك) المصنف من ضمن الطيور المهددة بالانقراض. وتشكل «محمية القرم» ملجأً للزواحف البحرية، من ضمنها السلاحف ذات الرأس الكبير والسلاحف الخضراء، والتي تتواجد على الشاطئ بمحاذاة المحمية.

وينقسم النظام البيئي في المحمية إلى بيئتين رئيسيين؛ بيئة غابات أشجار القرم والبيئة البحرية. واكتسبت بيئة أشجار القرم مسماها من أشجار القرم الطويلة والتي يصل ارتفاع بعضها إلى 8 أمتار. وتمتاز هذه الأشجار بجمالها وصلابتها، وتتفرد بخصائص تتيح لها النمو بشكلٍ طبيعي في المنطقة، حيث تستطيع هذه الأشجار تحمُّل ملوحة مياه البحر وانخفاض مستوى الأكسجين. وتوفر هذه الأشجار طبقة حماية تحد من تأثير العواصف والتيارات وعوامل المد والجزر والنحت وتعرية التربة.

أما البيئة البحرية، فتتألف من بحيرة صناعية تشكل ملاذاً لتكاثر الطحالب التي تلعب دوراً هاماً في استكمال عملية التمثيل الضوئي، وبالتالي توفير مورد غذائي للأحياء البحرية. وتشكل «محمية القرم» وجهة متميزة للأنشطة الخارجية، ومن ضمنها الرحلات البحرية بقوارب الكاياك، والتنزه سيراً على الأقدام. كما تعد المحمية أيضاً مقصداً لمحبي مشاهدة الطيور بالعين المجردة أو المناظير.

استراحة السحب… تكاملٌ

بين جمال الطبيعة والإبداع الهندسي

تجسد «استراحة السحب»، والواقعة في مدينة خورفكان بإمارة الشارقة على ارتفاع 600 متر عن سطح البحر، التمازج الحقيقي بين الغنى الطبيعي والإبداع الهندسي، حيث تمثل نموذجاً مثالياً للمشاريع السياحية الرائدة في دولة الإمارات العربية المتحدة. وتتضمن الاستراحة مبنى مؤلفاً من طابقين بمساحةٍ إجمالية تبلغ 2,788 متراً مربعاً. ويشمل هذا المركز المتكامل مطعماً ومقهى وقاعدة متعددة الأغراض، ومصلى للرجال ومصلى للنساء، ومنطقة لعب مخصصة للأطفال، فضلاً عن أفضل المرافق الخدمية.

وباعتبارها واحةً غنّاء، تتوسط «استراحة السحب» مساحات خضراء تحيط بها من كافة الجوانب، وتترجم أحدث ابتكارات هندسة الغابات وتصميم المواقع الطبيعية. وتتضمن هذه المساحات الخضراء 8700 شجرة تُضفي على الاستراحة لمسةً إضافية من الجمال من وحي الطبيعة. وتشمل الاستراحة شرفات داخلية وخارجية تتيح لمرتاديها الاستمتاع بروعة الطبيعة.

وتتصل الاستراحة ب «استراحة سد الرفيصة» عن طريق مسار جبلي. ويشكل هذا المسار وجهةً مفضلة لمحبي الرياضات الجبلية والمغامرات، متيحاً لهم ممارسة الأنشطة الرياضية والتمتع بالإطلالة الخلابة على كامل مدينة خورفكان من سفوح جبالها.

وحرصاً على الارتقاء بالتجربة السياحية المحلية ودعم القطاع السياحي، تعمل «هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة» على إبراز المقومات الفريدة التي يتميز بها الساحل الشرقي، مع تسليط الضوء على المعالم الطبيعية والبيئية والثقافية والتراثية العمرانية التي تحتضنها الشارقة.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد